توفي الفنان القدير حمزة فيغولي، المعروف بـ”ماما مسعودة”، فجر أمس، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 86 سنة، حسب ما أفاد به التلفزيون العمومي.
وكان الفنان القدير حمزة فيغولي، نقل الإثنين الماضي، على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في زرع الأعضاء والأنسجة بمستشفى بالبليدة لتلقي العلاج، بعد تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة، ويعد ابن مدينة تيارت قامة من قامات الفن الجزائري، اشتهر في بداية مشواره في سبعينيات القرن الماضي، في العمل التلفزيوني المعروف بـ”الحديقة الساحرة” الموجّه للأطفال مع الفنان الفقيد محمد رؤوف إيقاش “حديدوان”، في دور “ماما مسعودة”، كما عرف بأدوار سينمائية في فيلم “الطاكسي المخفي”، و”ميدالية حسان” و”رحلة شويطر”، الذي صُوّر بقرية عين مصباح بالضاحية الجنوبية لمدينة تيارت، وأعمال أخرى قيّمة، وشيعت جنازة الفقيد، أمس بعد صلاة العصر بمقبرة طريق عين قاسمة بالضاحية الغربية لمدينة تيارت.
وعلى إثر رحيل الفنان، قدم وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، تعازيه لأسرة الفنان والأسرة الفنية، معتبرا أن الراحل “لم يكن مجرد فنان، بل روح فنية رسمت الضحكة ونقلت الحكايات ببراعة، إذ كان تأثيره يتجاوز الفن إلى التربية والوطنية، مما يجعله لا ينسى في سماء الفن الجزائري ويظل خالدا في قلوبنا”.
“ماما مسعودة”.. الفن الذي لم يمت بذاكرة الجزائريين رغم تقادم الزمن
تعتبر شخصية “ماما مسعودة”، التي يؤديها الفنان حمزة فغولي، واحدة من أبرز رموز الفنون الشعبية وأشهرها في الجزائر. قدمت هذه الشخصية للمشاهدين صورة حية عن الثقافة الجزائرية، متسلحة بروح الدعابة والفكاهة التي تجعل من العروض تجربة لا تنسى. حمزة فغولي، المعروف بلقب “ماما مسعودة”، بدأ مشواره الفني في المسرح حيث برع في تقديم أعمال تجمع بين التقاليد الجزائرية والموسيقى الشعبية. وقد حصل على العديد من الجوائز والتكريمات نظير مساهمته في هذا الفن، حيث يمثل الجيل الذي ساهم في إحياء الثقافة والتراث الوطني. وتميزت شخصية ماما مسعودة بتجسيد القيم الثقافية والاجتماعية للجزائريين، وسلطت الضوء على المواضيع الحياتية بأسلوب فكاهي، مما ساهم في إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الجماهير. عكست المسرحيات والأغاني التي تقدمها الشخصية الحياة اليومية والمشاكل التي يواجهها الناس، مما جعلها قريبة من قلوب الجمهور، وتعتبر ماما مسعودة أكثر من مجرد شخصية فنية، فهي رمز للتراث الثقافي التي جمعت الجزائريين حول مائدة واحدة من الضحك والمرح. يمثل أداؤها الفريد جسرا بين الأجيال، حيث يتم نقل القصص والتقاليد من جيل إلى آخر. إن تأثيرها في الثقافة الشعبية الجزائرية لا يقتصر على الفن فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس. وتظل ماما مسعودة شخصية محورية في المشهد الفني الجزائري، تجسد روح الأصالة والتراث الثقافي، وتؤكد على أهمية الفنون في توحيد المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية.
س.حطاب