الأحد 5 يناير 2025
أخبار الشرق

2025.. أمل في التغيير أم إستمرار الإنهيار؟.. الرياضة العنابية بين الإخفاق والإشراق في سنة 2024

شهدت الرياضة في مدينة عنابة سنة 2024 واحدة من أصعب فتراتها عبر التاريخ، حيث طغت الأزمات المالية، وسوء التسيير، والنتائج الكارثية على المشهد الرياضي، باستثناء بعض الإنجازات الفردية التي حفظت ماء الوجه ورفعت راية الجزائر عالياً.

اتحاد عنابة.. نجاة في اللحظات الحاسمة ودموع في المدرجات الصاخبة

عانى اتحاد عنابة من موسم هو الأسوأ منذ سنوات، حيث ظل الفريق مهددًا بالسقوط إلى القسم الثالث حتى الجولة الأخيرة من بطولة القسم الثاني هواة. أداء متذبذب، غياب الرؤية الفنية، وأزمات إدارية جعلت الأنصار يفقدون الأمل، لولا انتفاضة أخيرة من اللاعبين حسمت البقاء. الجماهير العنابية التي لطالما كانت السند الأول للفريق، خرجت عن صمتها مطالبة برحيل جميع المسؤولين وإعادة بناء الفريق من جديد.

سقوط مدوٍّ لحمراء عنابة وجرح لا يندمل

لم تكن حمراء عنابة أفضل حالًا من جارها الاتحاد، بل كان وضعها أكثر سوءًا بعد موسم كارثي انتهى بالسقوط إلى القسم الجهوي الأول. سوء التسيير، ضعف الإمكانيات، وتخبط إداري أودى بتاريخ الفريق إلى المجهول. أنصار الحمراء عبروا عن استيائهم الشديد، معتبرين ما حدث “إهانة” لفريق عريق يحتاج لثورة إدارية وفنية تعيده إلى مكانه الطبيعي.

أولمبيك عنابة لكرة اليد من التتويج بالكأس إلى صراع البقاء

في كرة اليد، عاش أولمبيك عنابة قصة سقوط أخرى، ولكن هذه المرة من قمة كرة اليد الجزائرية كبطل لكأس الجزائر إلى فريق يصارع من أجل البقاء. الأزمة المالية الخانقة كانت السبب الرئيسي وراء هجرة أبرز نجوم الفريق الذين كانوا سببًا في تحقيق الألقاب. الإدارة حاولت جاهدة الحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق، لكن الظروف الاقتصادية فرضت واقعًا مريرًا.

سريع بونة.. تألق في الميدان وحرمان من التتويج بالبيان

أنهى سريع بونة لكرة اليد سنة 2024 بشكل مشرف، بعد أن احتل المركز الثالث في بطولة القسم الممتاز (ب)، محققًا نتائج إيجابية رغم التحديات التي واجهته طوال الموسم. خاض الفريق 16 مباراة، تمكن خلالها من تحقيق 8 انتصارات، وفرض التعادل في 3 مباريات، بينما تجرع مرارة الهزيمة في 4 لقاءات. وبما أن الأرقام لا تكذب؛ فالفريق كان يمتلك ثاني أقوى خط هجوم في البطولة بتسجيله 446 هدفًا، ما يعكس قوة الأداء الهجومي وتنويع الحلول التكتيكية. وعلى مستوى الدفاع، تألق حارس الفريق وخط الدفاع الصلب، ليحقق ثاني أفضل دفاع في الدوري بعد أن استقبلت شباكه 387 هدفًا فقط. لكن الكولسة فعلت فعلتها وحرمت الفريق من تحقيق الصعود. و رغم الضغوطات المالية والإدارية التي طالت الفريق في بعض الفترات، أظهر لاعبو سريع بونة عزيمة كبيرة وإصرارًا على تقديم موسم مشرف. نتيجة التفاهم الكبير بين اللاعبين، والانضباط التكتيكي الذي فرضه الطاقم الفني، كانا مفتاح هذا النجاح. ويعد المركز الثالث إنجازًا يستحق الإشادة، لكن إدارة النادي والمدرب أكدا أن الهدف القادم هو المنافسة بقوة على الصعود للقسم الممتاز (أ) وتحقيق لقب يعيد أمجاد الفريق. ختاما سريع بونة أثبت أن العمل الجاد، رغم التحديات، قادر على صناعة الفارق. الجماهير التي كانت السند الأكبر للفريق طوال الموسم، تطمح لرؤية النادي في القمة قريبًا، و2025 قد تكون السنة التي يُحقق فيها الحلم الكبير.

اتحاد سيدي عمار يواصل التألق ويحقق صعود مستحق إلى الجهوي الأول

حقق فريق اتحاد سيدي عمار موسماً استثنائياً بكل المقاييس، حيث تمكن من تحقيق الصعود الثاني على التوالي، وهذه المرة إلى القسم الجهوي الأول. إنجاز يُضاف إلى سجل الفريق الذي أصبح مثالاً يُحتذى به في العمل الجاد والتخطيط المحكم. منذ بداية الموسم، أظهر اتحاد سيدي عمار عزيمة قوية ورغبة جامحة في تحقيق الهدف المنشود. الأداء المتوازن بين الخطوط الثلاث، والروح القتالية التي أظهرها اللاعبون في كل مباراة، كانت عوامل حاسمة في تحقيق هذا الإنجاز. كما لعبت الإدارة دوراً محورياً من خلال توفير الظروف المثالية للاعبين، سواء من ناحية الاستقرار المالي أو الدعم المعنوي، وهو ما انعكس إيجاباً على مردود الفريق داخل المستطيل الأخضر. الطاقم الفني أثبت بدوره كفاءة عالية في قراءة المباريات ووضع الخطط التكتيكية المناسبة، إلى جانب قدرته على تحفيز اللاعبين والمحافظة على تركيزهم طوال الموسم. و لم يكن الصعود وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب وتضحيات كبيرة من جميع مكونات النادي. بهذا الإنجاز، يثبت اتحاد سيدي عمار أنه فريق طموح قادر على مقارعة الكبار في القسم الجهوي الأول، وأن طموحه لن يتوقف عند هذا الحد. الجماهير اليوم تحتفل بالصعود، لكن الأعين تبقى شاخصة نحو المستقبل، حيث تنتظر الفريق تحديات أكبر وطموحات جديدة.

اتحاد بوخضرة يحقق صعود تاريخي للقسم الثالث

حقق اتحاد بوخضرة إنجازًا تاريخيًا بصعوده إلى القسم الثالث، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها الفريق طوال الموسم، وعلى رأسها نقص الإمكانيات المادية والبشرية. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة مجهود جماعي، وإصرار كبير من اللاعبين، الطاقم الفني، والإدارة، الذين تحدوا كل الظروف وكتبوا اسم النادي بأحرف من ذهب. منذ انطلاق الموسم، أظهر اتحاد بوخضرة روحًا قتالية عالية، وواجه منافسين أقوياء بتحدٍّ وإرادة لا تلين. رغم قلة الموارد المالية وضعف التجهيزات، إلا أن الفريق تمكن من الحفاظ على تركيزه، معتمدًا على الروح الجماعية والالتزام التكتيكي في كل مباراة. الإدارة لعبت دورًا بارزًا في تسيير الموسم بأقل الإمكانيات، حيث عملت على توفير الحد الأدنى من الظروف المناسبة لضمان استقرار الفريق. أما الطاقم الفني، فقد نجح في توظيف قدرات اللاعبين بالشكل الأمثل، معتمداً على خطة واضحة ومرونة تكتيكية مميزة. الجماهير كانت السند الدائم للفريق، حيث لم تتخلَّ عن دعم ناديها حتى في أصعب اللحظات، وكان حضورها القوي في المدرجات مصدر تحفيز إضافي للاعبين لتحقيق الانتصارات المتتالية. إن صعود اتحاد بوخضرة للقسم الثالث لا يمثل فقط إنجازًا رياضيًا، بل هو درس في التحدي والإصرار على النجاح رغم قلة الموارد.

اتحاد أبناء بونة لكرة السلة يحقق صعودًا تاريخيًا إلى القسم الأول

نجح نادي الاتحاد الرياضي أبناء بونة لكرة السلة في تحقيق إنجاز كبير بصعوده المستحق إلى القسم الأول، بعد موسم استثنائي تميز بالعطاء والإصرار من جميع مكونات الفريق. هذا الصعود لم يكن مجرد صدفة، بل جاء ثمرة عمل جاد من إدارة واعية، جهاز فني كفء، ولاعبين أظهروا روحًا قتالية عالية على مدار الموسم. مدرب الفريق نزيم تلمساني أكد في حديثه أن هذا الإنجاز هو تتويج لجهود جماعية بدأت منذ بداية الموسم، مضيفًا: “واجهنا العديد من التحديات، لكن الإصرار والرغبة في النجاح كانا أقوى من كل الصعاب. اللاعبون كانوا على قدر المسؤولية وقدموا مستويات مميزة طوال البطولة.” من جهته، عبر اللاعب صبري يوسفي عن سعادته الغامرة بهذا الصعود قائلاً: “هذا الإنجاز يعني لنا الكثير. تعبنا كثيرًا من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، والآن نطمح لتقديم أداء مشرف في القسم الأول.” رغم هذا الإنجاز التاريخي، يواجه الفريق تحديات كبيرة تتطلب تدخل السلطات المحلية لتقديم الدعم اللازم، سواء من ناحية البنية التحتية أو الموارد المالية، لضمان استمرارية النتائج الإيجابية وتجنب العودة إلى الأقسام الدنيا. إن صعود أبناء بونة إلى القسم الأول يُعد مكسبًا حقيقيًا لكرة السلة العنابية، ويؤكد أن الرياضة في عنابة قادرة على تحقيق الإنجازات إذا توفرت لها الظروف المناسبة. الجماهير اليوم تحتفل بهذا الصعود التاريخي، لكن الأعين تتجه نحو المستقبل، حيث ينتظر الفريق تحديات أكبر تستلزم تكاتف الجميع لضمان تألق أبناء بونة في القسم الأول.

الرياضات الفردية تحمل مشعل الأمل و تحفظ ماء الوجه

في ظل التراجع الجماعي، حملت الرياضات الفردية مشعل الأمل، حيث تألق أبطال المصارعة في البطولة الإفريقية العسكرية للمصارعة بنيجيريا. فطايرية شمس الدين وقزاينية سفيان قدما أداءً بطوليًا وتمكنا من التتويج بالميداليات الذهبية، ليؤكدا أن عنابة لا تزال قادرة على إنجاب أبطال يصنعون الفارق على المستوى القاري والدولي. و يبدو أن الرياضة في عنابة وصلت إلى نقطة تحتاج فيها إلى إصلاح جذري يبدأ من القاعدة الإدارية، ويمر عبر الاستثمار الجاد، والتخطيط بعيد المدى. الجماهير العنابية، رغم خيبات الأمل المتتالية، ما زالت متعلقة بأمل النهوض من جديد. فهل ستكون سنة 2025 بداية لعهد جديد أم استمرارًا لنفس السيناريو المأساوي؟.

صالح.ب

مواضيع ذات صلة

اتحاد عنابة يتأهل بشق الأنفس ويواجه “الموب” في الدور 16 للسيدة الكأس

akhbarachark

الحمراء في مهمة تعزيز المسار والشباب لتجنب الإنهيار

akhbarachark

أمل بئر بوحوش يسعى لتعزيز الصدارة و قمة سوق أهراس والبوني تخطف الأنظار

akhbarachark