تتجه الأنظار خلال الجولة السابعة والعشرين من بطولة القسم الثاني هواة – وسط شرق، إلى ملعب الخروب، الذي سيكون مسرحًا لمواجهة قوية وواعدة تجمع بين أصحاب الأرض وضيفهم اتحاد عنابة، في لقاء يحمل في طياته الكثير من الندية والتشويق، نظراً لأهمية نقاطه بالنسبة للطرفين، سواء من حيث الترتيب أو المعنويات. ويدخل اتحاد عنابة المواجهة وهو يحتل المركز الثالث برصيد 43 نقطة، بعد تحقيق فوز مهم في الجولة الماضية على حساب أولمبيك المقرن بملعب 19 ماي، في لقاء أظهر فيه الفريق نجاعة هجومية واضحة وعودة قوية على المستوى الذهني بعد سلسلة من النتائج المتذبذبة. من جانب آخر، لن يكون فريق جمعية الخروب خصمًا سهلًا، إذ يحتل المركز السادس برصيد 37 نقطة، وقدم أداءً جيدًا خارج الديار في الجولة الماضية عندما عاد بتعادل ثمين من ملعب مولودية باتنة، ما منحه دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة عنابة. وسيحاول أبناء الخروب استغلال عاملي الأرض والجمهور للإطاحة بأحد المنافسين المباشرين على المراتب الأولى، وتأكيد الصحوة الأخيرة التي أظهرت تحسنًا واضحًا في الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي. في ذات السياق المواجهة، وإن كانت لا تندرج ضمن خانة “ديربيات” تقليدية، إلا أن تاريخ لقاءات الفريقين في السنوات الأخيرة يؤكد أنها كثيرًا ما عرفت تنافسًا شديدًا وأهدافًا غزيرة، وهو ما يُتوقع أن يتجدد هذه المرة، في ظل تقارب المستوى الفني والرهانات المختلفة للطرفين. إذ يريد اتحاد عنابة تأكيد عودته القوية، بينما تطمح جمعية الخروب لتعطيل طموحات الضيوف والاقتراب من مربع الكبار. من الناحية الفنية، يملك الفريقان عناصر قادرة على صنع الفارق، حيث يعوّل مدرب اتحاد عنابة على الحركية في خط الوسط والسرعة في الهجمات المرتدة، فيما يعتمد مدرب جمعية الخروب على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي مع البحث عن المباغتة عبر الأطراف. ومن المنتظر أن تلعب التفاصيل الصغيرة دورًا حاسمًا في تحديد هوية الفائز، خاصة في ظل الضغط الكبير الذي يعيشه اللاعبون في هذا التوقيت من الموسم. بدوره الجمهور سيكون حاضرًا بقوة، خاصة من أنصار “لايسكا” الذين يُراهنون على فريقهم لتقديم عرض قوي أمام منافس طامح، بينما يتمنى جمهور “بونة” العودة بنتيجة إيجابية تُبقي الحلم قائماً إلى الجولات الأخيرة. وعليه، فإن كل المؤشرات تنبئ بمواجهة نارية عنوانها الندية، والإثارة، والطموح المشترك في تأكيد الذات وحصد النقاط الثلاث.
صالح.ب