احتضنت، مؤخرا، قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري، وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية، فعاليات واحدة من أبرز التظاهرات المتخصصة في عالم الأعراس، وهي الطبعة الجديدة من صالون “Le Prestige du Mariage”، الذي انطلقت فعالياته يوم الثامن ماي الجاري بفندق الماريوت الفخم، بمشاركة قياسية فاقت 80 عارضا قدموا من مختلف ولايات الوطن، وبتنظيم محترف حرص على تقديم كل ما تحتاجه العروس الجزائرية المقبلة على الزواج من خدمات ومنتجات، في فضاء واحد أنيق ومتكامل.
تجهيزات فخمة وأجنحة راقية تستقطب المقبلين على الزواج
منذ لحظة دخولك إلى بهو المعرض، تشعر بأنك بصدد دخول عالم ساحر، حيث تتوزع الأجنحة بعناية فائقة، وتنبعث من كل ركن تفاصيل تُظهر الجهد المبذول من قبل العارضين والمنظمين لتقديم تجربة متميزة للزوار.
تنوع المعروضات، تناغم الألوان، وجودة الخدمات، جعلت من هذا الموعد قبلة لكل من يحلم بزفاف مثالي، لا سيما بالنسبة للفتيات اللواتي كنّ الأكثر حضورًا في أروقة المعرض، سواء بمفردهن أو برفقة أمهاتهن وصديقاتهن.
بين أجنحة العطور، فساتين الزفاف، المجوهرات، الحلويات التقليدية والعصرية، التجميل، الديكور، تأثيث البيوت، البنوك، وكالات السفر، وغيرها ، بدا المعرض أشبه برحلة منظمة في عالم متكامل يُبنى خصيصًا لليلة العمر.
معظم العارضين ركّزوا على الجودة والابتكار، كما سجلنا حضورًا قويًا لعلامات تجارية وطنية صاعدة، لم تكتفِ بعرض منتجاتها، بل قدّمت عروضًا حصرية ومغريات استثنائية لفائدة الزوار.
عارضون من مختلف الولايات.. وحضور نوعي لعالم الموضة التقليدية
من بين الأجنحة التي استوقفتنا جناح المصممة “ابتسام ف.” القادمة من ولاية بجاية، والتي عرضت تشكيلة من القفاطين الفاخرة واللباس القبائلي المطرّز يدويًا بخيوط الذهب، حيث كشفت أنّها تشارك لأول مرة في تظاهرة من هذا الحجم، وأنها تفاجأت بحجم الإقبال من الزوار، خاصة من العرائس الباحثات عن الجمع بين الأصالة والحداثة في إطلالتهن.
وفي الجناح المقابل، عرضت المصممة “ع. فتيحة” القادمة من وهران فساتين زفاف مستوردة، مع لمسة محلية أضفت عليها سحرًا خاصًا، وقد رافقتها خبيرات في التجميل قدّمن عروضا مباشرة أمام الجمهور، وشرحن أحدث صيحات المكياج وتسريحات الشعر، التي ستكون موضة صيف 2025.
حلويات راقية بنكهات عصرية.. وأجنحة تشد الأنظار
الحلويات، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الأعراس الجزائرية، كانت حاضرة بقوة، حيث خصّصت لها مساحات معتبرة، وتنافس العارضون في تقديم تشكيلة واسعة من المخبوزات والحلويات التقليدية على غرار البقلاوة، المقرود، طحينة اللوز وكذلك الحلويات العصرية والمعاصرة، إلى جانب المحلبي، وماء الورد والزهر المقطر.
كعكة الزفاف حسب الطلب… تصاميم مبتكرة ونكهات تليق بيوم العمر
شاركت عارضة متخصصة في الحلويات بتشكيلة راقية من كعكات الزفاف والخطوبة، مستعرضة نماذج مختلفة تتنوع بين الكلاسيكي والعصري. وأكدت في حديثها: “نحن نعمل حسب الطلب، ونمنح العرسان حرية اختيار الشكل والنكهة وحتى الألوان، مع الحرص على استخدام مكونات عالية الجودة وتقديم تصاميم استثنائية تليق بيوم العمر وتُصنع بذوق وابتكار يعكسان شخصية العروسين.” وفي تصريح لبن حمادي رضا، صاحب محل معروف بقسنطينة، أكد أن المعرض مثّل فرصة استثنائية لتعريف الزوار بمنتجاته، خاصة الحلويات المُعدّة خصيصًا لحفلات الزفاف، والتي تتميز بشكلها الفاخر ونكهاتها المبتكرة، مشيرًا إلى أنّ الزبائن يبحثون اليوم عن الذوق الرفيع والجودة، حتى لو كانت الكلفة أعلى.
الطب والتجميل في خدمة العروس
من بين المفاجآت التي شهدها المعرض، مشاركة عيادة “HSA” التي قدّمت باقة من الخدمات الطبية والجمالية الموجهة للعروس، منها جلسات تقشير طبي للبشرة، علاج التصبغات، تحسين إشراقة الوجه، ونصائح غذائية لما قبل الزواج، وهو ما لاقى إعجاب الكثير من الفتيات اللاتي عبّرن عن اهتمامهن بالعناية بالصحة والجمال بطرق علمية وتحت إشراف مختصين.
منزل الأحلام يبدأ من الماريوت.. أثاث وديكور حسب الطلب
ولأن تجهيز البيت الجديد لا يقل أهمية عن حفلة الزفاف، فقد خصص المعرض جناحًا واسعًا لمحلات الأثاث والمفروشات، على غرار “Home Luxe” التي عرضت تصاميم عصرية لصالونات وغرف النوم والطعام، بأسعار مغرية جدًا تراعي القدرة الشرائية للأزواج الجدد. وأكد لنا محمد، صاحب المحل، أن المعرض شكل مناسبة ذهبية لعرض أحدث صيحات التصميم الداخلي، وأشار إلى أن العديد من الزوار أبرموا صفقات فعلية خلال المعرض.
ديكورات الأعراس من البداية للنهاية.. جناح “إيلا إيفنتس” يبتكر لحظات لا تُنسى
في جناح “إيلا إيفنتس”، تم تقديم حلول مبتكرة وشاملة لتصميم ديكور الأعراس، حيث أكد الفريق المتخصص: “نحن نقدم تجربة كاملة تبدأ من لحظة الخطبة، مرورًا بحفل الحنة، وصولًا إلى ليلة الزفاف..نقدم خدمات مخصصة حسب رغبة العروسين، مع تصاميم فاخرة تشمل الطاولات والكراسي والأواني، بالإضافة إلى التفاصيل الدقيقة التي تضفي لمسة من الفخامة والتميز على كل لحظة من هذه المناسبة الخاصة.”
خدمات مالية وعروض لرحلات شهر العسل
في زاوية أخرى، كانت البنوك وشركات التمويل حاضرة بعروض تمويلية موجهة خصيصًا للمقبلين على الزواج، منها قروض دون فوائد لشراء الأثاث، أو تمويل حفلات الزفاف.. كما خصصت وكالات السفر فضاءً مميزًا لعرض باقات شهر العسل، منها رحلات إلى تونس، تركيا، جزر المالديف، وإندونيسيا، بأسعار ترويجية تصل فيها التخفيضات إلى 25%.، وقد عبّر العديد من الأزواج عن إعجابهم بهذه المبادرات التي تساعدهم على تخطيط بداية جديدة في ظروف مريحة ومهنية، دون الحاجة إلى التنقل من محل لآخر أو التعامل مع عدة أطراف. وقد شهد الصالون إقبالًا واسعًا منذ يومه الأول، مع تنظيم محكم وتنسيق دقيق بين مختلف الأجنحة، ما سهل على الزوار التنقل والتعرف على العروض المختلفة. وشكلت الفعالية التي استمرا لعدة أيام، فرصة ذهبية لكل من يخطط لتنظيم حفل زفاف أنيق ومميز دون عناء البحث في أماكن متفرقة. وقد شكّل الصالون فرصة ذهبية لكل من يبحث عن الجمال، الأناقة، والخدمة المتكاملة، في جو من الرقي والاحترافية. وإذا كانت العروس هي نجمة هذه الأيام، فإن صالون الماريوت كان المنصة التي توهّجت فيها أحلام الكثيرين.
منظم الصالون: “هدفنا هو خلق فضاء شامل ومتكامل”
وفي تصريح خاص أوضح لقمان تقي الدين، منظم صالون “Le Prestige du Mariage”، أن الهدف الأساسي من التظاهرة هو خلق فضاء متكامل يجمع كل المتدخلين في عالم الأعراس تحت سقف واحد، لتوفير تجربة مريحة ومباشرة للمقبلين على الزواج. وأضاف أن الصالون يشكل اليوم مرجعًا سنويًا للعديد من الحرفيين والمؤسسات، وقد أصبح يحظى بثقة الجمهور، والدليل على ذلك هو الإقبال الكبير على هذه الطبعة، التي شهدت توافدًا من ولايات مجاورة مثل عنابة، باتنة، بجاية، سكيكدة، أم البواقي، وحتى من العاصمة.
العروس التقليدية تخطف الأنظار داخل أجنحة الصالون وتحوّله إلى عرس جزائري حقيقي
ما لفت انتباه الزوار وأضفى لمسة خاصة على أجواء الصالون، هو ظهور عروس جسدت مشهدًا حيًا للفرح الجزائري، حيث ارتدت باقة من الأزياء التقليدية لمختلف ولايات الوطن، متنقلة بين أجنحة المعرض كأنها تنتقل بين مراحل عرس حقيقي.
بدأت بلباس القبائل المطرز والمزين بالحلي الفضية، ثم أطلت في الكاراكو العاصمي الفاخر، والجبة القسنطينية المزينة بخيوط الفتلة، وصولًا إلى الملحفة الوهرانية والبلوزة العنابية، قبل أن تختم مرورها بثوب الزفاف الأبيض وسط تصفيق الزوار وعدسات هواتفهم التي لم تتوقف عن التوثيق..وقد شعر الحاضرون أنهم يعيشون لحظة من لحظات الأعراس الجزائرية الأصيلة، اختزلتها العروس في عرض متقن جمع بين الرمزية والجمال.
رانيا.س