شدد، والي عنابة، خلال إجتماع ترأسه أمس، في إطار متابعة أشغال إعادة الإعتبار لانهيار جزء من الطريق بشارع صديق بن يحيى، بحي واد القبة والذي تسبب فيه أحد المرقين العقاريين، مما أدى إلى حدوث أضرار، أين شدد على ضرورة إتمام الأشغال المتبقية في أسرع الآجال، مع المتابعة الميدانية اليومية لمدير مركز المراقبة التقنية للبناء إلى غاية إتمام الأشغال، المتعلقة بمختلف الشبكات وكذا إعادة الطريق الى حالتها الاصلية.
كما شدد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي، عبد القادر جلاوي، خلال ذات الإجتماع، على ضرورة️ مباشرة مؤسسة “سونلغاز” أشغال المنطلقات الكهربائية التي تعرضت للضرر جراء انهيار جزء من الطريق العمومي بواد القبة التابع إداريا لبلدية عنابة، مع تحويل الشبكات المتضررة الأخرى إلى مسارات جديدة، حيث حضر الإجتماع الأمين العام للولاية بالنيابة، رئيس دائرة عنابة، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة، مدير التعمير، الهندسة المعمارية والبناء، مدير الأشغال العمومية، مديرة الموارد المائية، مدير الطاقة، ممثل مدير السياحة، مدير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، مدير مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، مدير هيئة الرقابة التقنية للبناء، المرقي العقاري.
وفي سياق ذي صلة، أصدر والي ولاية عنابة، عقب إنهيار الطريق بشارع صديق بن يحيى، تعليمات صارمة تهدف إلى حماية أرواح المواطنين وضمان سلامة المحيط العمراني، نتيجة تصاعد حوادث الانهيارات التي تسببت فيها مشاريع البناء في الولاية خلال السنوات الأخيرة، و جاءت هذه الإجراءات استناداً إلى المرسوم التنفيذي رقم 24-247 المؤرخ في 23 جوان 2024، والذي ينظم شروط الحصول على رخص البناء والهدم للمشاريع التي قد تشكل خطراً على المناطق المجاورة. التعليمة الجديدة تفرض على المرقين العقاريين الالتزام بعدة شروط ضرورية، من أبرزها إجراء تقييم تقني شامل للمشروع قبل انطلاق الأشغال. هذا التقييم يتم عبر لجنة مختصة تضم ممثلين عن مصالح التعمير، الري، الأشغال العمومية، الطاقة، وسونلغاز، إلى جانب الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء.
كما يلزم المرقون بالحصول على ترخيص مسبق من طرف الوالي، خاصة في الحالات التي تشمل مناطق عمرانية قديمة، أو تلك ذات التضاريس الصعبة، أو عند تنفيذ حفر بعمق يتجاوز مترين، كما أكدت التعليمة أيضاً على ضرورة احترام توقيت تنفيذ المشاريع، حيث يُحظر الشروع في أشغال التسطيح الكبرى خلال فصل الشتاء، بينما يمنع العمل على الشريط الساحلي خلال موسم الاصطياف. وتأتي هذه التدابير بعد شكاوى واسعة من المواطنين بشأن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم نتيجة إهمال بعض المرقين للشروط التقنية المطلوبة. و لم يكتف والي الولاية بوضع شروط مسبقة، بل شدد على العقوبات الصارمة في حال مخالفة التعليمات، وتشمل هذه العقوبات التوقيف الفوري للأشغال عند تسجيل أي تجاوزات، وصولاً إلى إلغاء رخص البناء في حال تكرار المخالفات.
كما يتحمل المرقي العقاري المسؤولية القانونية والمدنية الكاملة عن أي أضرار تلحق بالمواطنين أو البنية التحتية، في حين تم تكليف مختلف الجهات المختصة، بما في ذلك رؤساء البلديات، رؤساء الدوائر، ومديريات التعمير والأشغال العمومية، بالسهر على التطبيق الفوري لهذه التعليمات.
في ذات الجانب تهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الرقابة على المشاريع العقارية وضمان الامتثال الصارم للمعايير التقنية، في خطوة تسعى إلى استعادة ثقة المواطنين في القطاع العمراني.
كما تعكس هذه القرارات جدية السلطات في مواجهة التجاوزات التي تهدد سلامة الأفراد والممتلكات، ومن شأن التطبيق الفعلي لهذه التدابير أن يضع حداً للممارسات غير المسؤولة ويضمن تحقيق تنمية عقارية مستدامة وآمنة في ولاية عنابة.
الجدير بالذكر، كان حي وادي القبة ببلدية عنابة قد شهد حادثة أثارت استياء واسعًا بين سكان المنطقة، حيث تسببت أشغال الحفر لإنشاء برج سكني بارتفاع 14 طابقًا في ظهور تشققات بالأرضية، ورغم اقتصار الأضرار على الخسائر المادية، فقد دقت الحادثة ناقوس الخطر بشأن مدى تأثير هذه الأشغال على سلامة الحي وسكانه،
وقد عبّر سكان حي 100 مسكن عن رفضهم القاطع للمشروع، مؤكدين أن الأرض المخصصة للبناء كانت متنفسهم الوحيد، وهي مساحة خضراء لا بديل لها في الحي، كما نظّم السكان اعتصامات ووقفات احتجاجية عديدة للتنديد بما وصفوه بسياسة التجاهل التي تنتهجها الجهات الوصية، ورغم المراسلات المتكررة والنداءات العاجلة للسلطات المحلية، كانت أصوات السكان تقابل بصمت مطبق، وعلى خلفية إنهيار الطريق، أصدرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية عنابة، بيانا مستعجلا بسبب التعدي على الشبكة الكهربائية متوسطة التوتر بمنطقة واد القبة، بعد إنزلاق الارضية جراء أشغال الحفر لإنجاز ترقية عقارية بمحاذاة حي 100 مسكن واد القبة، حيث أكدت تعرض أربعة منطلقات كهربائية ممولة لكل من الواجهة البحرية، سيدي عيسى، حي بليزونس ، خليج المرجان إلى التلف بعد سقوطها مع التربة وقد تدخلت مصالحها التقنية فوريا لتدارك الوضعية بتحويل التموين بالطاقة الكهربائية على الشبكات الاحتياطية لضمان ديمومة الخدمة، كما تسببت أيضا في أضرار جسيمة لمركز تفريغ الطاقة الجديد واد القبة (MT/MT) والذي دخل حيز الخدمة شهر سبتمبر الفارط.
ريم دلالو