نظمت، مؤخرا، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية قسنطينة مصطفى نطور بالتنسيق مع مديرية المجاهدين جلسة تاريخية تزامنا مع الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد 18 فيفري، قدمها البروفيسور “محمد الصالح بوالحليب” أستاذ بجامعة الإخوة منتوري بعنوان “مزرعة أمزيان للتعذيب “.
الجلسة عرفت حضور ممثلين عن مديرية المجاهدين وجمعية المحكوم عليهم بالإعدام، أدباء ومثقفي المدينة، أين قدم البروفيسور “بوالحليب” عرض كرونولوجي لتاريخ وجود مزرعة “أمزيان” والتي تعود إلى سنوات الباشاغا، تمتلكها عائلة جزائرية كبيرة تنحدر من بلاد القبائل، تدعى “بن حمادي” يقال إنهم أحفاد من الشيخ المقراني، وقد منحت كنية “أمزيان” لأحد أجداد العائلة وهو مولود، حيث يقصد به الحسن حملت المزرعة اسمه. والد مولود “أمزيان” كان رجل ثقة لدى السلطات الفرنسية بقسنطينة، حيث منحه “فرانسوا ميتران”، حين كان وزيرا للداخلية الفرنسية وساما خلال زيارته لقسنطينة، وتزوج بعدها من امرأة ثانية من أصول يهودية أنجب منها طفلين، وهما جاك ومونيك. كانت مزرعته تمارس فيها الفلاحة وتربية مختلف أنواع الماشية، وعندما اندلعت الثورة هجر والد مولود المزرعة خوفا من استهدافه، وبقي فيها مولود الذي قدّم المساعدات المالية لجبهة التحرير الوطني قبل أن ينتقل للعيش في المدينة وترك حارسا لها، إلا أن المكان احتل من قِبل القبعات الحمر ونهبوا كل ما وجدوا فيه ثم قبضوا على مولود، وكان من أوائل المعذَّبين في المزرعة التي حوّلت إلى مركز للتعذيب، وحُوِلتْ الإسطبلات إلى سجون، والبيوت إلى غرف للتحقيق والتنكيل بالأسرى. وقد تطرقت الجلسة وبالنقاش إلى الأساليب التي استعملت خلال التعذيب ضد كل من يقع ضحية الجنود الفرنسيين من مجاهدين ومتعاطفين، حيث كانت وسيلة للانتقام أو الاستنطاق وتهدف للوصول إلى معلومات تمكن فرنسا من إخماد نار الثورة التحريرية المجيدة. هذا وأكد البروفيسور “بوالحليب” من أن البحوث التاريخية تشير أن المركز سجل دخول حوالي 100 ألف جزائري مسجون، هذا الأخير الذي لا تزال جدرانه تحتفظ وإلى غاية اليوم بصور وحشية المستعمر الفرنسي في تعذيبه للجزائريين الذين جعلوا من أجسادهم رمزا للتحدي وجسرا للعبور إلى الحرية والاستقلال. بالإضافة إلى معرض الكتاب ببهو المكتبة الخاص بيوم الشهيد 18 فيفري من رصيد المكتبة، ومعرض للمجوعة من صور الشهداء، وأعمال الأطفال المنجزة سابقا بخصوص المناسبة. وفي الأخير تم تكريم البروفيسور “بوالحليب محمد الصالح”، والمجاهدة “ليلى بلكحل لعروسي”. والمجاهد عبد الوهاب بن يمينة.
س.حطاب