تعادل أمس المنتخب الوطني الجزائري المحلي في مواجهتهم الصعبة أمام المنتخب السوداني، في مباراة انتهت بالتعادل دون أهداف، في افتتاح مشوار محليو الخضر ضمن بطولة كأس العرب قطر 2025، لكنها حملت الكثير من الدلالات الإيجابية. ورغم طابعها التكتيكي والبدني القوي، إلا أن المنتخب الجزائري قدّم شوطاً أول مميزاً، سيطر فيه على الكرة وخلق عدة فرص سانحة للتهديف، غير أن اللمسة الأخيرة غابت عن كتيبة “الخضر”. وكانت بداية الفرص عبر رأسية بن دبكة في الدقيقة التاسعة التي مرت بمحاذاة المرمى، قبل أن يطلق بولبينة تسديدة قوية في الدقيقة الرابعة والعشرين تصدى لها الحارس السوداني ببراعة، بينما ضيّع بركان أفضل فرص المرحلة الأولى بعدما انفرد بالحارس الذي وقف نداً قوياً وحرم الجزائر من هدف محقق. وتلقت التشكيلة الوطنية ضربة موجعة في الثواني الأخيرة من الشوط الأول، حين أشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه آدم وناس، ليغادر الميدان مطروداً ويضع المنتخب في وضعية صعبة، اضطر معها لإكمال المباراة بعشرة لاعبين. هذا النقص العددي انعكس على مجريات الشوط الثاني، إذ استعاد المنتخب السوداني توازنه وبسط هيمنته على وسط الميدان، محاولاً استغلال التفوق العددي والضغط على دفاع الجزائر الذي أظهر تماسكاً كبيراً بقيادة الحارس المتألق فريد شعال، الذي كان سداً منيعاً أمام محاولات “صقور الجديان”. ورغم المساعي المتواصلة للمدرب بوقرة لإعادة التوازن وإحداث الفارق عبر إشراك عناصر الخبرة، على غرار يوسف عطال وإسلام سليماني وأمير سعيود، إلا أن المنتخب لم يتمكن من العودة إلى النسق الهجومي الذي بدأ به اللقاء، لينتهي النزال العربي بنتيجة التعادل السلبي. ورغم ذلك، فإن النقطة المحققة تعد مكسباً معنوياً مهماً بالنظر للظروف التي عرفتها المباراة، وتشكل دفعة معنوية للمنتخب الوطني الرديف لمواصلة رحلة الدفاع عن اللقب بثقة أكبر في الجولات المقبلة.
صالح.ب
