انطلق، تربص المنتخب الوطني الجزائري بالمركز التقني بسيدي موسى في أجواء حماسية وتفاؤل كبير، تحضيراً لمواجهتي الصومال وأوغندا ضمن تصفيات كأس العالم 2026.
ويأتي هذا التربص في مرحلة حاسمة من مشوار “الخضر”، حيث يبحث الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش عن وضع اللمسات الأخيرة على تشكيلته قبل خوض المواجهتين اللتين قد تحسمان رسمياً تأهل الجزائر إلى المونديال. التحضيرات انطلقت وسط أجواء إيجابية سادها الانسجام وروح المجموعة، وهو ما ظهر جلياً في الصور والفيديوهات التي نشرتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عبر صفحاتها الرسمية، حيث بدا اللاعبون بمعنويات مرتفعة وتفاعل كبير مع الطاقم الفني بقيادة بيتكوفيتش. وجاء في منشور “الفاف”: “وجوه مبتسمة، قلوب متحمسة، ومعنويات في القمة… معاً من أجل العودة إلى المونديال”، وهي رسالة تعكس التصميم الذي يسود داخل المجموعة والرغبة القوية في إسعاد الجماهير الجزائرية بعد مشوار تصفيات مميز. بيتكوفيتش، الذي تابع بدقة مردود لاعبيه في مختلف البطولات الأوروبية خلال الأسابيع الماضية، بدا مرتاحاً للياقة البدنية الجيدة التي ظهر بها معظم العناصر، خصوصاً في الخط الأمامي الذي يشهد تنافساً كبيراً بين عدة أسماء على حجز مكانة أساسية. فالمدرب السويسري يدرك أن المواجهة أمام الصومال ستكون مفتاح التأهل الرسمي إلى نهائيات كأس العالم، ما يفرض عليه اختيار التشكيلة الأكثر انسجاماً وفاعلية.
ومن المنتظر أن يشد المنتخب الوطني الرحال إلى مدينة وهران اليوم الأربعاء، حيث سيجري الحصة التدريبية الأخيرة بملعب ميلود هدفي، الذي سيحتضن مباراة الصومال غدا الخميس. وبعدها، سيواصل “الخضر” مشوارهم نحو تيزي وزو لخوض اللقاء الثاني أمام أوغندا بملعب “حسين آيت أحمد”. وسيكون الفوز على الصومال كافياً لإعلان التأهل رسمياً إلى المونديال، ما يجعل هذا اللقاء بمثابة محطة مفصلية في مسيرة بيتكوفيتش مع المنتخب الجزائري.
وفي سياق متصل، أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن عقد منطقة مختلطة اليوم الأربعاء بملعب ميلود هدفي، في إطار الأنشطة الإعلامية المرافقة للتربص. وستنطلق المنطقة المختلطة ابتداءً من الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة، حيث ستُفتح الحصة التدريبية أمام وسائل الإعلام لمدة ربع ساعة لالتقاط الصور والفيديوهات. ودعت “الفاف” جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالضوابط التنظيمية، إذ يُسمح لكل مؤسسة بإيفاد صحفي واحد ومصور فقط، مع ضرورة تقديم بطاقة الصحافة المهنية عند مدخل الملعب لضمان الدخول.وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التواصل بين المنتخب ووسائل الإعلام، ومنح الصحفيين فرصة لمتابعة أجواء التحضيرات عن قرب، ما يعكس انفتاح الاتحادية على الإعلام في هذه المرحلة الحساسة. ومع اقتراب موعد اللقاء، يزداد الترقب بين الجماهير الجزائرية التي تأمل أن ترى منتخبها يواصل العروض القوية ويخطف بطاقة التأهل رسمياً إلى كأس العالم 2026، في عودة طال انتظارها إلى الساحة العالمية.بيتكوفيتش من جانبه يعي جيداً حجم الرهانات والتطلعات، ويبدو مقتنعاً بأن المعادلة باتت واضحة، الجاهزية الفردية تحققت، لكن النجاح الحقيقي يكمن في تحويلها إلى قوة جماعية متماسكة قادرة على إنهاء المهمة بثقة الأبطال، وتحقيق حلم الملايين من الجزائريين ببلوغ المونديال من جديد.
صالح.ب