نظمت، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سليمان بركات بعنابة، ندوة هامة سلط خلالها المحاضرون الضوء على الإعلام المقاولاتي ودوره في تعزيز روح المقاولاتية في أوساط الشباب، حيث قدم الثلاثي الأستاذة الدكتورة سعيدون ليليا، والأستاذة الدكتورة بولوداني سهام، والدكتورة هاجر لعروسي، مداخلاتهم القيمة والثرية بحضور مهتمين وفاعلين في المجال المقاولاتي وآليات نجاحه في الجزائر، هذه الندوة العلمية تناول من خلالها المحاضرون تسليط الضوء أكثر على المقاولاتية في الاعلام وتأكيد إنفتاح الجزائر على هذا المجال، عبر العديد من الاجراءات والتدابير المنتهجة من طرف السلطات العليا في البلاد لتمكين الشباب الطموح وخريجي الجامعات وحاملي الأفكار ومشاريع المؤسسات الناشئة من ولوج هذا الميدان، وإبراز أفكارهم الجديدة المواكبة للتطورات الراهنة خاصة في عالم رقمي متجدد، مثال ذلك الوكالة الوطنية ناسدا، الحاضنات الجامعية، ودور المقاولاتية بالجامعات، والحرص على تجسيد القرار الوزاري المعدل 1275 الخاص بالمؤسسات الناشئة، كل هذه الخطوات جاءت بهدف تجسيد دعم الدولة الجزائرية للشباب ومجابهة البطالة، وتنويع الاقتصاد الوطني والمحلي أيضا، وخلق المزيد من مناصب الشغل لخريجي الجامعات والشباب، وترقية مفهوم المقاولاتية لدى الشباب، وهي التي تحمل العديد من الأبعاد على غرار الاستباقية، والابتكارية، والمخاطرة، المرونة، والتخطيط، وهذا ما يؤكد تبوء الجزائر وفق رؤية استشرافية مكانة هامة في ريادة الأعمال خلال الفترة الأخيرة، يرجم ذلك نجاح الأسس واللبنات الموضوعة من الوصاية، عبر تحسين البنية التحتية، وتسهيل طرق التمويل للشباب من خلال مختلف آليات الدعم، وتنمية مهارات التكوين، وتجسيد ثقافة ريادة الأعمال، على إعتبار أن الثقافة المقاولاتية تعد مجموعة من القيم التي تمكن الفرد باختلاف أفكاره الابداعية ومشاريعه، من تنمية روح المقاولاتية وريادة الأعمال لديه، وترتكز على مقومات هامة على غرار الوسط الاجتماعي، والاقتصادي، الأسرة، وغيرها من مقومات تميز الجزائر عن غيرها في نجاح العمل المقاولاتي، كذلك سلطت الندوة عبر محاضيرها الضوء أكثر على دور الإعلام كشريك فعال في تعزيز الثقافة المقاولاتية لدى الشباب من خلال حثه على الولوج إليها وخوض التجربة، وهنا يتضح دور الاعلام المقاولاتي عبر تبسيط وتوضيح المفاهيم وبناءها وتحليلها بل وتفكيكها للشباب، وكذلك إبراز الجانب المشرق والإيجابي للمقاولاتية، والتزويد بالمعلومات ونشر الفرص والموارد، إذ للإعلام المقاولاتي نماذج تمكنه من فرض نفسه على غرار الحملات التحسيسية، ودور المقاولاتية، المسرعات، آليات المرافقة والتكوين، المعارض، الفعاليات والأنشطة، والمسابقات، وفي المقابل فإن الاعلام المقاولاتي يواجه تحديات هامة على سبيل الذكر، التركيز فقط على فشل المشاريع لا على قوة نجاحها، وغياب اعلام مختص أو متخصص في المقاولاتية، وهنا يقترح المختصون ضمان الاستمرارية في الاعلام لنشر وتوضيح معالم وأسس المقاولاتية، وعدم التركيز فقط على تحدياته على غرار التمويل، الموثوقية، المصداقية، الاطار، القانوني والتنظيمي، التكوين والمهارات، التنظيم والتصور، كذلك فإن الاعلام المقاولاتي يمكن أن يتيح فرصا أكثر للشباب لاكتشاف هذا المجال والإبحار فيه، ولا ينجح هذا إلا بإعلام متخصص ومشاركة الاعلام المحلي في هذه الرؤية للترويج والتعريف بالاعلام المقاولاتي وزرع ثقافة المقاولاتية لدى الشباب.
أمير قورماط