واصلت البطلة الأولمبية الجزائرية كيليا نمور كتابة التاريخ بأحرف من ذهب في بطولة العالم للجمباز الفني، التي تحتضنها العاصمة الإندونيسية جاكرتا من 19 إلى 25 أكتوبر الجاري، بعدما أضافت إلى رصيدها ميدالية فضية جديدة في نهائي منافسة عارضة التوازن، لتؤكد مرة أخرى مكانتها كأيقونة للجمباز الجزائري والإفريقي على الساحة العالمية.
قدّمت كيليا نمور عرضًا مذهلًا في النهائي، تميّز بالدقة والتوازن والإبداع الفني، ما مكّنها من الحصول على علامة 14.300 بدرجة صعوبة بلغت 6.200، وهي علامة جعلتها تتصدر الترتيب مؤقتًا قبل أن تتفوّق عليها البطلة الصينية جانغ تشينغينغ، التي نالت الذهبية بفضل أداء استثنائي منحها مجموع 15.166 نقطة. ورغم ذلك، أثبتت البطلة الجزائرية أنها أصبحت ضمن النخبة العالمية للجمباز، بعدما نافست بثقة عالية وبأسلوب راقٍ أبهر لجنة التحكيم والجماهير الحاضرة في القاعة.وتأتي هذه الفضية لتضاف إلى الميدالية الذهبية التي فازت بها كيليا، أول أمس في منافسة جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات، لتختتم مشاركتها في البطولة العالمية بإنجاز تاريخي يتمثل في ذهبية وفضية، وهو رقم غير مسبوق في مسيرة الجمباز الجزائري والإفريقي. فقد تمكنت البطلة الشابة من رفع الراية الوطنية عاليًا في سماء جاكرتا، مؤكدة أن الجزائر باتت تملك اسمًا لامعًا في هذه الرياضة التي لطالما كانت تحت سيطرة القوى التقليدية كالصين والولايات المتحدة واليابان. ويأتي هذا التتويج ليعكس العمل الكبير الذي تقوم به الاتحادية الجزائرية للجمباز والطاقم الفني الوطني في إعداد الجيل الجديد من الأبطال، خاصة بعد الدعم المتزايد من السلطات الرياضية في السنوات الأخيرة، بهدف ترسيخ حضور الجزائر في كبرى المحافل الدولية. كما يشكّل هذا الإنجاز مصدر إلهام للرياضيين الجزائريين الشباب، وخاصة الفتيات، اللواتي يجدن في كيليا نمور نموذجًا يحتذى به في الإصرار والعزيمة والإبداع الرياضي. بهذه النتائج الباهرة، تكتب كيليا نمور صفحة جديدة من تاريخ الرياضة الجزائرية، وتؤكد أن طريقها نحو مزيد من الألقاب العالمية والأولمبية لا يزال مفتوحًا، وأن الجزائر تملك بطلة قادرة على مجابهة الكبار وتشريف الألوان الوطنية في كل المحافل الدولية المقبلة.
صالح.ب
