في إطار الاحتفالات بالذكرى السبعين لثورة التحرير الجزائرية المجيدة، ينظم قطاع الصناعة التقليدية والحرف، معرضا بمناسبة الأسبوع الجهوي للصناعة التقليدية، و الذي سيقام في الفترة من 4 إلى 9 نوفمبر من الشهر المقبل، بمركز الترفيه العلمي “رايس صالح”، CLS بعنابة، حيث ستكون الفرصة الأولى للإحتفاء بتراث الصناعة التقليدية الجزائرية ودعما للحرفيين المحليين، وهذا تزامنا مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة نوفمبر 1954، والحدث الثاني هو الاحتفاء باليوم الوطني للحرفي، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على دور الحرفيين في الحفاظ على التراث الثقافي والتقليدي للجزائر بصفة عامة ولمدينة عنابة بصفة خاصة، الذي يعد بمثابة تجسيد لتلك الروح الوطنية التي تمتزج فيها الذاكرة التاريخية بالقيم الثقافية العريقة، بل أيضًا فرصة من أجل الحفاظ على موروثنا اللامادي و حمايته ونقل المهارات التقليدية من جيل إلى آخر، و سيتضمن المعرض مجموعة متنوعة من الحرف التقليدية التي تعكس التراث الثقافي الغني للبلاد، محاطا بجمال الصناعات اليدوية التي تبرز المهارة والإبداع في كل قطعة، ومن أبرز الفنون التي سيتم عرضها صناعة الفخار التقليدي، التي تعتبر واحدة من أهم الحرف اليدوية في الولاية، وكذلك سيتم عرض أوانٍ فخارية مزخرفة بأشكال وألوان تعبر عن التراث الشعبي، مما يتيح للجمهور فرصة التعرف على هذا الفن العريق. كما سيشهد المعرض عرضًا رائعًا للمجوهرات التقليدية المصنوعة يدويًا، والتي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية، تتنوع هذه المجوهرات ، حيث يعد هذا النوع من الحرف اليدوية تعبيرًا عن الثراء الثقافي والجمالي الذي تتميز به مختلف مناطق الجزائر إضافة إلى ذلك، ستتاح الفرصة كذلك للاطلاع على فنون التطريز التقليدي، الذي يجسد الإبداع في تصميم الأقمشة والمنسوجات، و التي ستعرض قطع مطرزة بدقة وحرفية، تعكس التنوع الثقافي الذي تزخر به ولاية عنابة على العموم سواء في النقوش، الألوان، أو التصاميم المستخدمة، ولا يقتصر هدف المعرض على عرض الحرف التقليدية فحسب، بل يسعى أيضًا إلى دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز السياحة، و تعزيز الفرصة لتسويق المنتجات التقليدية الجزائرية على نطاق أوسع، سواء للجمهور المحلي أو للزوار من خارج الولاية. فالصناعات التقليدية ليست مجرد تراث ثقافي، بل تمثل أيضًا مصدر دخل لآلاف الحرفيين في الولاية وتسهم في تنمية البلاد بما تزخر به من تراث والحفاظ عليه في الوقت الذي تواجه فيه تحديات الحداثة والتطور ومن خلال هذا المعرض، سيتمكن الحرفيون من تعزيز حضورهم في السوق وعرض منتجاتهم لجمهور واسع، مما يفتح لهم آفاقًا جديدة للتواصل مع الزبائن وتطوير أعمالهم، إلى جانب عرض المنتجات التقليدية، يهدف الأسبوع الجهوي للصناعة التقليدية إلى خلق فضاء لتبادل الخبرات والمعارف بين الحرفيين من مختلف الولايات الجزائرية، مما ستتاح لهم فرصة التعرف على تقنيات جديدة ومبتكرة في الصناعات اليدوية، مما يسهم في تطوير مهاراتهم وتعزيز جودة منتجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيشكل الحدث منصة للتعاون بين الحرفيين والمستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة، ومن خلال هذا التبادل، سيتمكن الحرفيون من توسيع آفاقهم وتعزيز استدامة أعمالهم، ونظرًا للطلب المتوقع على حضور هذا الحدث الهام، تم تحديد عدد الأماكن المتاحة للمشاركين، مما يحث المهتمين على التسجيل المبكر لضمان حضورهم. يمكن للراغبين في الحضور الاتصال على الرقم المخصص للاستفسار والتسجيل، حيث يسعى المنظمون إلى ضمان تنظيم محكم للفعالية وتوفير تجربة مميزة للحضور، ويعد هذا المعرض فرصة لا تفوت لكل من يهتم بالحرف التقليدية ويرغب في دعم الحرفيين المحليين والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري، حيث يمثل الحدث نافذة للعودة إلى الجذور واستكشاف ثراء الهوية الجزائرية من خلال الصناعات التقليدية، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تحقيق توازن بين الحداثة والحفاظ على الموروث الثقافي، كما سيظل الأسبوع الجهوي للصناعة التقليدية في الولاية حدثًا استثنائيًا يعزز الفخر بالهوية الثقافية الجزائرية ويكرم تضحيات الأجيال السابقة من خلال الاحتفاء بثورة نوفمبر واليوم الوطني للحرفي، فيما يعتبر هذا المعرض أكثر من مجرد حدث اقتصادي أو ثقافي، بل هو رسالة تذكير بأهمية الحفاظ على تراثنا الوطني والعمل على نقله إلى الأجيال القادمة.
ش.ج