برأت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء عنابة “ل.ل”، المتورط في جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار، وأمرت بحجزه بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية أبو بكر الرازي بعد الخبرة العقلية التي أجراها الخبير المتعاون مع العدالة والتي أثبتت عدم صحته العقلية وإصابته بحالات “جنون”، وبذلك لا يتحمل المسؤولية الجزائية، والتي طالت الضحية “ش.ع”.
تتلخص وقائع القضية يوم 6فيفري 2024، في حدود الساعة التاسعة والربع ليلا، أثناء قيام عناصر الأمن بحراسة القنصلية الفرنسية بشارع تشي غيفارا بعنابة، تقدمت منهم مركبة من نوع “غولف 7″، تسير بسرعة كبيرة ليقوم رئيس المناوبة الضحية “ش.ع” بوضع الحاجز الحديدي بجانب الطريق الموازي لتوقيف المركبة إلا أن سائقها ارتطم بالحاجز وبالشرطي الذي سقط أرضا وفقد وعيه كليا ليتم نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، أين تلقى الإسعافات الأولية ومكث بالمستشفى ليوم واحد حيث تبين أن الإصابات التي تعرض لها الضحية “ش.ع” كانت على مستوى الرجل اليسرى والرأس واليد، وبعرض الضحية على الطبيب الشرعي تم منحه 45 يوم عجز عن العمل. وبسماع حافظي الشرطة “ز.ر” و”س.م.أ”، أكدا أنهما كانا يعملان رفقة الضحية حين تعرضه لحادثة الدهس مضيفين أن نية وإصرار الفاعل على دهس الضحية بالسيارة التي كان يقودها، بعد رفضه الامتثال والتوقف في المرة الأولى وعاد إلى نفس المكان وارتكابه الوقائع المنسوبة له، ومن خلال التحريات تم تحديد مكان المركبة التي كان على متنها الفاعل، والتي كانت بالقرب من عمارة عدل بحي واد فرشة، ومن خلالها تم تحديد هوية صاحبها ويتعلق الأمر بالمسمى “ع.ا” المقيم بحي واد فرشة عنابة، ولدى سماع الضحية “ش.ع” أكد أنه بتاريخ الوقائع عندما كان يزاول مهامه بصفته شرطيا في حراسة القنصلية الفرنسية بشارع تشي غيفارا بعنابة، تفاجأ رفقة عناصر الشرطة بالحاجز الأمني بسيارة من نوع “غولف فولسفاغن” قادمة في الاتجاه المغلق بالحواجز الحديدية المؤدية إلى القنصلية الفرنسية، وقيامه بنزع الحاجز الأمني ومحاولة توقيفه من طرف أحد أعوان الشرطة المتواجدين بالحاجز الأمني، للاستفسار عن الفعل الذي يقوم به فرفض الامتثال وركب سيارته وغادر المكان بسرعة، وحينها قام بإخطار قاعة الإرسال عن نوع المركبة ورقم تسجيلها، مضيفا أنه بعد مرور 15 دقيقة تلقى اتصال على جهاز الراديو يفيد بعودة المركبة من جديد باتجاه الحاجز الأمني الذي يتواجد به، وعند محاولته لوضع الحاجز الحديدي من أجل إجباره على التوقف، فوجئ بدهسه بسيارته فأغمي عليه، مؤكدا أنه أصيب بكسر على مستوى الركبة في رجله اليسرى وخدوش على الخلف وكدمة على مستوى كوع اليد اليمنى، علما أن الضحية تنازل أمس أمام محكمة الجنايات وذلك بعد أن علم من سكان الحي، أن المتهم يعاني من مرض عقلي.
ن. إيـديـر