اختتم المنتخب الجزائري لتنس الطاولة مشاركته في دورة الألعاب الإفريقية المدرسية 2025 بأداء مشرف تُوج بميدالية برونزية، ليترك انطباعًا إيجابيًا لدى المتابعين والملاحظين الفنيين، بفضل الروح التنافسية والانضباط العالي الذي طبع أداء عناصره طوال المنافسات الفردية والجماعية. ورغم أن الحظ لم يحالفه لبلوغ الأدوار النهائية، فإن هذه المشاركة شكلت محطة أساسية في مسار بناء نواة منتخب تنافسي، خاصة أن الفريق واجه منتخبات إفريقية قوية وذات خبرة، مثل مصر وتونس ونيجيريا، ما أتاح للاعبين فرصة مثالية لمعرفة مستواهم القاري واكتشاف مكامن القوة والضعف في أدائهم.
الناخبة الوطنية لفئة أقل من 17 سنة، ليندة لغرايبي، اعتبرت أن البطولة كانت فرصة ثمينة للاحتكاك بمدارس إفريقية محترمة في هذه الرياضة، مشيرة إلى أن اللاعبين الجزائريين تمكنوا من مقارعة كبار القارة بندية واضحة واكتساب خبرة مهمة. وأكدت أن الحدث، الذي استعد له المنتخب منذ أشهر، سمح بتحديد الثغرات التي ستعمل الطواقم الفنية على تصحيحها مستقبلًا، إضافة إلى الوقوف على الطاقات الواعدة التي تحتاج إلى مرافقة دائمة وبرامج تدريبية مستمرة.
من جانبه، وصف اللاعب مروان عبد الحين (16 سنة) المنافسة بأنها أشبه بمدرسة تكوينية مكثفة، موضحًا أنه وزملاءه عرفوا كيف يتماسكوا ويتحدوا الضغط، وأنهم سيعملون جاهدين لتدارك ما فات في الاستحقاقات المقبلة، معتبرًا اللعب أمام أبطال القارة مكسبًا كبيرًا في حد ذاته. أما اللاعبة هناء سعايدي (15 سنة)، فقد وصفت هذه الطبعة بأنها نقطة تحول في مسيرتها الرياضية، مؤكدة أنها شعرت بالفخر والرهبة في أول تجربة قارية لها، وأشادت بدعم الجمهور الجزائري الذي دفعهم لبذل أقصى الجهود، ما زادها إصرارًا على تمثيل الجزائر بأفضل صورة مستقبلًا.ورغم عدم بلوغ نهائي المنافسات، أثنى العديد من الناخبين الأجانب على المستوى الذي أبان عنه المنتخب الجزائري، معتبرين أن لديه خامات واعدة تحتاج إلى استثمار طويل المدى ومرافقة متواصلة، مشددين على أهمية المشاركة الدورية في المنافسات القارية والدولية لإدماج هذه الطاقات في مسارات نخبوية حقيقية.
على صعيد التنظيم، حظيت الجزائر بإشادة واسعة من الوفود الإفريقية المشاركة، سواء من حيث جودة المرافق أو الجوانب اللوجستية. وأوضح رئيس منافسات تنس الطاولة، الشريف درقاوي، أن الجزائر تسعى للانتقال من حسن الضيافة إلى حسن التخطيط، ومن نجاح تنظيم التظاهرة إلى بناء سياسة رياضية مدرسية دائمة ترتكز على التكوين العلمي الممنهج.وبهذا، أنهى المنتخب الجزائري مشاركته في أول طبعة من الألعاب الإفريقية المدرسية في اختصاص تنس الطاولة بحصيلة برونزية واحدة، لكنها كانت مليئة بالدلالات الإيجابية، وأظهرت ملامح مشروع رياضي مدرسي واعد، قائم على اكتشاف المواهب ورعايتها بالشكل الأمثل.
أحمد.ك