أسدى والي عنابة عقب سلسلة اللقاءات مع فعاليات المجتمع المدني خلال زيارته التفقدية التي قام بها لـ 12 بلدية خلال أسبوعين، تعليمات صارمة لجميع البلديات بالتنسيق مع مديريتي الإدارة المحلية ومديرية التجارة وترقية الصادرات، بإنجاز تقرير يتضمن إحصاءً شاملا للأسواق الجوارية المغطاة المغلقة وغير المستغلة عبر جميع بلديات الولاية، وعدد الخانات التجارية الشاغرة والمشغولة منها، بغرض اتخاذ الإجراءات المناسبة في إعادة تفعيل نشاط هذه الأسواق عبر أحياء الولاية ضمن برنامج امتصاص ظاهرة التجارة الفوضوية وتنظيم النشاطات التجارية مع خلق مناصب شغل لشباب الولاية عبر الخانات التجارية المتواجدة فيها وفقا للشروط القانونية المحددة لشغلها.
وبحسب مصادر “أخبار الشرق” فإن تعليمات هرم الجهاز التنفيذي بولاية عنابة “عبد القادر جلاوي” جاءت في إطار التكفل الجدي بالانشغالات المطروحة من قبل لجان الأحياء وفعاليات المجتمع المدني خلال اللقاءات التي نظمها ضمن سلسلة زياراته الميدانية لبلديات الولاية،
حيث كانت إشكالية الأسواق الجوارية المغطاة المغلقة منذ عدة سنوات عبر عدة بلديات على غرار سوقي واد الفرشة وبوزراد حسين ببلدية عنابة، وسوقين آخرين ببلدية سيدي عمار وسوق آخر ببلدية بالرحال، والمنجزة بمبالغ مالية معتبرة من الخزينة العمومية في سنوات ماضية،
إضافة إلى عشرات الخانات الشاغرة الأخرى في الأسواق النشطة، دون أن يستفيد منها سواء بخلق فضاءات تجارية قريبة من المواطن وتعزيز المنظومة التجارية، أو في تدعيم قطاع الشغل في النشاطات التجارية وامتصاص البطالة وتنظيم التجارة الفوضوية وتحرير الأرصفة والطرقات منها،
وأضافت ذات المصادر أن الهيئات المعنية شرعت في عمليات الإحصاء وتجهيز الملفات الخاصة بهذه الأسواق تحضيرا لتقديمها للمسؤول الأول بالولاية في اجتماعات مرتقبة في غضون الأيام القادمة، خاصة في ظل الأهمية التي يوليها للتكفل الجاد بانشغالات المواطنين التي تم معالجة العديد منها فوريا حسب الإمكانيات المتاحة وإسداء تعليمات بالتقارير حول وضعيتها وآليات معالجتها بالنسبة لبعض الانشغالات التي تتطلب أغلفة مالية ترصد في الميزانية حسب الأولوية.
وبحسب ذات المصادر فإن الهدف من الدراسة الشاملة التي أمر الوالي بإنجازها في تقارير مفصلة، هو إيجاد الحلول البديلة على غرار تأجير هذه الفضاءات التجارية العائدة ملكيتها للبلديات دفعة واحدة للمؤسسات العمومية أو الخاصة الراغبة في استغلالها في نشاطها بالنسبة للأسواق التي عزف مستأجروها من التجار على استغلالها كسوق واد الفرشة لتثمين ممتلكات البلديات، أو إعداد قوائم جديدة للشباب البطال خاصة من تجارة الأرصفة وإدراجهم فيها، على غرار الأسواق المتواجدة ببلديتي سيدي عمار و برحال، واعذار المستفيدين من الخانات التجارية غير المستغلة للالتحاق بها على غرار سوق الليل وفي حال عدم التزامهم بدفاتر الشروط يتم فسخ عقودهم وتعويضهم بمستفيدين آخرين جادين قادرين على العمل فيها والالتزام بالشروط.
وتجدر الإشارة إلى أن والي عنابة أمر منذ أشهر في إطار التكفل بانشغالات المواطنين المطروحة عبر لجان المدينة، بتخصيص مبلغ مالي إجمالي مقدر بـ 60 مليار سنتيم من ميزانية الولاية ومنحها بمعدل 5 مليار سنتيم تقريبا لكل بلدية لخلق أسواق جوارية عبر بعض البلديات والتجمعات السكنية خاصة الحديثة منها كالمدينة الجديدة ذراع الريش والقطب السكني القنطرة والكاليتوسة، والتي كانت مطلبا ملحا للساكنة لتوفير فضاءات تجارية تمكنهم من اقتناء حاجياتهم اليومية وتجنيبهم عناء التنقل لمراكز البلديات، ولتوفير مناصب شغل لشباب هذه الأحياء وامتصاص التجارة الفوضوية التي بدأت تنتشر فيها.
لطفي.ع