تستقبل المؤسسة الاستشفائية أبو بكر الرازي بعنابة، عددا هائلا من المرضى الذين يقصدونه لتلقي العلاج، المنحدرين من 6 ولايات شرقية، والذين يتلقون علاجهم من طرف أطباء واخصائيين نفسانيين، إلا أنه نجد في المقابل رغم الرعاية الصحية والمجهودات الجبارة للأطقم الطبية والإدارية، عائلات تتخلى عن ذويها وخلق أعذار واهية للتهرب من تحمل مسؤولياتها.
يعد مستشفى الأمراض العقلية أبو بكر الرازي، واحدا من بين المستشفيات المختصة في معالجة الأمراض العقلية الأكثر شهرة في الوطن، وهذا نظرا للتجهيزات العصرية والأطقم الطبية التي تسهر على علاج المرضى من مختلف شرائح المجتمع، والذي يتواجد فيه 03 مصالح استشفائية جامعية، كما أنه يشرف على 06 ولايات من الشرق الجزائري على غرار قالمة، سوق أهراس، عنابة، الوادي، تبسة، والطارف، يشرف على تسييره 03 رؤساء مصالح، منها مصلحة طب الأطفال والمراهقة، مصلحة الأمراض العقلية كبار، ومصلحة الادمان،
حيث يتكون الطاقم الطبي من 27 طبيبا، منهم 12 طبيبا عاما، 16 طبيبا مختصا، و07 أساتذة و07 أساتذة مساعدون، حيث ناهز عدد المرضى 180 مريضا، أين يبذل المستشفى جهودا مضاعفة لمواكبة الارتفاع المستمر في عدد المرضى الذين يقيمون به، لكون أغلبهم لا يتم التكفل بهم من طرف عائلاتهم، حيث تواجه إدارة هذا الهيكل الاستشفائي مشكلا مستعصيا يتمثل في تخلي العائلات عن مرضاها بالمؤسسة،
حيث تقوم بعض العائلات التي ترافق أبناءها المرضى قصد العلاج برفض استرجاعهم من جديد لأسباب عدة، حيث أكدت المؤسسة المتخصصة في الأمراض العقلية أبو بكر الرازي بعنابة، أن حالات الرفض العائلي من أكثر الحالات التي يعاني منها المرضى المقيمين بمؤسسة، لا زيارات، لا اتصالات ورفض مطلق للمرضى، وهو ما يصعب عمل المختصين من أطباء ونفسانيين خاصة بالنظر لخصوصية المرضى، والذي يستدعي تعاونا مكثفا بين الأطباء وأولياء هؤلاء المرضى، حتى المرضى الذين يستفيدون من قرار خروج بعد مدة معينة من الاستشفاء بالمؤسسة غالبيتهم تبقى بالمؤسسة نظرا لامتناع عائلاتهم عن نقلهم أو عدم الرد على الهاتف أو اغلاقه وهو ما يدفع إدارة المؤسسة إلى توفير النقل وهذا بوسائلها الخاصة وإلى مدن مجاورة وعلى مسافات بعيدة على غرار تبسة، سوق أهراس، الطارف، قالمة وعنابة، وأحيانا إلى ولايات أخرى أبعد وأطول مسافة.
وفي هذا الصدد، أكدت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية أبو بكر الرازي، بأن المشكل المطروح حاليا بهذا الهيكل الاستشفائي هو تخلي العائلات عن مرضاها بالمؤسسة بعد المثول إلى الشفاء، مشيرة في ذات السياق، بأنه تم أخذ العديد من التدابير والإجراءات اللازمة من أجل عودة هذا المريض إلى بيته لكن دون جدوى، مضيفة بأنها قامت بتوجيه عديد المراسلات إلى عائلات المرضى وحتى المبادرات الشخصية لم تنفع أمام رفض هذه الأخيرة في استرجاع أبنائها رغم شفائهم التام، موضحين وباستغراب أن بعض العائلات قامت بتغيير عناوينها حتى لا يستطيع المريض العودة والالتحاق بمنزله علما أن هؤلاء المرضى المتواجدين بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بعنابة، والذين تخلوا عنهم ذويهم قدموا من مختلف ولايات الوطن، وقد تلقوا العلاج على يد أخصائيين نفسانيين في المجال الطب العقلي وقد أحرزوا بدورهم على نتائج جيدة في علاج المرضى داخل هذا المستشفى،
وفي هذا السياق أكدت في وقت سابق، إدارة المستشفى بأن عديد الأشخاص لا يزالون يمكثون داخل المؤسسة الاستشفائية بعد إتمام حصص العلاج وامتثالهم للشفاء، بسبب رفض أهاليهم رجوعهم إلى البيت العائلي، وفي ظل هذه المعطيات لايزال عدد كبير من المرضى الذين امتثلوا للشفاء ينتظرون العودة إلى منازلهم أو مكان مستقر بفارغ الصبر علما أن المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالأمراض العقلية بعنابة تضم عشرات المرضى الموزعين على أجنحة ومصالح متخصصة.
المستشفى يستقبل أزيد من 500 حالة توحد شهريا من مختلف ولايات الوطن
ومن جهة أخرى، تستقبل مصلحة طب الأطفال والمراهقين بالمؤسسة الاستشفائية أبو بكر الرازي، بصفة أسبوعية 150 حالة من فئة مرضى التوحد قادمين من عدة ولايات شرقية، وهو ما مجموعه 500 حالة شهريا، يشرف على علاجهم أخصائي تصحيح التعبير اللغوي، وكذا أخصائيين نفسانيين وكذا مختصين في الأمراض العقلية للأطفال إلى جانب مختصين في تقويم الحركة النفسية على مستوى وحدة الإدماج الاجتماعي الذين يتكفلون بإعداد نشاطات ثقافية وبدنية لتأهيل المرضى والمساعدة على إدماجهم في المجتمع.
تدعيم المستشفى بجهاز انذار للحرائق وتهيئة عديد المصالح الطبية
تم مؤخرًا تركيب نظام جديد ومتطور لإنذار الحرائق بمستشفى الأمراض العقلية أبو بكر الرازي، والذي يتماشى مع احتياجات المستشفى، وكفيل بأن يكون صمام وقاية وإنذار لأي خطر يحدق بالمنشأة الصحية، وهكذا ليكون جميع المستفيدين ومرضى المؤسسة الصحية على مسمع من صوت الإنذار عند حدوث أي بوادر للخطر، بهدف ضمان توفير طرق بديلة للنجاة في حال نشوب الحريق، وفي سياق ذي صلة، استفادت المؤسسة الاستشفائية أبو بكر الرازي، من مشروع تهيئة العديد من المصالح الاستشفائية والهياكل والطرقات والحدائق التي تمتد داخل المؤسسة في طور الأشغال وقد وصلت إلى مراحلها الأخيرة، وذلك تنفيذا لتعليمات مدير الصحة والإسكان وإصلاح المستشفيات محمد ناصر دعماش ومدير المؤسسة الاستشفائية منجل اسماعيل، كما تعاقد المستشفى مؤخرا مع مؤسسة عنابة نظيفة، قصد التكفل بالأشغال الكبرى الخاصة بتهيئة المساحات الخضراء ونزع الحشائش في إطار التحضيرات لموسم الاصطياف.
حملة للتبرع بالدم بمستشفى الرازي الأحد المقبل
عادت بقوة حملات التبرع بالدعم في الأشهر الأخيرة واتخذت هذه المرة سبلا أخرى بعيدا عن الأماكن العمومية المعتادة، لتدخل إلى مختلف المؤسسات والهيئات العمومية وذلك في إطار الاستراتيجية المفعلة من قبل مديرية الصحة بالتنسيق مع الهيئات المعنية وذلك من أجل التقرب أكثر من العمال والمستخدمين وتسهيل هذه العملية الإنسانية للأشخاص الراغبين في المساهمة في حملات التبرع، حيث أطلقت، المؤسسة الاستشفائية أبو بكر الرازي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، حملة للتبرع بالدم بمقر المؤسسة، تحت شعار “تبرع بالدم ليعيش غيرك”، وذلك الأحد المقبل، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، حيث دعت المؤسسة كافة المستخدمين القادرين على التبرع للمشاركة بقوة في هذه المبادرة.
مستشفى الرازي مجند كل أسبوع للتكفل بالأشخاص دون مأوى
تنظم، المؤسسة الاستشفائية المتخصصة أبوبكر الرازي، بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية عنابة، ومصالح الأمن ومصالح بلدية عنابة ومصالح الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري والكشافة الاسلامية، تطبيقا للبرنامج المسطر للتكفل بالأشخاص دون مأوى، خرجات ميدانية لتقديم يد المساعدة النفسية والصحية لهم، حيث تشمل هذه الخرجات عدة نقاط ببلدية عنابة،
حيث يتم التكفل بهم من طرف أطباء المؤسسة الاستشفائية، ونقل هذه الفئة إلى مختلف المراكز المعنية بالإيواء وكذا إلى المؤسسة الاستِشفائية المتخصّصَة أبُو بكر الرازي عنابة، حيث تم تسخير لهذه الحملات أطباء نفسانيين عياديين للصحة العمومية مؤهلين وسيارات للخدمة.
ريم دلالو