كشفت مصادر “أخبار الشرق” أن السلطات المركزية وبالتنسيق مع السلطات المحلية بولاية عنابة، فتحت تحقيقات لتحديد أسباب عزوف المسافرين وخاصة المغتربين عن الحجز عبر الرحلات من وإلى المحطة البحرية بميناء عنابة، وتفضيلهم للرحلات المبرمجة من قبل مؤسسة النقل البحري عبر ميناء سكيكدة، الأمر الذي تسبب في إلغاء بعض الرحلات التي كانت مبرمجة عبر محطة ميناء عنابة خلال فصل الصيف الذي يشهد سنويا عودة آلاف المغتربين لأرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية والزيارات العائلية، خاصة وأن نسبة معتبرة من الجالية الجزائرية بالخارج من ولاية عنابة وبعض الولايات المجاورة لها كالطارف وقالمة وسوق أهراس وغيرها.
حيث تسببت الوضعية في بقاء المحطة البحرية الجديدة بعنابة المنجزة بمبلغ مالي يفوق 500 مليار سنتيم وبفترة انجاز قرابة 6 سنوات، مغلقة دون نشاط لعدة أشهر بما فيها أشهر ذروة الإقبال على الرحلات البحرية ذهابا وإيابا لأرض الوطن، في وقت تشهد فيه بقية المحطات البحرية بموانئ شرقية ساحلية أخرى على غرار سكيكدة اقبالا كبيرا على رحلاتها،
وهي المؤشرات التي دفعت حسب ذات المصادر بالسلطات العليا في البلاد والسلطات المحلية إلى فتح تحقيقات لكشف أسباب هذا العزوف، رغم قرارات الوزارة الوصية بتدعيم النقل البحري برحلات جديدة من بينها رحلات عبر المحطة البحرية بعنابة، والتي شهدت خلال فصل الصيف الماضي بعد افتتاحها 3 رحلات فقط ثم توقفت برمجة الرحلات بسبب عدم وجود حجوزات كافية لتنظيم أو برمجة الرحلات وإلغاء بعضها، خاصة وأنه لا يمكن تسخير باخرة بكافة تكاليفها لتنظيم رحلة لا تتعدى عدد 50 أو 60 مسافرا في مقابل طاقة استيعاب مئات المسافرين،
في سياق متصل كانت وضعية المحطة البحرية بعنابة محل تساؤلات من نواب البرلمان سواء الممثلين لولاية عنابة أو ولايات شرقية مجاورة كالطارف وقالمة، لوزراء الدوائر المعنية، للمطالبة بالتوضيحات عن أسباب عدم وجود برنامج رحلات يعيد نشاطها ويساهم في تعزيز حركة النقل البحري من وإلى ولاية عنابة، التي كانت تشهد في سنوات سابقة العديد من الرحلات البحرية رغم عدم وجود محطة بمقاييس نوعية مثل المحطة الجديدة،
وللإشارة فإن المرافق الخدماتية بالمحطة البحرية بعنابة على غرار المركز التجاري والمطاعم وقاعات الاطعام والمقاهي التي تضمنت المخططات بنشاطات مفتوحة على طول السنة، لا تزال غير مستغلة ولم يتم لحد الساعة إعداد دفاتر الشروط الخاصة بها، على غرار استقدام العلامات أو الماركات العالمية المتنوعة للمركز التجاري الذي تتضمنه، كما هو معمول به في جميع المحطات البحرية والمطارات عبر العالم.
لطفي.ع