انطلقت، أمس، فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا AGRI TECH EXPO، بحضور أزيد من 120 عارضًا محليًا وأجنبيًا، و25 غرفة ولائية فلاحية، وخبراء مختصين في المجال، حيث يستهدف الحدث تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة للقطاع الفلاحي في الجزائر كقاطرة لتحقيق الأمن الغذائي والتنويع الاقتصادي، ولبناء جسر التعاون الإفريقي في منطقة التجارة الحرة القارية.
ومن فندق الشيراتون بمدينة عنابة، وتحت رعاية وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ووزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، ووالي عنابة، أشرف الأمين العام لولاية عنابة المكلف بتسيير شؤونها على انطلاق الطبعة الثالثة للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا AGRI TECH EXPO، والتي تتواصل إلى غاية الـ9 أكتوبر الجاري، من تنظيم مؤسسة الاتصال وتنظيم المعارض INCOP، بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية لولاية عنابة والغرفة الولائية للتجارة “سيبوس”، والمركز الجزائري للاستشراف الاقتصادي وتطوير الاستثمار والمقاولاتية.
تقام فعاليات طبعة 2025 تحت شعار “نحو زراعة بتكنولوجيا وآفاق التصدير”، وذلك بحضور وفد حكومي رفيع المستوى وممثلي السلك الدبلوماسي لعدة بلدان إفريقية، فيما تكون جمهورية تونس الشقيقة ضيفة شرف الطبعة، التي تشهد مشاركة أزيد من 120 عارضًا محليًا وأجنبيًا و25 غرفة ولائية فلاحية، وخبراء مختصين في المجال.
تهدف هذه الطبعة إلى تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة للقطاع الفلاحي في الجزائر كقاطرة لتحقيق الأمن الغذائي والتنويع الاقتصادي، من خلال عرض أحدث الابتكارات عبر توفير واجهة لأكثر من 120 عارضًا من الجزائر ودول أجنبية، مخصصة لعرض أحدث التقنيات والتكنولوجيات المبتكرة في مجالات منها الفلاحة الدقيقة، وتربية المواشي، والتحويل الزراعي–الغذائي.
كذلك يشكل الحدث قاطرة هامة لبناء جسر التعاون الإفريقي في منطقة التجارة الحرة القارية، بحيث يحرص القائمون على هذا الصالون على تحفيز الاستثمار والشراكة عن طريق خلق بيئة مثالية لعقد جلسات عمل ثنائية مباشرة بين الفاعلين، تشمل الفلاحين، المستثمرين، الخبراء، والشركات الناشئة، بهدف إبرام صفقات وشراكات جديدة، خاصة في إطار تعزيز التعاون “جنوب–جنوب” وتجسيد التزامات الجزائر في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، مع تنظيم ورشات عمل تقنية ومداخلات علمية يشارك فيها خبراء محليون ودوليون لمناقشة مواضيع حيوية مثل الزراعة الاستراتيجية، وتطوير الفلاحة الصحراوية، وسبل تطوير الإنتاج والتحويل بقيادة الدكتورة هدى سميرة جعفري خبيرة ومستشارة في المجال الزراعي.
من المتوقع أن يستقطب الصالون أكثر من 10.000 زائر من المهنيين، بمن فيهم الفلاحون، المستثمرون، الأكاديميون والطلبة، بالإضافة إلى مشاركة رسمية مميزة للسفراء والممثلين الدبلوماسيين لعدد من الدول الإفريقية، مما يعزز البعد الإقليمي والدولي للحدث
عنابة 2025.. عندما يلتقي الابتكار بالفرص من أجل مستقبل فلاحي مستدام
تشكل فعاليات الطبعة الثالثة للصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا فرصة هامة للمختصين والمعنيين بالمجال والمهتمين به كذلك، نظرًا لكونه – وبحسب الدكتورة هدى سميرة جعفري الخبيرة المستشارة في المجال الزراعي والناطق الرسمي للصالون ورئيسة اللجنة العلمية – سيتضمن عدة ورشات ومحاور للنقاش تخص الشعب الاستراتيجية كالحبوب، البقوليات، الزراعات الزيتية، الحليب، السكر واللحوم كأساس للسيادة الغذائية، والصحة الحيوانية والشعب المكملة مثل الأدوية البيطرية واللقاحات وتطوير الإبل، النعام، الماعز، الأرانب والمائيات، والأعلاف والموارد المحلية عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي في تغذية الثروة الحيوانية لتقليص الواردات.
كما تشمل الورشات الصناعة التحويلية من خلال تثمين الإنتاج وتحويله إلى منتجات ذات قيمة مضافة للتصدير، والتمويل والتأمينات الفلاحية من خلال دعم الاستثمار وحماية المنتجين من المخاطر المناخية والاقتصادية، والرقمنة والتنظيم والحوكمة لتخصّ عصرنة التسيير وتعزيز الشفافية بمشاركة المجتمع المدني، والمقاولاتية وتمكين المرأة والشباب عبر إدماج المؤسسات المصغرة والمتوسطة والناشئة في الديناميكية الفلاحية، والتكوين والتعليم والبحث العلمي عبر تطوير الكفاءات والابتكار لتأهيل الإنتاج وفق معايير السوق، ورسكلة وتثمين النفايات الزراعية من خلال إنتاج طاقات متجددة وأسمدة وأعلاف في إطار الاقتصاد الدائري.
قنصل تونس في عنابة: “الصالون يكتسي أهمية بالغة في ظل التحديات البيئية والمناخية بالعالم وإفريقيا”
في كلمته بالمناسبة، أوضح قنصل السفارة التونسية في عنابة شكري السبري، ضيف شرف الطبعة الثالثة لفعاليات الصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا، أن مشاركة وفد بلده الممثل في رئيس غرفة التجارة والصناعة بالشمال الغربي، ورئيس غرفة التجارة والصناعة بولاية جندوبة والوفد المرافق له، تعد خطوة هامة كموعد اقتصادي متميز يمثل منصة لتلاقي نخبة من الخبراء والفاعلين في ميداني الفلاحة والتكنولوجيا من داخل الجزائر وخارجها.
ثمّن اختيار بلده تونس ضيف شرف هذه التظاهرة، ما يدل على المكانة المرموقة التي تحظى بها تونس لدى الأشقاء الجزائريين، ويجسد عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين. واعتبر أنّ الدورة الثالثة من الصالون الدولي تكتسي أهمية بالغة في ظل التحديات البيئية والمناخية غير المسبوقة التي يشهدها العالم قاطبة وإفريقيا على وجه الخصوص، ما يهدد النظم الفلاحية التقليدية ويؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي في المنطقة.
وأشار إلى أهمية التعاون والتنسيق المشترك بين دول القارة السمراء، معتبرًا أن الأمن المائي والغذائي لم يعد ملفًا وطنيًا ضيقًا، بل أصبح قضية إقليمية ودولية تستوجب تفعيل آليات العمل المشترك، خاصة في مجال الفلاحة التي تمثل عماد التنمية.
كما أكد على ضرورة إيلاء البحث العلمي ما يستحقه من إمكانيات وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين كسبيل لمواجهة الرهانات، معتبرًا أن تنظيم مثل هذه التظاهرات يعكس بالدرجة الأولى إرادة الجزائر الصادقة لفتح آفاق رحبة للتعاون المثمر وتوفير فضاء لتبادل الرؤى وبناء الشراكات القادرة على تحويل مختلف التحديات إلى فرص لخدمة التنمية المستدامة.
الأمين العام لولاية عنابة المكلف بتسيير شؤونها: “الصالون في طبعته الثالثة يفتح آفاقًا للمستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين والخبراء”
في كلمته بالمناسبة، ثمّن عبد الحكيم فقراوي الأمين العام لولاية عنابة المكلف بتسيير شؤونها، تنظيم هذا الحدث نظير الجهود التي يحملها لإبراز العمل المشترك من أجل النهوض بالفلاحة واستكمال مسيرة تحقيق الأمن الغذائي، داعيًا إلى أهمية استعادة السياسة المعتمدة “جنوب–جنوب”، من مبدأ “إفريقيا للأفارقة”.
وأشار إلى أن الصالون في طبعتيه السابقتين كان مركزًا على هذا المبدأ، حيث كانت دولة السنغال وموريتانيا ضيفتي شرف فيهما، فيما تكون تونس الشقيقة ضيفة شرف الطبعة الثالثة.
واعتبر أن هذه التظاهرة الدولية تكتسي أهمية بالغة في سبيل تطوير الزراعات الاستراتيجية وكسب رهانات الأمن الغذائي الذي لطالما أكد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، معرجًا إلى الأهداف التي يحققها الصالون في طبعته الثالثة، عبر فتح آفاق للمستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين والخبراء.
وأوضح أنه يتوجب على الشباب الراغبين في النشاطات الفلاحية التقرب من الصالون للتعرف على المقومات الاقتصادية لمختلف الفروع الفلاحية وفرص الاستثمار فيها، وتطوير الزراعات الاستراتيجية، مع التركيز على أهمية الدعم التكنولوجي لتطوير النشاط الفلاحي، مؤكدًا أن القوانين السارية تساعدهم في ذلك.
وأضاف أن أجنحة المعرض ستكون عامرة بالعارضين بمختلف المعدات الفلاحية والأسمدة ولوازم متابعة المسارات التقنية للزراعة، ليكون ذلك دليلًا تطبيقيًا على ما تحققه التكنولوجيا في الميدان، منوهًا باللقاءات المباشرة المرتقبة بين الفاعلين كمحفز للتعرف على التقدم الذي حققته الجزائر والأفارقة، مؤكدًا أن هذه فرصة ثمينة للتوجه نحو إفريقيا كعمق استراتيجي في مجال الفلاحة، وفق ما تراهن عليه الجزائر الجديدة.
الجزائر منصة للتجارة البينية الإفريقية والانفتاح على الأسواق العالمية
بحسب مختصين وملاحظين ومشاركين في فعاليات الطبعة الثالثة الخاصة بالصالون الدولي للاستثمار الفلاحي والتكنولوجيا، والذي يعد – كما أشير إليه سلفًا – بمثابة منصة للتجارة البينية الإفريقية والانفتاح على الأسواق العالمية، فإن الحدث يؤكد ريادة الجزائر واعتبارها قاطرة لتحقيق الأمن الغذائي والتنويع الاقتصادي وجسرًا للتعاون الإفريقي.
إلى جانب ذلك، ستعرف هذه الطبعة من الصالون مشاركة قوية للمؤسسات الناشئة لتمكين أصحاب المشاريع الناشئة من الاستفادة من الخبرة وخلق فرص وأسواق جديدة وتوسيع مجال شراكاتهم، بالإضافة إلى تسجيل حضور 25 غرفة ولائية فلاحية والمنطوية تحت لواء الغرفة الوطنية للفلاحة، مما سيمكن من فتح جسر تعاون وشراكة مع السلك الدبلوماسي الذي سيمثله سفراء ومستثمرون من مختلف بلدان القارة السمراء.
أمير قورماط