في مباراة مثيرة ضمن الجولة الرابعة والعشرين من القسم الثاني – وسط شرق، تمكن شباب باتنة من تحقيق فوز مهم على مضيفه اتحاد عنابة بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مواجهة شهدت تنافسًا كبيرًا حتى الدقائق الأخيرة.
دخل الفريقان اللقاء بحذر واضح، مع سيطرة طفيفة من جانب اتحاد عنابة الذي حاول فرض أسلوبه منذ البداية. ورغم المحاولات المتكررة، فإن دفاع شباب باتنة بقي متماسكًا، معتمدًا على الهجمات المرتدة السريعة. وفي الدقيقة 49، تمكن اللاعب ميلال من افتتاح التسجيل لصالح أصحاب الأرض بعد استغلاله لتمريرة عرضية متقنة، ليمنح فريقه الأفضلية. ولم يدم التقدم طويلًا، حيث عاد شباب باتنة بقوة وتمكن ناجي من تعديل النتيجة في الدقيقة 54 بعد تسديدة قوية لم تترك أي فرصة للحارس. ولم يستسلم اتحاد عنابة وعاد ليسجل هدف التقدم عبر طويل في الدقيقة 68، مستغلًا سوء تمركز دفاعي داخل منطقة الجزاء. وواصل شباب باتنة ضغطه بعد ذلك، واستغل ثغرات دفاعية في صفوف اتحاد عنابة ليسجل اللاعب قادري هدف التعادل في الدقيقة 74، مستفيدًا من تمريرة بينية رائعة جعلته في مواجهة مباشرة مع الحارس. مع اقتراب المباراة من نهايتها، اشتد الصراع بين الفريقين، حيث ضغط اتحاد عنابة بقوة من أجل تسجيل هدف الفوز، لكن الكاب استغل الاندفاع الهجومي لخصمه وسجل هدفًا قاتلًا عن طريق اللاعب لحجي في الدقيقة 79، الذي حسم المواجهة لصالح فريقه ومنح جماهيره فرحة كبيرة بهذا الانتصار الثمين. بهذه النتيجة، عزز شباب باتنة موقعه في الترتيب العام، محققًا ثلاث نقاط غالية، قربته من ضمان البقاء، في حين زادت معاناة اتحاد عنابة الذي كان يأمل في العودة بنتيجة إيجابية تعزز حظوظه في المنافسة، على ورقة الصعود.
عزيز عباس يعلن طلاقه بالتراضي مع إدارة النادي
لم يكن وقع الخسارة أمام شباب باتنة عاديًا على اتحاد عنابة، فالهزيمة بثلاثة أهداف لهدفين لم تكن مجرد تعثر عابر، بل جاءت كضربة موجعة زادت من تعقيد وضعية الفريق وأشعلت فتيل الأزمة داخله. ولم يجد المدرب عزيز عباس، الذي تحمل عبء قيادة الفريق في مرحلة حساسة، أمامه سوى خيار الرحيل، معلنًا استقالته بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي دفعت اتحاد عنابة نحو المجهول. وكانت الخسارة أمام شباب باتنة القشة التي قصمت ظهر الفريق، فبعد بداية قوية كشفت الدقائق الأخيرة هشاشة دفاعية وغياب الحلول الهجومية في الأوقات الحاسمة. ووضع الأداء المتذبذب والنتائج السلبية المتكررة المدرب عزيز عباس في موقف صعب، خاصة مع تزايد الضغوط من الجماهير والإدارة التي كانت تنتظر رد فعل قوي يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات. في ذات السياق قرار عباس بالرحيل لم يكن مفاجئًا للكثيرين، فقد بدا واضحًا منذ أسابيع أن العلاقة بينه وبين الفريق وصلت إلى طريق مسدود. حيث بدا اللاعبون فاقدين للثقة، والخطوط مفككة، والأداء داخل الملعب لم يكن يعكس هوية الفريق الذي كان ينافس على الصعود في وقت سابق. ورغم محاولاته لإنقاذ الوضع، إلا أن سلسلة التعثرات جعلت استمراره أمرًا شبه مستحيل، خاصة مع تراجع نتائج وأداء اتحاد عنابة. كما أن رحيل عباس يضع الإدارة أمام تحدٍ جديد يتمثل في إيجاد بديل قادر على إعادة الروح للفريق وانتشاله من الوضعية الصعبة. خاصة أن المباريات المتبقية أصبحت شكلية بعد أن ضيع الفريق كل شيء هذا الموسم.
اتحاد عنابة بلا هوية.. نتائج كارثية ونقص في الروح القتالية يبخر حلم الصعود
أصبح وضع اتحاد عنابة مثيرًا للقلق بعد سلسلة من النتائج المخيبة، حيث حصد الفريق نقطتين فقط من أصل 12 ممكنة في آخر أربع مباريات، ليبتعد مبكرًا عن سباق الصعود، تاركًا جماهيره في حالة من الإحباط والخيبة. الأداء الباهت والانهيار الدفاعي المتكرر جعلا الفريق يبدو بلا هوية، وعجز عن تقديم مردود يليق بتطلعاته في المنافسة على العودة إلى دوري الأضواء. وكان خط الدفاع الحلقة الأضعف، حيث ارتكب أخطاء كارثية كلفت الفريق نقاطًا ثمينة، وسط غياب التنظيم والتماسك بين الخطوط. في كل مباراة تقريبًا، وعانى الفريق من فقدان التركيز في الأوقات الحاسمة، مما أدى إلى استقبال أهداف قاتلة أثرت على الجانب النفسي للاعبين. ورغم بعض المحاولات الهجومية، إلا أن العقم التكتيكي وسوء استغلال الفرص جعلا الفريق عاجزًا عن فرض نفسه أمام منافسين مباشرين. في ذات السياق يعكس الخروج المبكر من سباق الصعود حجم الأزمة التي يعيشها اتحاد عنابة، والتي لم تكن وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات من سوء التسيير، اختيارات فنية غير موفقة، ونقص في الروح القتالية داخل الملعب. ورغم أن الموسم لم ينتهِ بعد، إلا أن تدارك الوضع يبدو صعبًا في ظل غياب الحلول الحقيقية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الفريق وما إذا كان قادرًا على تجاوز هذه الكبوة، أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد.
صالح.ب