أنهى نادي أولمبيك عنابة مرحلة الذهاب من بطولة القسم الوطني الممتاز “أ” لكرة اليد في المركز السادس برصيد خمس نقاط، في حصيلة تعكس موسماً صعباً للفريق الذي وجد نفسه في قلب منافسة قوية تزداد حدّتها جولة بعد أخرى. وجاء تموضع “لواما” في هذه المرتبة بفارق نقطتين فقط عن صاحب المؤخرة وادي تليلات، بعدما تمكن الفريق العنابي من تحقيق فوزين وتعادل واحد، مقابل أربع هزائم كان آخرها أمام اتحاد ورقلة الذي يحتل المركز السابع بأربع نقاط، في مواجهة كشفت الكثير من النقائص التي يعاني منها الفريق داخل وخارج الميدان. وبلغ رصيد الفريق الهجومي 198 هدفاً منذ بداية الموسم، في حين اهتزت شباكه في 212 مناسبة، وهي أرقام تؤكد وجود تباين واضح بين الفاعلية الهجومية والهشاشة الدفاعية التي أثرت على النتائج.
أزمة مالية خانقة تزيد من معاناة الفريق
ورغم هذه الوضعية، تبدو الحصيلة منطقية إلى حد بعيد بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي يعيشها الأولمبيك هذا الموسم، خاصة على الصعيد المادي، حيث لم يتلق الفريق أي إعانات تُذكر منذ بداية البطولة، وهو ما جعل المجموعة تعمل في ظل ضغط كبير ونقص فادح في الإمكانيات. ومع ذلك، أظهر اللاعبون التزاماً وروحاً تنافسية عالية في مختلف اللقاءات، وقاتلوا من أجل ألوان النادي في وقت كان فيه الاستسلام الخيار الأسهل، غير أن الإصرار على الحفاظ على صورة الفريق وتاريخه جعل المجموعة تصمد أمام الصعوبات وتنتزع نقاطاً ثمينة رغم محدودية الظروف.
دعوات للتحرك قبل انطلاق مرحلة الإياب
وتدرك إدارة النادي أن المرحلة الثانية من البطولة ستكون أكثر تعقيداً، خصوصاً مع تقارب النقاط بين معظم المنافسين، ما يجعل هامش الخطأ ضيقاً للغاية ويتطلب استعداداً جيداً ودعماً فعلياً قبل استئناف المنافسة. كما أن المعطيات الحالية تضع السلطات المحلية أمام مسؤولية كبيرة للتحرك العاجل ومساندة الفريق في هذا الظرف الحساس، سواء من خلال توفير الدعم المالي أو تهيئة الظروف التي تسمح للاعبين والجهاز الفني بالعمل في بيئة مناسبة تُعيد للفريق توازنه وقدرته على تحقيق نتائج أفضل.
الخطأ ممنوع في المرحلة الثانية والأنصار ينتظرون استفاقة من السلطات
يأمل أنصار أولمبيك عنابة أن تشكل نهاية مرحلة الذهاب نقطة انطلاق جديدة للفريق، وأن يتحوّل الأداء القتالي الذي ظهر في عدة مباريات إلى نتائج إيجابية تساعد على الابتعاد عن الحسابات المعقدة في مؤخرة الترتيب. ومع توفر الإرادة لدى اللاعبين والجهاز الفني، يبقى الدعم المادي والمعنوي شرطاً أساسياً لتمكين الفريق من تحسين صورته في مرحلة الإياب وصنع نهاية موسم تليق بتاريخه وبتطلعات جماهيره.
صالح ب