يجد سريع البوني نفسه هذا الأسبوع أمام تحدٍ من العيار الثقيل حين يستقبل وفاق سوق أهراس في إطار الجولة 27 من بطولة القسم الجهوي الأول لرابطة عنابة، في مواجهة تحمل طابعًا خاصًا بسبب الوضعية المعقدة التي يعيشها الفريقان، حيث يقاتل الأول من أجل البقاء، بينما يسعى الثاني لتحسين موقعه في جدول الترتيب وإبقاء بصيص الأمل في نهاية إيجابية للموسم. السريع يدخل هذه المواجهة بشعار “لا بديل عن الفوز”، في ظل الأزمة التي يعيشها منذ أسابيع والتي جعلته يتراجع إلى مراكز الخطر، وهو ما وضع اللاعبين تحت ضغط كبير، خاصة مع المطالب الجماهيرية المتزايدة بضرورة رد الاعتبار ومحو الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق في الجولات الأخيرة. ورغم بعض المؤشرات الإيجابية على المستوى الجماعي، إلا أن غياب التركيز في الأوقات الحاسمة كلف الفريق نقاطًا ثمينة جعلته يدخل حسابات السقوط مبكرًا. المدرب والطاقم الفني يواصلون العمل على الجانب النفسي للاعبين، حيث يدرك الجميع أن أي تعثر جديد سيعقد الحسابات أكثر، خصوصًا أن المنافسة على البقاء هذا الموسم تعرف شراسة غير مسبوقة، في ظل تقارب النقاط بين عدة فرق في مؤخرة الترتيب. وفي المقابل، فإن الاستقبال داخل الديار سيكون سلاحًا مهمًا إذا ما عرف اللاعبون كيف يوظفونه لصالحهم، خاصة مع الحضور المنتظر لأنصار الفريق الذين تعوّدوا على لعب دور “الرئة الإضافية” في مثل هذه المباريات المصيرية.
على الجهة الأخرى، يدخل وفاق سوق أهراس المباراة بنية العودة بنتيجة إيجابية تسمح له بتدارك بعض النقاط التي أهدرها في جولات سابقة، خاصة أن الطاقم الفني يعمل على بعث روح جديدة داخل المجموعة وخلق انسجام أكبر بين الخطوط، من أجل استغلال تعثر بعض الفرق المنافسة والتقدم في سلم الترتيب. وفاق سوق أهراس لم يعد يعاني من الضغوط الكبيرة مقارنة بمضيفه، وهو ما قد يشكل له نقطة قوة في اللعب بأريحية واستغلال أي ارتباك من لاعبي سريع البوني. المواجهة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن التفاصيل الصغيرة قد تصنع الفارق، خاصة من الناحية الذهنية، حيث سيُطلب من لاعبي السريع الحفاظ على تركيزهم والابتعاد عن التسرع والتوتر، بينما سيبحث الضيوف عن استغلال المساحات والضرب عبر المرتدات. المباراة لا تقبل أنصاف الحلول، والسريع إن أراد فعلاً النجاة من دوامة السقوط، فعليه أن يظهر ردة فعل قوية، ويبرهن أن الفريق لا يزال يملك ما يكفي من الشخصية لتجاوز المحن.
صالح.ب