أنجزت في الستينيات وتربط بين سد الشافية ومحطة المعالجة بالشعيبة
تعتبر ولاية الطارف هي الممول الرئيسي لولاية عنابة بالمياه وذلك من خلال سد الشافية وسد ماكسة وهي المياه التي يتم توجيه النسبة الأكبر منها نحو محطة المعالجة بمنطقة الشعيبة في سيدي عمار عبر قناة ضخمة قطرها 1000 مليمتر، غير أن هذه القناة أصبحت كثيرة الأعطاب على مدار السنوات الماضية، فلا يتم إصلاح تسرب، إلا ويظهر تسرب جديد وهو ما يؤثر بشكل مباشر على توزيع المياه الصالحة للشرب على نسبة كبيرة من سكان ولاية عنابة، على غرار ما يحدث هذه الأيام، حيث أعلنت مؤسسة الجزائرية للمياه وحدة عنابة عن تذبذب في توزيع المياه الصالحة للشرب على مستوى كل من بلديات عنابة، سرايدي، البوني، سيدي عمار، الحجار والمدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش، ابتداء من أمس وذلك لإصلاح تسرب هام على مستوى القناة الرئيسية الممونة لمحطة المعالجة الشعيبة انطلاقا من سد الشافية، في شطرها العابر لمنطقة زريزر بولاية الطارف وقالت المؤسسة في منشور لها عبر صفحته على موقع فايسبوك أن عودة التوزيع إلى نظامه العادي سيكون فور الانتهاء من أشغال الإصلاح وهو سيناريو يتكرر باستمرار وأثقل كاهل المؤسسة وأتعب المواطنين الذين يجدون أنفسهم في كل مرة مجبرين على شراء المياه من الصهاريج أو التوجه نحو المنابع الطبيعية لسد حاجتهم من المياه التي كانت سببا سنة 2017 في غليان اجتماعي بولاية عنابة نتيجة انقطاع المياه عن مناطق واسعة من الولاية ولأيام طويلة وسط عجز السلطات المحلية عن معالجة الوضع، قبل أن تتدخل السلطات المركزية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
القناة الرئيسية للمياه أنجزت سنة 1969
كشفت مصادرنا أن عمر القناة الرئيسية للمياه التي تربط بين سد الشافية ومحطة المعالجة بالشعيبة يفوق خمسين سنة، حيث يعود تاريخ دخولها للخدمة إلى عام 1969، ما يعني أن عمرها يناهز 53 سنة وهو ما يؤكد على الضرورة الملحة لتغيير القناة، خاصة وأن مصادرنا تؤكد بأن الدراسات أثبت أن أي قناة مياه يتعدى عمرها 50 سنة تكثر أعطابها وتصبح مصدرا لخسارة كميات معتبرة من المياه وهو ما يستدعي استبدالها بقناة جديدة تتماشى مع التطور الذي حدث في مجال إنجاز القنوات الكبرى لنقل المياه، خاصة وأن القناة التي تزود عنابة بالمياه تمتد على مسافة 70 كيلومتر
فلاحون يزيدون من مشاكل القناة عبر الربط غير القانوني
أكدت مصادرنا أن قدم القناة وضعف بعض النقاط فيها لا يعد السبب الوحيد الذي يقف وراء كثرة الأعطاب التي تحدث فيها وبالتالي خسارة كميات معتبرة من المياه وتذبذب توزيع المياه الصالحة للشرب على المواطنين، فالعوامل البشرية تدخل أيضا ضمن أسباب تدهور حالة القناة وظهور كسور بها والأمر يتعلق هنا بالممارسات غير القانونية التي يقوم بها بعض الفلاحين بهدف سقي أراضيهم الفلاحية من خلال الربط غير القانوني بالقناة الرئيسية، حيث يوفر لهم ذلك مورد هام للسقي، حيث تم تسجيل العديد من الحالات المماثلة وذلك رغم وجود فرقة خاصة مكلفة بمراقبة القناة بهدف التصدي للممارسات غير القانونية التي يكون لها تأثير سلبي على نسبة كبيرة من سكان ولاية عنابة من جهة وتتسبب في خسائر مادية معتبرة لمؤسسة الجزائرية للمياه
تجديد القناة يتطلب غلافا ماليا كبيرا وتسجيل عملية لإنجاز دراسة خاصة بالمشروع
تنتظر مديرية الموارد المائية لولاية عنابة ومؤسسة الجزائرية للمياه منذ عدة سنوات تحرك وزارة الموارد المائية من أجل تسجيل مشروع تجديد القناة الرئيسية للمياه الرابطة بين سد الشافية ومحطة الشعيبة، في هذا الإطار فقد كشفت مصادرنا أنه تم تسجيل عملية بعنوان سنة 2021 خاصة تشخيص مشاكل القناة الحالية وتجديد بعض مقاطعها مع النظر في مشروع ازدواجية القناة الرئيسية، حيث ستسمح هذه الدراسة بتحديد ما يتوجب القيام به على مستوى القناة الرئيسية للقضاء على مشكل كثرة الأعطاب وأكدت المصادر ذاتها أن المشروع يحتاج إلى غلاف مالي كبير بالنظر إلى طول القناة التي تمر عبر أراضي مختلف التضاريس بما فيها الجبال، حيث كان هذا المشروع قريبا من التسجيل والتجسيد على أرض الواقع، غير أن سياسة ترشيد النفقات التي تم اتبعاها قبل سنوات، دفعت إلى تجميد المشروع الذي أصبح أكثر من ضرورة لضمان انتظام تزويد سكان ولاية عنابة بالمياه، باعتبار أنهم يتواجد حاليا تحت رحمة هذه القناة إلى حين تجسيد مشروع محطة تحلية مياه البحر