الإثنين 13 أكتوبر 2025
أخبار الشرق

جامعة عنابة تستقبل أزيد من 45 ألف طالب في مختلف الأطوار التعليمية

شهدت أمس، جامعة باجي مختار عنابة مراسيم افتتاح السنة الجامعية 2025ـ2026، على مستوى مسّمع أبو بكر بلقايد بالقطب الجامعي سيدي عمار، حيث أشرف عبد الكريم فقراوي، الأمين العام لولاية عنابة والمكلف بتسيير شؤونها، على مراسيم الافتتاح بحضور أعضاء اللجنة الأمنية ونواب البرلمان بغرفتيه، إلى جانب عمداء الكليات والمعاهد والأساتذة الباحثون والطلبة، حيث تمت في البداية متابعة النقل المباشر لمراسيم الافتتاح الخاصّة بالموسم الجامعي الجديد، التي تمت تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد من جامعة تيسمسيلت، وعقب ذلك أكد الأمين العام لولاية عنابة والمكلف بتسيير شؤونها، على اعتبار الدخول الجامعي للموسم الجديد بمثابة انطلاقة جديدة لمسار علمي وفكري، إذ أنّ هذه المناسبة تعدّ لحظة مفصلية تجدّد فيها الجامعة الجزائرية التزامها بدورها المحوري في بناء مجتمع المعرفة، وتعزيز مسار التنمية الوطنية المستدامة، مشيرا إلى أنّ المنظومة الجامعية تهدف إلى تعزيز جودة التكوين، وربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، وتحفيز الابداع وروح المبادرة لدى الطلبة، وهذا من خلال برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تستهدف في مجملها الحرص على التحوّل الرقمي الشامل للخدمات الجامعية، بما يضمن الشفافية والنجاعة وتكافؤ الفرص، وترقية البحث العلمي والابتكار كركيزتين لبناء اقتصاد المعرفة، وتشجيع المقاولاتية الطلابية ودعم مشاريع الشباب الجامعي لربط الجامعة بعالم الشغل.

محمد مانع: “الجامعة ليست فضاء للتكوين فقط بل شريك فعّال في خدمة المجتمع والتنمية المحلية”

وفي تصريح له بخصوص الموسم الجامعي الجديد 2025-2026، أبرز الأستاذ محمد مانع مدير جامعة عنابة، بالأرقام المعطيات الخاصة بالدخول الجامعي، من خلال البداية مع تحديث الهياكل البيداغوجية بما يتماشى ورؤية الوزارة في الانتقال نحو جامعة من الجيل الرابع، حيث باشرت الجامعة عمليات ترميم الهياكل، وتم افتتاح ملحقة المدرسة العليا للأساتذة بعنابة، بطاقة استيعاب تصل إلى 2000 مقعد بيداغوجي، استقبلت فيها أكثر من 850 طالبا جديدا موزعين على 15 تخصصا في مختلف الأطوار التعليمية الابتدائي والمتوسط والثانوي، وهو ما يعدّ مكسبا هاما يعزز بذلك منظومة التكوين بولاية عنابة، كما يؤكد العناية الخاصّة التي توليها الدولة الجزائرية لتأهيل الأساتذة، لكون أنهم ركيزة أساسية لأيّ إصلاح تربوي ناجح. كما تم فتح 10 تخصّصات جديدة في الليسانس والماستر. مهندس دولة، منها الاقتصاد الرقمي، المحاسبة والجباية بيوتوكنولوجيا الصحة، الاعلام والاتصال في الصحة، البناء والتنمية المستدامة. ونجحت جامعة باجي مختار عنابة من خلال كامل جهودها طاقمها الإداري والأكاديمي في تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية، حيث استطاعت خلال السنة الماضية بعث 350 مشروعا للطلبة في إطار حاضنة الأعمال الجامعية ومركز تطوير المقاولاتية، منها مشاريع حازت على 18 وسام “لابل”، و2 براءة اختراع، إضافة إلى إيداع 65 طلب براءة اختراع أخرى، حيث تكون هذه الأرقام ليست مؤشرات إحصائية فحسب، بل دليلا واضحا على التحوّل التدريجي للجامعة نحو نموذج الجامعة المقاولاتية المنتجة للثروة والمعرفة في آن واحد، كما قدّم مركز تطوير المقاولاتية تكوينا متخصصا لحوالي 500 أستاذ داخل الجامعة، إضافة إلى تكوين أكثر من 120 أستاذا آخرا بمعهد متخصّص في بريطانيا، بغية تعميم استعمال اللغة الانجليزية في التدريس، بما في ذلك التخصصات الطبية. ويضاف إلى ما سبق، انفتاح جامعة باجي مختار عنابة وسعيها للتعاون العلمي الذي أضحى من الأولويات القصوى، حيث وفي سياق هذا، تعزّزت بالإمضاء خلال الأيام القليلة الماضية على 7 اتفاقيات توأمة مع 3 مدارس وطنية عليا و4 مراكز بحثية وطنية، في إطار تحسين المرئية الدولية والتلاقح المعرفي، وفي مجال التعاون الدولي، تم تدشين الركن الكوري والركن الياباني، كمراكز إشعاع ثقافي لغوي، مع الانضمام رسميا إلى أكاديمية “هواوي”، لتعزيز تكوين الطلبة في تكنولوجيات الاتصال والرقمنة، لتؤكد هذه المنجزات أنّ الجامعة ليست مجرّد مؤسسة للتكوين العالي، بل يتجسد دورها في كونها قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومنارة للبحث والابتكار، وفضاء لإعداد الأجيال المقبلة لمجتمع المعرفة، فهي التي تحتضن هذه السنة الجامعية ما يزيد عن 45 ألف طالب في مختلف الأطوار التعليمية “الليسانس، والماستر، ومهندس، ودكتوراه”، كما تكون رأس المال البشري النوعي يرفد سوق العمل سنويا بالآلاف من الكفاءات، وفي السياق ذاته، فإنّ الجامعة ولاعتبار أنّ البعد البشري أبرز روافد التنمية، فإنّها تساهم بشكل مباشر في الدورة الاقتصادية للمنطقة، فهي من بين أكثر القطاعات المشغلة بولاية عنابة، بما يزيد عن 2600 أستاذ باحث وبتعداد مماثل من الموظفين الإداريين والتقنيين وأعوان المصالح، ناهيك عن حركية الطلبة والأساتذة والباحثين التي تخلق أثرا اقتصاديا غير مباشر في قطاعات حيوية كالنقل والسكن والاطعام والتجارة والخدمات بصفة عامة، وإلى جانب ذلك، فإنّ الجامعة تبرم سنويا عشرات العقود والاتفاقيات مع مختلف المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية بما يعزّز حيوية النسيج الاقتصادي المحلي، كما يمكّن من فتح آفاق جديدة للشراكات المتبعة.

أكثر من 9 آلاف خريج في مرحلة التدرّج خلال الموسم المنصرم بالجامعة

وقد تخرج في الموسم المنصرم لوحده من جامعة عنابة 5112 طالبا في الليسانس، و4239 طالبا في الماستر، أي ما مجموعه أكثر من 9 آلاف خريج في مرحلة التدرج، أما في مجال الدراسات العليا، تحتضن الجامعة 2189 طالب دكتوراه مع تسجيل 237 مناقشة خلال السنة الجامعية المنصرم.وقد شهدت الجامعة منذ نشأتها عددا معتبرا من المناقشات في الدراسات العليا، 4044 مناقشة ماجستير، 701 مناقشة دكتوراه دولية، 1555 دكتوراه علوم، 2284 دكتوراه “ل.م.د”، و863 مناقشة للتأهيل الجامعي، ما يشكل بذلك رصيدا ثريا يعزز تنافسية المؤسسات الاقتصادية ويساهم في الحركة الاجتماعية والتنمية المحلية والوطنية. كذلك فإن البعد الاقتصادي للجامعة لا يقتصر على التشغيل والتكوين فحسب، بل يمتد إلى البحث العلمي والابتكار، فجامعة باجي مختار عنابة، تحتضن 91 مخبر بحث ينشط في مجالات استراتيجية مثل المعادن، الميكانيك، الصحة، البيوتكنولوجيا، الطاقات المتجددة، الذكاء الاصطناعي، والبيئة وغيرها من المجالات ذات الأولوية، حيث تثمر هذه المخابر حلولا عملية للإشكالات التي تواجه المجتمع والاقتصاد على حد السواء، هذا وقد تمت مراسيم الافتتاح في أجواء أكاديمية راقية، وحضور رسمي يعكس مكانة الجامعة، وما يؤكد الاهتمام الكبير بقطاع التعليم العالي، وضمان انطلاق الموسم الجامعي في أحسن الظروف، وركزت كلمة الوزير بداري من تيسمسيلت على الجامعة هي القلب النابض للتنمية الوطنية، وأن التنمية الشاملة لن تتحقق إلا بالعلم والبحث العلمي، وأن تثمين جهود الجامعات في البنية التحتية وخلق فرص عمل، كما قدمت مداخلة حول “الوطنية في السلوك الجامعي”، من طرف الأستاذ عبد السلام فيلّالي من كلية الحقوق، لتأكيد أن الوطنية تُجسّد بالعلم والانضباط لا بالشعارات فقط، وأن الطالب الجامعي صورة مشرّفة لجامعته ووطنه، واختُتم الحفل بالتأكيد على التزام جماعي بمرافقة الطلبة في مسارهم العلمي والبحثي، لبناء جيل واعٍ، مسؤول، ومؤمن برسالته في خدمة الجزائر.

أمير قورماط

مواضيع ذات صلة

إعادة إسكان 175 عائلة ببلدية برحال

akhbarachark

جمعية النصر بحي السرول تجدد مطالبها بتزويد الحي بحاويات قمامة جديدة

akhbarachark

حملات تحسيسية وقوافل طبية تؤسس لنجاح “أكتوبر الوردي 2025”

akhbarachark