حقق اتحاد عنابة فوزًا صعبًا ومهمًا على ضيفه شبيبة جيجل بنتيجة (1-0) في المباراة التي احتضنها ملعب 19 ماي 1956، ضمن منافسات الجولة العاشرة من القسم الثاني هواة. اللقاء، الذي جاء أمام حضور جماهيري غفير من أنصار اتحاد عنابة، شهد أجواءً تنافسية عالية وأداءً متكافئًا بين الفريقين. سيطر الحذر على مجريات الشوط الأول، حيث انحصر اللعب في وسط الميدان مع محاولات خجولة من كلا الفريقين لتهديد المرمى. بينما اعتمد شبيبة جيجل على تنظيم دفاعي محكم، حاول اتحاد عنابة كسره من خلال الكرات العرضية والهجمات السريعة، لكن دون جدوى. في الشوط الثاني، دخل اتحاد عنابة بتركيز عالٍ وإصرار واضح على تحقيق الفوز. ضغط الفريق على مرمى الخصم، مما أجبر لاعبي شبيبة جيجل على ارتكاب الأخطاء. وفي الدقيقة 68، حصل اتحاد عنابة على ركلة جزاء. تكفّل اللاعب هشام مختار بتنفيذ الركلة بنجاح، مسددًا الكرة في الزاوية اليمنى للحارس، ليشعل المدرجات فرحًا بهدف كان كفيلًا بحسم النقاط الثلاث.بهذا الفوز، رفع اتحاد عنابة رصيده إلى 18 نقطة، في المركز الثالث، مما يزيد من آماله في المنافسة على صدارة الترتيب أو على الأقل البقاء ضمن الفرق التي تنافس على بطاقة الصعود. أما شبيبة جيجل، فتجمد رصيده عند النقطة 10، في المركز 11 ما يعقد موقفه في جدول الترتيب ويضعه تحت ضغط كبير لتعديل المسار في المباريات القادمة.
هشام مختار يسجل هدفه 4 و ينصب نفسه هدافا للفريق
نجح اللاعب هشام مختار في ترسيخ اسمه كأحد أبرز نجوم اتحاد عنابة هذا الموسم، بعدما أحرز هدفه الرابع في البطولة، ليصبح الهداف الأول للفريق. جاء هدف مختار الأخير في المباراة الحاسمة التي جمعت فريقه بشبيبة جيجل، حيث سجل من ركلة جزاء في الدقيقة 68، ليمنح فريقه ثلاث نقاط غالية ويعزز حظوظه في المنافسة على المراكز المتقدمة. يُعد هشام مختار من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الجهاز الفني لاتحاد عنابة، بفضل قدراته التهديفية العالية وحسمه في اللحظات الصعبة. أهدافه الأربعة حتى الآن جاءت في مباريات مصيرية، أمام الحراش، مولودية قسنطينة، التلاغمة، وشبيبة جيجل، مما يعكس مهارته في استغلال الفرص وصنع الفارق لفريقه. و منذ بداية الموسم، أظهر مختار انسجامًا كبيرًا مع زملائه على أرضية الملعب، حيث يتميز بتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء وقدرته على اقتناص الفرص. وقد أسهمت أهدافه في تحقيق انتصارات حاسمة، جعلت جماهير الفريق ترى فيه نجمًا يمكن الاعتماد عليه لتحقيق أحلامهم. كما أن هدف هشام مختار أمام شبيبة جيجل لم يكن مجرد رقم يُضاف إلى سجله الشخصي، بل كان له أثر كبير على فريقه الذي كان بحاجة ماسة إلى النقاط الثلاث. هذا الهدف عزز من ثقة الجماهير بالفريق ورفع من معنويات اللاعبين في فترة مهمة من الموسم. و مع استمرار تألقه، يأمل مختار في مواصلة تسجيل الأهداف وقيادة اتحاد عنابة لتحقيق أهدافه هذا الموسم، سواء في المنافسة على الصعود أو حصد لقب الهداف في القسم الثاني هواة.
مدرب شبيبة جيجل الهادي خزار ينتقد التحكيم بشدة ويغادر غاضبًا
في أعقاب خسارة شبيبة جيجل أمام اتحاد عنابة بهدف دون رد، أثار مدرب شبيبة جيجل، الهادي خزار، الجدل بتصريحاته النارية وانتقاده اللاذع للتحكيم، قبل أن يغادر الندوة الصحفية غاضبًا دون الإدلاء بأي تصريحات تفصيلية. خزار، الذي بدا مستاءً من أداء الطاقم التحكيمي، ألقى باللوم على قرارات الحكم خلال المباراة، والتي وصفها بأنها “غير منصفة” وأسهمت في حرمان فريقه من العودة بنتيجة إيجابية. جاء ذلك بعد احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح اتحاد عنابة في الدقيقة 68، والتي نجح هشام مختار في ترجمتها إلى هدف المباراة الوحيد. وقال خزار في تصريح مقتضب قبل مغادرته:
“التحكيم زمان كان جميع الحكام يلبسون البذلة السوداء، وفي الوقت الحالي هناك من يلبس الأصفر و الوردي، والحديث قياس، لا يمكن أن نستمر في مواجهة مثل هذه المواقف التي تضر كرة القدم.” بعدها غادر خزار الملعب مباشرة بعد نهاية المباراة، رافضًا الحديث أكثر عن اللقاء أو تقييم أداء فريقه، مما يشير إلى حالة من الغضب والإحباط التي سيطرت عليه بسبب الخسارة وظروفها.
جدل التحكيم في القسم الثاني هواة مستمر
تصريح مدرب شبيبة جيجل أثار تساؤلات حول مستقبل الفريق وطريقة تعامل الإدارة مع الانتقادات الموجهة للتحكيم. و الحادثة ليست الأولى من نوعها في القسم الثاني هواة، حيث شهدت العديد من المباريات انتقادات مشابهة من المدربين والإداريين بسبب قرارات تحكيمية أثرت على النتائج. على غرار رئيس اتحاد عنابة قوادرية الذي حمل التحكيم مسؤولية الخسارة أمام الرويسات والتعادل امام الحراش، ويطالب بعض المسؤولين في الأندية بضرورة تحسين مستوى التحكيم وتوفير تقنيات أفضل لمراقبة المباريات. من المتوقع أن تثير تصريحات خزار جدلًا واسعًا في الأوساط الكروية، خصوصًا مع مطالبة الأندية بتحسين ظروف التحكيم لتجنب تكرار مثل هذه المواقف. كما قد تضطر لجنة التحكيم إلى مراجعة أداء الطاقم الذي أدار اللقاء لتقييم صحة القرارات المتخذة. و بين انتقاد التحكيم وتوتر الأجواء، يبقى الأهم أن تركز شبيبة جيجل على معالجة الأخطاء الفنية وتحسين أدائها في الجولات المقبلة لتفادي نزيف النقاط، بينما سيواصل اتحاد عنابة مسيرته بثقة بعد هذا الفوز المهم.
بودار: “الأهم هو النقاط الثلاث بعد مرحلة الفراغ التي مررنا بها”
بعد المباراة، عبّر مهدي بودار عن سعادته بهذا الفوز قائلاً: “هذا الانتصار يعكس مدى التزام اللاعبين وروحهم القتالية. كنا نعلم أهمية هذه المباراة، ونجحنا في استغلال الفرص لتحقيق هدفنا.”، وأضاف: “الأهم هو النقاط الثلاث، بعد فترة الفراغ التي مررنا بها، لكن تركيزنا على العامل النفسي بعد الهزيمة أمام باتنة في الجولة الماضية أتى بثماره وحققنا فوزا مستحقا أهديه للأنصار الذين لا طالما ساندونا و وقفوا بجانبنا في السراء والضراء”.
قوادرية: “لا نريد التسرع في اختيار المدرب الجديد لضمان القرار الصحيح”
أكد رئيس اتحاد عنابة، قوادرية، أن إدارة الفريق لن تتسرع في اختيار المدرب الجديد الذي سيقود الفريق خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن الهدف الأساسي هو اتخاذ قرار مدروس يتناسب مع متطلبات الفريق وأسلوب لعبه، لضمان تحقيق النتائج الإيجابية التي ينتظرها الأنصار. في تصريحاته الأخيرة، أشار قوادرية إلى أن اختيار المدرب الجديد يحتاج إلى دراسة دقيقة لجميع الخيارات المتاحة. وقال: “القرار ليس سهلًا، وعلينا أن نأخذ كل الوقت اللازم لضمان اختيار مدرب يتلائم مع طريقة لعب الفريق وطموحاته. لن نسمح بالتسرع الذي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة”، وأكد أن الإدارة تعمل على دراسة السير الذاتية للمدربين المرشحين، مع التركيز على الخبرة والكفاءة، بالإضافة إلى القدرة على التأقلم مع متطلبات البطولة ومع طبيعة لاعبي اتحاد عنابة.
” اسم المدرب الجديد قد يتأجل إلى ما بعد لقاء المقرن“
رغم أهمية حسم الملف سريعًا، أوضح قوادرية أن الإعلان عن اسم المدرب الجديد قد يتأجل إلى ما بعد لقاء الجولة القادمة ضد أولمبي المقرن. ويبدو أن الإدارة تسعى لإتمام هذا الملف بطريقة تضمن استمرارية الفريق دون أي اضطراب فني، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على المراكز المتقدمة في القسم الثاني هواة. وأضاف قائلاً: “لقاء أولمبي المقرن سيكون محطة مهمة، وبعده سنكون جاهزين للإعلان عن المدرب الجديد. المهم أن يكون القرار صائبًا ويصب في مصلحة الفريق على المدى الطويل”. في الجانب ذاته تعكس تصريحات قوادرية نهجًا استراتيجيًا يتجاوز التفكير الآني إلى بناء فريق متماسك وقوي قادر على المنافسة. ويأتي هذا التوجه في ظل تطلعات اتحاد عنابة إلى تحقيق الصعود واستعادة مكانته بين كبار الأندية الجزائرية.
صالح.ب