الأربعاء 23 أكتوبر 2024
أخبار الشرق

معركة فلاوسن.. خلدها التاريخ ومجدها الشعب

تعد معركة فلاوسن إحدى المعارك الكبرى لحرب التحرير الوطني التي وقعت في عين فتاح دائرة فلاوسن بتلمسان، وحسب المعلومات التي أفضى بها المجاهدون بالمنطقة، فإن خسارة العدو في هذه المعركة تتراوح ما بين 700 قتيل و500 جريح، أما عدد الشهداء كان حوالي 106 وعدد الجرحى 60، غير أن الرائد مستغانمي أحمد أفاد في تصريح سابق للصحافة بأن الخسارة في صفوف المجاهدين حسب التقارير التي أرسلت للقيادة

آنذاك كانت على النحو التالي: استشهد في المعركة 24 مجاهدا و13 مواطنا مدنيا وإصابة 14 مجاهدا بجروح مختلفة وأسر 11 مجاهدا، أما خسائر العدو فيتفق الجميع على أنها كانت جسيمة كما تم ذكرها.

دامت معركة فلاوسن الكبرى يومين كاملين، حيث توقع مجاهدو المنطقة هجوم العدو عليهم بعد سلسلة المباغتات التي شنّوها ضد الجيش الفرنسي، وألحقت به خسائر هامة، فتجمّع 220 مجاهدا موزعين على ثلاث كتائب يقودها “وشن مولاي علي”، يساعده في قيادة الكتائب “تيطوان” و “وشن أحمد” و”محمد عبد الله”. تمركز المجاهدون بمنطقة “المنشار” لرصد تحركات الجيش الفرنسي عن كثب، هذا الأخير كان عازما على القضاء على الثوار بهذا الجبل.

هذا، ومكنت معرفة تضاريس المنطقة القيادة من استدراج العدو إلى منطقة عارية بعيدة عن الغابة، حيث تمركز جيش التحرير على شكل نصف حلقة دائرية، في حين واصل العدو زحفه داخل المنطقة العارية بفرقتين مقاتلتين معززتين بالدبابات والمدرعات و30 طائرة مقنبلة و12 مروحية. وانتظر الثوار توغل جيش الاحتلال داخل المنطقة، ثم أمطروه بوابل من الرصاص. حاول العدو مرارا اختراق الخط الدفاعي للمجاهدين، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. ووسط الذهول والفزع الذي أصابه جراء الخسائر التي لحقت به في الجولة الأولى من المواجهة استنجد بسلاحه الجوي لقصف المكان، تلته عملية إنزال جوي قصد محاصرة المجاهدين. وبدأت وتيرة القتال تتغير بمرور الوقت، ومع ذلك استمر القتال إلى غاية حلول الظلام. قررت قيادة جيش التحرير الانسحاب قبل طلوع النهار باتجاه “وادي السبع”، لكن سرعان ما اكتشفت القيادة أنها محاصَرة. وتجنبا للمخاطر انتشروا عبر أطراف الوادي، وانتظروا الوقت المناسب لتنفيذ خطة الانسحاب إلى قرية “لعربيا”، حيث استقروا لبعض الوقت لتقييم نتائج العملية والاستعداد للجولة المقبلة.

وحسب شهادة أحد المجاهدين “سي أحمد سحران”، فإن سبب اكتشاف العدو مواقعهم الخلفية وقصفها هو إخفاء الخنادق بأغصان لم ينتبه إليها أحد بعد أن تغير لونها، ورغم حجم المعركة وصعوبتها وعدد القوات المشاركة فيها 33 ألف عسكري ونوعية العتاد، إلا أن الخسائر التي مُني بها العدو كانت أكبر، وقُدرت بين 500 جريح و700 قتيل.

وفي اليوم التالي حضرت قوات العدو وحملت معها العديد من البغال، وبمساعدة سكان المداشر والقرى المجاورة نقلت موتاها من ميدان المعركة، وقد وصل إلى أسماع المجاهدين يومها من قبل هؤلاء المدنيين الذين ساعدوا قوات المحتل في نقل موتاهم وحسب ما شاهدوه أن عدد الموتى من جنود العدو كان كبيرا جدا، كما أخبروهم أن الجيش الفرنسي حمل الجنود

القتلى الذين هم من أصل فرنسي وتركوا الجنود السينغاليين العاملين ضمن القوات الفرنسية.

مواضيع ذات صلة

وزارة الثقافة والفنون: ” الإعلان عن استقبال مشاريع سينمائية في إطار الدعم العمومي للسينما لسنة 2025″

akhbarachark

أوعية عقارية جديدة للاستثمار في الصناعة السينماتوغرافية

akhbarachark

دار الثقافة محمد بوضياف تحتضن الجلسة الأدبية لمناقشة رواية “الشوك والقرنفل” للشهيد يحي السنوار

akhbarachark