سيكون عشّاق كرة القدم الإفريقية على موعد مع عرس كروي جديد في القارة السمراء، حيث تحتضن المملكة المغربية اليوم، حفل افتتاح واحدة من أهم التظاهرات الرياضية في إفريقيا، والمتمثلة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، المقررة من 21 ديسمبر الجاري إلى غاية 18 جانفي 2026. وتعد هذه النسخة استثنائية من حيث التنظيم والحجم، إذ ستُجرى المنافسات عبر 9 ملاعب موزعة على ست مدن كبرى هي الرباط، الدار البيضاء، مراكش، فاس، أكادير وطنجة، في صورة تعكس جاهزية المغرب وامتلاكه لبنية تحتية رياضية بمعايير عالمية.
نسخة قياسية بـ52 مباراة و29 يومًا من الإثارة
ستشهد البطولة برمّتها إجراء 52 مباراة على مدار 29 يوماً من التنافس المتواصل، لتكون بذلك النسخة الأكبر في تاريخ كأس الأمم الإفريقية، سواء من حيث عدد اللقاءات أو من حيث الزخم الجماهيري والإعلامي المرتقب. كما ينتظر أن تحظى المنافسة بمتابعة واسعة داخل القارة وخارجها، في ظل تواجد نخبة من أبرز نجوم كرة القدم الإفريقية والعالمية. كما أن النسخة الخامسة والثلاثون من البطولة ستعرف مشاركة جلّ المنتخبات القوية في القارة، حيث سيكون المنتخب المغربي، صاحب الأرض والجمهور، حاضراً بقيادة نجمه أشرف حكيمي، إلى جانب منتخب مصر المتسلح بخبرة قائده محمد صلاح، والمنتخب الجزائري بقيادة رياض محرز، والسنغال بحضور نجمها ساديو ماني، وساحل العاج بقيادة سيباستيان هالر، إضافة إلى الكونغو الديمقراطية مع شانسيلمبيمبا، والغابون بنجمها بيير إيميريكأوباميانغ. وتُسجَّل في المقابل غياب منتخب غانا عن هذه النسخة، بعد فشله في حجز بطاقة التأهل، وهو ما يشكل مفاجأة لعشّاق “النجوم السوداء”.
24 منتخبًا في سباق التتويج باللقب القاري
سيتنافس 24 منتخباً على اللقب القاري المرموق، من أجل خلافة منتخب ساحل العاج، المتوَّج بلقب نسخة 2024 على أرضه. وقد جرى توزيع المنتخبات على ست مجموعات خلال القرعة التي احتضنتها مدينة الرباط في شهر جانفي 2025، حيث ستتنافس الفرق خلال مرحلة المجموعات بنظام الدوري، على أن يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى الدور ثمن النهائي، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث.ومع نهاية دور المجموعات، تنطلق مرحلة خروج المغلوب، التي لا تقبل القسمة على اثنين، بداية من الدور ثمن النهائي، مروراً بربع النهائي ونصف النهائي، ثم مباراة تحديد المركز الثالث، وصولاً إلى المباراة النهائية التي ستُسدل الستار على هذه التظاهرة القارية بتتويج بطل أفريقيا الجديد.
مباراة الافتتاح والنهائي في قلب العاصمة الرباط
وستجمع المباراة الافتتاحية بين المنتخب المغربي ونظيره منتخب جزر القمر، يوم 21 ديسمبر، على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي يتسع لنحو 69 ألف متفرج، وسط أجواء احتفالية منتظرة. أما المباراة النهائية، فستُقام يوم الأحد 18 جانفي على الملعب ذاته، في موعد يعد بالكثير من الإثارة والتشويق. وخلال الدور الأول، ستكون الجماهير على موعد مع مواجهات قوية ومرتقبة، أبرزها مباريات المنتخب الكاميروني أمام الغابون يوم 24 ديسمبر، ثم أمام ساحل العاج يوم 28 ديسمبر، في لقاءات تحمل طابعاً تنافسياً عالياً نظراً لقيمة المنتخبات المتواجهة وتاريخها في البطولة.
المنتخب الوطني الجزائري أمام اختبار الثأر واستعادة الهيبة
كما ستكون أنظار المتابعين مسلطة على المنتخب الوطني الجزائري، الذي يطمح لتدارك خيبات النسختين الأخيرتين، بعدما ودّع المنافسة من الدور الأول في نسختي 2022 و2024. وسيجد “الخضر” أنفسهم مجدداً أمام خصوم سبق وأن ألحقوا بهم الإقصاء، ويتعلق الأمر بمنتخب بوركينا فاسو يوم 28 ديسمبر، ثم غينيا الاستوائية يوم 31 ديسمبر، في مواجهات تحمل طابع الثأر الرياضي وإثبات الذات. وقبلهما سيفتتح منافسات البطولة يوم الأربعاء 24 ديسمبر المقبل بمواجهة منتخب السودان.
تطلعات جماهيرية كبيرة لبطولة استثنائية
وسيحمل يوم 26 ديسمبر بدوره نكهة كروية خاصة، إذ سيستمتع عشاق الساحرة المستديرة بمواجهتين من العيار الثقيل، تجمع الأولى بين المغرب ومالي، فيما تضع الثانية منتخب مصر في اختبار صعب أمام جنوب إفريقيا. كما يعد اليوم الموالي حافلاً بالإثارة، من خلال مباراة قوية بين منتخب نيجيريا ومنتخب تونس، إلى جانب مواجهة منتظرة بين الكونغو الديمقراطية والسنغال.وبين طموحات التتويج ورغبة المنتخبات في كتابة التاريخ، تعد هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية بالكثير من الندية والمتعة، في انتظار أن يكشف المستطيل الأخضر عن بطل جديد يضيف اسمه إلى سجل كبار القارة السمراء.
صالح.ب
