احتضن، أمس، مسمع بزاز عبد الكريم بالقطب الجامعي أحمد البوني بجامعة باجي مختار عنابة، احتفالية مميزة بمناسبة عيد العلم، التي أقيمت هذا العام تحت شعار “مسيرة التغيير تبدأ بالعلم”، تأكيدًا على الدور المحوري للعلم والمعرفة في نهضة الشعوب وبناء الأوطان، وقد استُهِلّت الاحتفالية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ليُرفع بعد ذلك النشيد الوطني الجزائري بالمسمع في أجواء رمزية تعكس روح الفخر والانتماء لهذا الوطن العزيز، وفي كلمتها الافتتاحية، عبّرت الدكتورة آمال دهان، عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، عن فخرها بهذه المناسبة، التي تعد فرصة لاستذكار رمزية العلم في بناء الفرد والمجتمع، مؤكدة على أهمية مواصلة المسيرة العلمية بكل عزم وإصرار، في ذات السياق، ألقى نائب مدير الجامعة المكلف بالبيداغوجيا كلمة مؤثرة، شدد فيها على أن عيد العلم يُعد محطة متجددة، لتجديد العهد مع طلب العلم والمعرفة، داعيًا الطلبة إلى بذل مزيد من الجهد والابتكار من أجل مستقبل أفضل للوطن. من جانبه، أعطى الأستاذ الدكتور معاوي حسين إشارة انطلاق الفعاليات، ممثلاً عن مدير الجامعة الأستاذ الدكتور مانع محمد، حيث أكد في كلمته أن جامعة باجي مختار عنابة، باعتبارها صرحًا علميًا وفكريًا عريقًا، تواصل التزامها بدعم البحث العلمي، وترسيخ قيم الاجتهاد والمسؤولية، مشددًا على أن شباب الجامعة هم حجر الأساس لبناء وطن قوي ومزدهر، وقد تخللت الاحتفالية عدة أنشطة علمية وثقافية تعكس حيوية المشهد الجامعي، وروح الإبداع لدى الطلبة والأساتذة، في يوم احتفائي يكرّس قيم العلم والعمل في سبيل خدمة الوطن، وقد تلت ذلك فقرة عرض فيديو من إنتاج طلبة قسم الهندسة المعمارية بكلية علوم الأرض، بعنوان “حين مرّ ابن باديس بعنابة، سكن المكان وهج الذاكرة”، وهو عمل بصري إبداعي يستحضر شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس وعلاقته الرمزية بمدينة عنابة، حيث امتزجت الصورة والعمارة بالذاكرة، في تجربة شبابية تنم عن وعي طلابي متقدم بقيمة الإرث الحضاري والفكري للجزائر. أما بخصوص الفقرة العلمية فكانت مع المحاضرة القيمة، التي ألقاها الأستاذ الدكتور فريحة محمد كريم، والتي حملت عنوانًا دالًا “عيد العلم والذكاء الاصطناعي بين التراث الإنساني والتطور التكنولوجي”، وفي لحظة وجدانية، صدحت القاعة بإلقاءات شعرية من إلقاء الطالبة درواز نور من قسم الاعلام والاتصال، كما قدّم الأستاذ الدكتور بوطغان حمودة، عرضًا مفصلًا حول “جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر”، وهي مبادرة علمية رائدة أقرّها رئيس الجمهورية، وتهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار وتشجيع البحوث العلمية ذات الأثر التطبيقي، إذ سلط الدكتور بوطغان الضوء على محاور الجائزة، وشروط الترشح، وأهميتها في خلق ديناميكية جديدة في مجال البحث العلمي الوطني، مشيرًا إلى أن هذه الجائزة تُعد خطوة استراتيجية نحو ترسيخ مكانة الباحث الجزائري في محيطه الأكاديمي والعالمي، وتحفيز العقول الشابة على الإبداع والمساهمة الفعلية في التنمية الوطنية. وقد اختتم الحفل بـتكريمات وتوزيع شهادات تقدير على الطلبة والمشاركين في إنجاح هذه التظاهرة، في جو ساده التقدير والتحفيز، وجسّد ثقافة الاعتراف التي تبني الأجيال وتُرسخ القيم. بهذه الفقرات، رسمت جامعة باجي مختار عنابة ملامح احتفالية علمية أصيلة، جمعت بين عبق التاريخ وإشراقة المستقبل، مجددة العهد بأن يظل عيد العلم موعدًا للوفاء والارتقاء.
أمير قورماط