أصدرت محكمة الاستئناف في مدينة “إكس آن بروفنس” الفرنسية حكمًا يقضي بالسجن لمدة 8 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 45 ألف يورو في حق لاعب كرة القدم الجزائري يوسف عطال، على خلفية اتهامه بالتحريض على الكراهية، وذلك إثر نشره مقطع فيديو عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي في 12 أكتوبر 2023، عبّر فيه عن دعمه للقضية الفلسطينية. ورغم تأكيد عطال في جلسة الاستماع أنه لا يهتم بالسياسة وأن خطأه الوحيد كان نشر الفيديو دون التحقق من مضمونه حتى نهايته، إلا أن المحكمة أيدت الحكم الصادر سابقًا عن محكمة نيس الابتدائية، والذي كان قد صدر في الثالث من جانفي الماضي. القضية التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية والسياسية على حد سواء، تسببت في نهاية مشوار عطال مع نادي نيس الفرنسي، بعد أن قرر الأخير فسخ عقده في ميركاتو شتاء 2024، ليغادر بعدها إلى الدوري التركي عبر بوابة نادي أضنة دميرسبور، قبل أن يحط رحاله في نادي السد القطري بداية الموسم الجاري. عطال، البالغ من العمر 28 سنة والمتوج مع المنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا سنة 2019، أصبح منذ الحادثة في مواجهة ضغط قضائي وإعلامي كبيرين، الأمر الذي أثّر على مسيرته الاحترافية في الملاعب الأوروبية. الفريق القانوني للدولي الجزائري اعتبر أن الحكم غير منطقي ولا يستند إلى معطيات قانونية حقيقية، حيث أكد المحامي ميشيل توماس أن الفيديو نُشر من خارج الأراضي الفرنسية، وتحديدًا من معسكر المنتخب الجزائري، كما أن محتوى الفيديو كان باللغة العربية وعلى منصة غير فرنسية، موجّهة لجمهور غير فرنسي، وهو ما يدحض – حسبه – ادعاءات التحريض على الكراهية ضمن نطاق القانون الفرنسي. كما شدد على أن الدعوى تفتقر لأي دليل قاطع على نية عطال بالتحريض أو معاداة السامية، بل كانت مجرد تعبير عن موقف إنساني تجاه قضية يشترك فيها الملايين حول العالم.ومن الناحية القانونية، فإن حكم السجن مع وقف التنفيذ لا يعني دخول عطال السجن بشكل مباشر، بل يخضع لشروط صارمة لفترة زمنية معينة، يلتزم خلالها بعدم ارتكاب أفعال مشابهة، وإلا يتم تنفيذ العقوبة بحقه بالكامل. ويُعد هذا النوع من الأحكام شائعًا في القضايا ذات الطابع غير العنيف أو التي تكون المرة الأولى فيها للمدان أمام القضاء. و من المرتقب أن يُنطق بالحكم النهائي في القضية بتاريخ 30 أفريل الجاري، حيث سيُجبر يوسف عطال على العودة إلى فرنسا للمثول أمام المحكمة مجددًا. وبينما ينتظر الرأي العام مآلات هذه القضية، يواصل اللاعب مشواره الكروي مع نادي السد القطري، وسط تساؤلات حول مستقبل مسيرته وما إذا كانت هذه الأزمة ستظل تلاحقه داخل الملاعب وخارجها.
صالح.ب