نظمت، أمس، المؤسسة العمومية للصحة الجوارية عنابة، يوماً تكوينياً مخصصاً لأطباء الأسنان، تحت عنوان “التكفل الأمثل بمريض السرطان وعلاقة مشاكل الفم والأسنان بمرض السرطان”، في إطار جهود المؤسسة العمومية للصحة الجوارية عنابة لتعزيز التكوين المستمر وترقية الأداء الصحي.
هذا اليوم العلمي يندرج ضمن إستراتيجية المؤسسة الرامية إلى تحسين جودة التكفل بمرضى السرطان من خلال إشراك مختلف التخصصات الطبية، خاصة طب الأسنان، باعتباره عنصراً مهماً في ضمان راحة المريض وتحسين نوعية حياته خلال مراحل العلاج كما يهدف اللقاء إلى تبادل الخبرات بين الأطباء وتسليط الضوء على الدور الوقائي والعلاجي لطبيب الأسنان في مرافقة المريض قبل وأثناء وبعد العلاج ضد السرطان.
من جهته أبرز البروفيسور بومعزة عز الدين طبيب رئيس مصلحة بالمركز الاستشفائي الجامعي، وأستاذ بكلية طب الأسنان بجامعة باجي مختار في تصريحه لـ “أخبار الشرق”، أن التكفل الأمثل بمريض السرطان يشمل العناية الشاملة بصحته الفموية، حيث يمكن أن تؤثر علاجات السرطان على الفم مما يؤدي إلى مشاكل مثل جفاف الفم وتقرحاته. ولذلك، فإن العلاقة بين مشاكل الفم والسرطان تتمثل في أن العلاجات قد تزيد من مخاطر مشاكل الأسنان والفم، وأن وجود مشاكل صحية في الفم قد يؤثر على فعالية العلاج نفسه، من الضروري أن يقوم المريض بزيارة طبيب أسنان قبل بدء العلاج، والالتزام بنظافة الفم، والتواصل مع فريق الرعاية الصحية وطبيب الأسنان لتجنب المضاعفات وتحسين جودة حياته.
ويكون التكفل الأمثل بمريض السرطان حسب ذات المتحدث من خلال العناية بصحة الفم واستشارة طبيب الأسنان قبل العلاج، ويكون متخصص في طب أسنان الأورام قبل أسبوعين على الأقل من بدء العلاج، حيث سيقوم الطبيب بفحص شامل للفم لتقييم الحالة وعلاج أي مشاكل موجودة، فضلا عن التواصل مع فريق الرعاية الصحية وطبيب الأورام وطبيب الأسنان لضمان رعاية شاملة ومتكاملة، والعناية اليومية بالفم مع استخدم فرشاة أسنان ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد فضلا عن استخدم المسحات الرغوية إذا كان التنظيف بالفرشاة مؤلماً، مضيف أن مريض السرطان عليه تجنب غسولات الفم التي تحتوي على الكحول خاصة إذا كان يعاني من تقرحات، فضلا عن تجنب الأطعمة الحمضية، الحارة، الساخنة، أو شديدة البرودة، مع الأطعمة الطرية التي تم تقطيعها إلى قطع صغيرة وتناولها ببطء، كما يتكفل طبيب الأسنان أيضا بمتابعة الحالة أثناء العلاج وفي حالة ظهور أي تقرحات أو نزيف أو أي مشاكل أخرى أثناء العلاج، عليه بزيارة طبيب الأسنان فوراً لتلقي العلاج المناسب.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور بوعاتم محمد رضا، طبيب أسنان ومنسق بالمؤسسة العمومية للصحة الجواري عنابة، علاقة مشاكل الفم والأسنان بمرض السرطان من خلال تأثير علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يمكن أن تضعف مناعة الجسم وتجعل الفم أكثر عرضة للالتهابات، العدوى، وتقرحات الفم، مشير أنه يمكن لمشاكل الأسنان والفم أن تؤثر على قدرة المريض على تناول الطعام، وبالتالي تؤثر على فعالية علاج السرطان نفسه، مضيفا أن الكشف المبكر لمشاكل الفم مثل التقرحات المستمرة أو النزيف أو التغيرات غير الطبيعية قد تكون علامات مبكرة لسرطان الفم، ولهذا فإن الفحص المنتظم لدى طبيب الأسنان أمر حيوي للكشف المبكر.
ن.إيـديـر