شهدت المقصبات ومحلات بيع اللحوم بولاية عنابة خلال الأيام الماضية قبل عيد الأضحى المبارك، إقبالا كبيرا للمواطنين على هذه المحلات لإقتناء كميات من اللحوم الحمراء التي شهدت استقرارا نسبيا في أسعارها، واستعمالها خلال عيد الأضحى لعدم قدرة الكثيرين على إقتناء الأضاحي سواء بصفة فردية أو جماعية، بعد أن بلغت أسعارها أرقاما خيالية هذه السنة،
حيث دفع تضاءل فرصة أو احتمالية شراء أضحية خلال الأيام الأخيرة من العد التنازلي لعيد الأضحى، بالكثير من المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية سواء ذات الدخل الضعيف أو حتى ذات الدخل المتوسط والمحدود إلى قطع الشك باليقين بعدم إمكانية شراء كبش حتى للكثير من الموظفين والعمال، ليوجهوا أنظارهم وافكارهم نحو شراء كميات من اللحوم الحمراء للأغنام والأبقار سواء المحلية أو المستوردة على غرار لحم البقر البرازيلي الذي لم يتجاوز سعره ألف دج، كل حسب قدراته المالية وميزانيته، لشوائها أو طبخها خلال أيام عيد الأضحى خاصة منهم الذين تضم عائلاتهم أطفالا والذين عادة ما يكون تواجدهم بالعائلة أكبر دافع للأولياء لإيجاد الحلول واقتناء الأضاحي في السنوات الماضية،
وفي ذات السياق يرى الكثير من المتتبعين أن حجم الإقبال الكبير الذي شهدته الأيام الأربعة الأخيرة على المقصبات لإقتناء اللحوم الحمراء وحتى اللحوم البيضاء لغير القادرين، يعكس عدد العائلات التي لم تتمكن من شراء الأضاحي، وحجم الغلاء غير المبرر الذي بلغته أسعار المواشي سواء الأبقار أو الأغنام عبر العديد من ولايات الوطن بحجة غلاء العلف وكثرة تكاليف التربية،
كما يرى المتتبعون أن ما يحدث في عيد الأضحى هذه السنة قد يكون مرجعية للسلطات المحلية لاتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها ضبط أسعار الماشية وقطع الطريق أمام المضاربين بها سواء عن طريق دعم السوق قبل العيد باستيراد رؤوس الأغنام، أو إيجاد حلول مع المربين واتخاذ الإجراءات الردعية تجاه المضاربين.
ومن جهتها الجهات الرقابية بما فيها فرق قمع الغش وحماية المستهلك، مديرية التجارة لولاية عنابة ومصالح الرقابة البيطرية وتبعا لهذا الإقبال الكبيرة كثفت رفقة المصالح الأمنية من عملياتها الرقابية على مستوى محلات العرض وأماكن التخزين لمحاربة مختلف أنواع الغش التجاري والتصدي لأي محاولات لتسويق لحوم غير صالحة، وضمان سلامة الصحة العمومية مع محاربة الممارسات التجارية غير النزيهة وغير الشرعية،
ومن أمثلة ذلك العملية النوعية التي قامت بها فرق قمع الغش بمديرية التجارة عنابة أواخر الأسبوع الماضي والتي أحبطت تسويق 1 طن من اللحوم الحمراء الفاسدة على شكل ذبائح من الأغنام والأبقار، كانت مخزنة بغرفة تبريد على مستوى المقاطعة الإدارية ذراع الريش، موجهة للتسويق التدريجي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إضافة إلى عمليات أخرى مكنت من حجز أحشاء الأغنام المجمدة تحضيرا لبيعها قبل العيد بأسعار خيالية لغير القادرين على شراء الأضاحي.
لطفي .ع