فجعت، أول أمس، الساحة الفنية التونسية والعربية، برحيل مفاجئ للممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي فتحي الهداوي عن عمر ناهزت 63 سنة، وهو الذي قدم أدوار فنية رائعة رافقت أجيالا على المسرح والسينما والتلفزة، حيث كان آخر أعماله المسلسل الجزائري “الاختيار” في جزئه الأول. وبالحديث عن المسيرة الفنية المميزة لوحش السسنما العربية والتونسية، فقد وولد فتحي الهداوي يوم 9 ديسمبر 1961 بتونس، وهو من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي بتونس سنة 1986، تحصل على المرتبة الأولى في دفعته، حيث تحصل على جائزة رئيس الجمهورية آنذاك، وقد انطلق في التمثيل في مسرح المعهد الثانوي ابن شرف تحت إشراف أستاذه حمادي المزي. وقد تحصل على أول جائزة له كأفضل ممثل بالمهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 1978 وحاز على الجائزة ذاتها سنة 1980، فيما انضم بعد ذلك إلى مسرح الهواة والتحق سنة 1985 بمجموعة المسرح المثلث بتأطير من الاستاذ المسرحي الحبيب شبيل، ليكون لاحقا عنصرا من عناصر مجموعة المسرح الجديد مع الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري وجليلة بكار وغيرهم من القامات المسرحية التونسية. وكانت له أدوار رئيسية في عدة أعمال مسرحية من بينها “العوادة”، و”عرب”، التي تم اقتباسها فيما بعد في عمل سينمائي يحمل العنوان ذاته وشارك فيه الهداوي في دور البطولة سنة 1988. وانطلق منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في مسيرة سينمائية وتلفزية درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية. كما شارك في فيلم “حلفاوين”، لفريد بوغدير وفيلم “صفائح من ذهب”، للنوري بوزيد سنة 1986 ، إلى جانب آدائه لأدوار متنوعة في عدة أعمال سينمائية تونسية وعربية وأجنبية تعامل من خلالها مع مخرجين من فرنسا وإيطاليا مثل سارج موواتي من فرنسا، وفرانكو روسي من إيطاليا. أما حضوره في المشهد الدرامي التلفزي التونسي، فقد كان لافتا في المواسم الرمضانية منذ سنة 1991 مع مسلسل “ليام كيف الريح”، لصلاح الدين الصيد ثم مسلسل “غادة”، لمحمد حاج سليمان سنة 1992، و”العاصفة”، لعبد القادر الجربي سنة 1993، و”الحصاد” سنة 1994، وتواصلت إطلالاته في الأعمال الدرامية التونسية الشهيرة مثل “صيد الريم” سنة 2008، و”من أجل عيون كاترين” سنة 2011 و”ناعورة الهواء” خلال سنتي 2014-2015. وانفتح فتحي الهداوي على الدراما التلفزية العربية عبر مشاركات متنوعة في مسلسلات عربية تارخية شهيرة تم عرضها في عدد من الفضائيات العربية مثل “تاج من شوك”، لشوقي الماجري في 1997، و”هولاكو” لباسل الخطيب سنة 2002،و “الحجاج”، لمحمد عزيزية 2004، و”أبو زيد الهلالي” لباسل الخطيب سنة 2004، و”خالد ابن الوليد” لمحمد عزيزية سنة 2009، و”عمر”، لحاتم خليل سنة2011. وإلى جانب مسريته الفنية الحاملة لتجارب متنوعة، شغل فتحي الهداوي أيضا مناصب إدارية في القطاع الثقافي، حيث كان مديرا للمركز الثقافي الدولي بالحمامات بين سنوات2011-2014، ومديرا لمهرجان الحمامات الدولي في دورة 2012 ودورة 2013، وكان مسؤولا عن العلاقات العامة في أيام قرطاج السينمائية سنة 1995، ومديرا فنيا لأيام قرطاج المسرحية سنة 1993. وتحصل الهداوي على عدد من الجوائز في مهرجانات محلية ودولية، كانت آخرها جائزة أفضل ممثل في مهرجان وهران للفيلم العربي سنة 2013. كما انخرط في العمل الجمعياتي فهو عضو في جمعية “فرحات حشاد”، وجمعية” المدنية”، وجمعية “حنبعل”، وكانت له عدة مشاركات في الفعاليات الجمعياتية المتعلقة بالأطفال المرضى وذوي الإحتياجات الخاصة وكذلك في السجون والمستشفيات العمومية ودور المسنين. شخصيات فنية كثيرة قدمها الراحل في أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، من أشهرها رشيد، منصور، عفيف، رضا، صاعدة، الخليفة العباسي المستعصم، عبدالمطلب، محمود صابر، المهلب بن أبي صفرة، يوسف بن تاشقين، الزناتي خليفة، مالك بن عوف، سي رئيف، حسن منور، حرقوص بن زهير، الرايس نورالدين، سيدي علي، أبو سفيان، حسونة، وليف البرمقلي، أبو عبدالله الأرمني، الحاج بوبكر، رضا داندي، عباس، سي الشريف، إسماعيل الغول، وناس وغيرها من الأدوار التي بقت وستبقى خالدة في ذاكرة المشاهد التونسي والعربي. كما كان لفقيد الساحة الفنية التونسية والعربية حضور مشرف في مهرجان عنابة للفيلم التونسي. في طبعة 2024، كما يذكر أن عائلة فقيد الفن التونسي والعربي، المرحوم فتحي الهداوي الذي وافته المنية يوم الخميس، أكدت في بيان لها أنه ستقام صلاة الجنازة اليوم السبت، عقب صلاة العصر في الجامع الأحمدي بالمرسى، وسيُوارى جثمانه الثرى في مقبرة سيدي صالح بباردو.
أمير قورماط