تتجه أنظار متتبعون للشأن المحلي بولاية عنابة، إلى الشواطئ المسموحة للسباحة خلال الموسم الاصطياف 2025، حيث وسط ترقّب لانطلاقه بصفة رسمية على مستوى شواطئ “لاكاروب”، و”عين عشير” والخروبة، وشابوي، والسانكلو، طوش، ببلدية عنابة، وواد بوقراط ببلدية سيرايدي، والشواطئ الأخرى المعنية التي تعرف سنويا إقبالا كبيرا من المصطافين الأخص الشباب منهم، يقابله تزايد المخاوف من عدد مستعملي الدرّاجات المائية “الجاتسكي”. في هذا السياق، ورغم تحذيرات وتنبيهات مصالح الحماية المدنية والأمن وخفر السواحل من خطر استعمال هذه الدرّاجات بالقرب من أماكن سباحة المصطافين، إلا أنّ العديد من الشباب “المتهورين” يضربون هذه التوجيهات عرض الحائط ويصرّون على إزعاج المصطافين بالتعمّد الاقتراب من الشاطئ والأماكن المخصّصة لهم، بالرغم أنّه من المفترض التجوّل بالدرّاجة المائية المعروفة باسم “الجات سكي” في عرض البحر بعيدا عن أماكن السباحة المخصصة للمصطافين التي تحددها المصالح المختصة سلفا قبل انطلاق موسم الاصطياف، وهذا لأجل تفادي وقوع حوادث مشابهة لتلك التي وقعت في وقت سابق على مستوى أحد شواطئ ولاية عنابة وخلفّت وفاة ضحايا. في حين وبحسب مختصّين تحدثوا لـ”أخبار الشرق”، فتبقى أساليب الوقاية ومختلف آليات الردع خير من العلاج، إذ يتوجّب على المصالح المختصّة والجهات المعنية وتحسبا لموسم الاصطياف بعنابة، الذي ستعطى إشارة افتتاحه الرسمية بعد أيام قليلة فقط، اتخاذ كامل التدابير والإجراءات الوقائية والصارمة أيضا لمنع حدوث أيّ من هذه التجاوزات، لتجنب أي إزعاج يقوم بها أصحاب الدرّاجات المائية تجاه المصطافين في الشواطئ، وهذا لاعتبار أنّ هذه الظاهرة لا تزال تخلّف سنويا خلال كل موسم اصطياف توجّسا وخوفا كبيرين لدى المصطافين، بالنظر إلى الحركات البهلوانية الخطيرة التي يقوم بها أصحاب الجات سكي”، والتسبب بذلك بشكل مباشر في حوادث خطيرة وأخرى مميتة في الشواطئ، حيث سجّل سلفا وفاة أربعيني في شاطئ الخروبة في ولاية عنابة بسبب تهور مستعملي “الجات سكي”، بسبب القيام بحركات استعراضية خطيرة جدّا، بحيث كما أنّ هذه الحركات التي تقام بالقرب من المصطافين وتهدّد أمنهم وسلامتهم، صارت تشكل كل موسم اصطياف مصدر إزعاج للمصطافين، إذ يفضل أصحاب “الجات سكي” التباهي بحركاتهم عند الشاطئ، وتلويت مياه الاستحمام بمخلفات الوقود، في الوقت الذي تقرع فيه الكثير من الجمعيات والمهتمين بالشأن المحلي جرس الإنذار حيال مخاطر “الجات سكي”، على اعتبار أنّ ملاك هذه الدراجات لا يكترثون في إطلاق العنان لمحركاتهم داخل مساحات ضيقة داخل المياه القريبة من الشاطئ، والانطلاق بسرعة جنونية غير مهتمين بحياة من يسبحون ، ويدعو مختصّون المصالح المعنية بولاية عنابة إلى فرض القانون والكشف عن تدابيرها وإجراءاتها الاستباقية لمنع وردع أصحاب “الجات سكي” من ارتكاب أيّ تجاوزات خطيرة تهدّد امن وسلامة وراحة المصطافين بالشواطئ، على اعتبار أنّ ولاية عنابة أو كما يلقبها كثيرون “جوهرة الشرق الجزائري”، تعد قبلة أولى ووجهة مفضلة للكثير من المصطافين ومواطني الولايات المجاورة كما أّنها تعتبر حلقة هامة لإنجاح موسم الاصطياف بالبلاد لمكانتها السياحية المميّزة بين 14 ولاية ساحلية.
أمير قورماط