حظي العقيد الروسي المتقاعد “أندريه بافلينكو” الذي شارك في نزع آلاف الألغام عبر الحدود الجزائرية خاصة خط موريس، مباشرة بعد الاستقلال أول أمس باستقبال رسمي وشعبي حار خلال زيارته لولاية عنابة للمرة الثانية منذ سنة 1963 والتي تضمنت جولة سياحية عاين فيها مجموعة من المعالم التاريخية بعنابة، شملت منارة منطقة رأس الحمراء مسجد أبو مروان الشريف بالمدينة القديمة، المدينة الأثرية هيبون، ونادي الموقع للجيش، وساحة الثورة التي أكد فيها العقيد البالغ من العمر 96 سنة أن الشعب الجزائري دفع تضحيات كبيرة في سبيل الاستقلال لينتصر في النهاية على المستعمر الفرنسي
وعبر جميع محطات الزيارة التي رافقه فيها مديري المجاهدين والثقافة بولاية عنابة، عاد العقيد بذاكرته إلى السنوات الأولى مباشرة بعد استقلال الجزائر، وتحدث عن تضحيات شعبها في سبيل الاستقلال، وأعبر في حديثه مع بعض وسائل الإعلام والمواطنين والأسرة الثورية، عن فخره في كونه جزءا من تاريخ بمشاركته في نزع آلاف الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي وتسببت في قتل آلاف الأطفال والنساء، مسترجعا ذكرى وفاة زميل له خلال عملية نزع الألغام بالشريط الحدودي الشرقي، كما دعا العقيد “أندريه” الذي يعد أيضا واحد من أبطال الحرب التي انتصر فيها الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية حينها، وجه مخلص الجزائر من ألغام المستعمر رفقة مجموعة أخرى الذين لم تنسى الجزائر جميلهم، رسالة للشعب الجزائري بمواصلة الحفاظ على استقلالهم وسيادتهم،
وفي نهاية الزيارة نظم للعقيد “بافيلنكو” ومرافقيه استقبال رسمي من قبل والي عنابة وبحضور أعضاء اللجنة الولائية الأمنية، أين أعبر له الوالي باسمه وباسم جميع مواطني عنابة على خالص التشكرات للعمل الجبار الذي شارك فيه بتخليص الجزائر من آلاف الألغام التي زرعت خلال الثورة التحريرية،
ومن جهته ضيف عنابة أكد أن العلاقات الجزائرية الروسية جيدة وتواصل طريقها للتوطد أكثر فأكثر، معبرا عن امتنانه للجزائر على حفاوة الاستقبال، وقدم مذراته عن فترة مشاركته في عملية نزع الألغام مباشرة بعد استقلال الجزائر، لتكون تذكارا منه للولاية، و في المقبل كرمته ولاية عنابة بلوحة رمزية عن الجزائر العريقة، وكان العقيد المتقاعد “أندريه بافيلنكو” حل منذ يوم الاثنين الماضي في زيارة للجزائر استهلت باستقباله من قبل وزير المجاهدين ثم من قبل السلطات المحلية بولاية الطارف التي شارك في نزع الألغام بها، ثم ولاية عنابة،
كما تجدر الإشارة إلى أن العقيد الروسي المتقاعد وشح السنة الماضية خلال زيارة رئيس الجمهورية لروسيا في 14 جوان 2023 بوسام استحقاق بدرجة عشير تقديرا وتثمينا لمساهمته النبيلة في نزع آلاف الألغام التي زرعها الاحتلال الفرنسي خلال الثورة المجيدة عبر حدود الجزائر، ومن خلال ما حضي به العقيد المتقاعد من استقبال رسمي وشعبي بعنابة تكون الجزائر قد أكدت مرة أخرى أنها لا تنسى جميل الرجال ومواقف الدول.
لطفي.ع