أعلنت، مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، في إطار دورته الخامسة المرتقبة إقامتها بين 24 إلى 30 سبتمبر الجاري، عن إصدار كتاب جماعي بعنوان “Hamina the Majestic”، من إنجاز مشترك مع الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين FIPRESCI, تكريمًا لمسيرة المخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة، الذي صنع مجد السينما الجزائرية والعربية بنيله السعفة الذهبية عام 1975 عن فيلمه الخالد “وقائع سنين الجمر”، حيث قرر إجمالي 20 ناقدًا دوليًا من 17 دولة إلى تكريم محمد لخضر حمينة في كتاب جماعي يصدره مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. ويضمّ هذا العمل النّقديّ مساهمات عشرين ناقدا من سبعة عشر دولة، هم: من إسبانيا إيفا بيدرو وإدواردو غيّوت، من مصر زين العابدين خيري وأمنية عادل حسن، من السّعودية أحمد العليّاد، من كوبا إيريان بينيا بوبو وخوسيه رافاييل روخاس بيث، من مدغشقر آينا رندرياناطواندرو، من إيطاليا روبيرتو بالداساري، من النّيجر يوسف حلدو حَرونا، من إيران بيجان “حسن”، تهرانـي، من رومانيا دينو إيوان نيكولا، من البرتغال جواو أنتونس، من المملكة المتّحدة ستيفن ياتس، من البيرو صوفيا ألفاريز سالاس، من الكاميرون بيلاج نغونانا، من فلسطين سليم البيك، من لبنان محمد غندور، ومن جورجيا ألكسندر غابيليا. وفي هذا الإطار، أوضح محافظ مهرجان عنّابة للفيلم المتوسّطيّ والمشرف على الكتاب، محمّد علّال، أنّ هذا الكتاب شهادة وفاء لرجل جعل من السّينما الجزائريّة لغة عالميّة وصوتا إنسانيّا خالدا، وأنّه بهذا الإصدار، يُكرّس المسار الفنّيّ والإنسانيّ لمحمّد لخضر حمينة كأحد أبرز رموز السّينما العالميّة، ويؤكّد التزام المهرجان بالاحتفاء بالذّاكرة السّينمائيّة من خلال برنامج دورته الخامسة المرتقبة من 24 إلى 30 سبتمبر 2025 في مدينة عنّابة. هذا ويعتبر الممثل والمخرج والمنتج السينمائي المجاهد محمد لخضر حمينة، الذي وافته المنية ماي المنصرم، أحد الأسماء التي تركت بصمة بارزة في تاريخ السينما الجزائرية ورصيدا إبداعيا حافلا يعكس عظمة تاريخ الجزائر وثراء ثقافتها، حيث في سنة 1965, قام بإخراج أول فيلم طويل له بعنوان “ريح الأوراس”, بمشاركة الفنانة الكبيرة كلثوم “عائشة عجوري 1916-2010″، التي أدت ببراعة دور أم يائسة تجوب السجون ومعسكرات الاعتقال التابعة للجيش الاستعماري الفرنسي, بحثا عن ابنها الذي اختطفته الشرطة الاستعمارية. وفاز فيلم “ريح الأوراس” بالجائزة الأولى لأفضل عمل في مهرجان “كان” السينمائي سنة 1967, مسجلا بذلك حضور السينما الجزائرية على الساحة الدولية. وفي سنة 1968, أخرج فيلم “حسان طيرو” الذي قام بدور البطولة فيه الراحل “رويشد” أحمد عياد، وهو ثاني فيلم روائي طويل فتح له باب الشهرة في الجزائر, ليعود سنة 1972 بفيلم “ديسمبر” الذي ندد من خلاله بفظاعة وبشاعة التعذيب الذي اعتمده الجيش الاستعماري الفرنسي في الجزائر. وفي سنة 1974, أخرج محمد لخضر حمينة فيلم “وقائع سنين الجمر”, وهو لوحة تاريخية مقسمة إلى ستة مشاهد من حركات المقاومة الأولى إلى ثورة نوفمبر 1954 المجيدة. وفازت هذه الملحمة بالسعفة الذهبية في مهرجان “كان” سنة 1975. كما شغل الفقيد منصب مدير الديوان الوطني للسينما والصناعة السينماتوغرافية من سنة 1981 إلى 1984, وهي الفترة التي أخرج خلالها فيلمي “رياح رملية” و”الصور الأخيرة”، وفي 2014, أخرج الفقيد “غروب الظلال” وهو آخر أفلامه الروائية الطويلة. كما أنتج الراحل أيضا عدة أفلام ناجحة, من بينها الفيلم الشهير “زاد” سنة 1969 للمخرج كوستا غافراس، كما ظهر الفقيد في بعض أعماله السينمائية لا سيما “وقائع سنين الجمر” حيث جسد شخصية “ميلود”, الحكواتي الصادق والناطق بالحق, الذي يعاني من تجاهل الآخرين له بسبب إصابته بالجنون. وسخر محمد لخضر حمينة عدسته بإبداع لخدمة القضية الوطنية, حتى وهو لا يزال في طور التكوين, ثم لخدمة مجتمعه وتاريخ الجزائر المجيد وتعدديتها الثقافية. للإشارة، مفاجئة المهرجان لجمهوره هذه الدورة، هو ترأس ثلاثة متوجين بالأوسكار لجان التحكيم، لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة، لجنة تحكيم مسابقة عمار العسكري، لجنة تحكيم مسابقة الذكاء الاصطناعي.
أمير قورماط