تواصلت “أخبار الشرق” مع عمار قواسمية أُستاذ اللُّغَة الإنكليزية ومترجم ومدقق لغوي، صانع محتوى تعليمي وتثقيفي، كاتب نصوص مسرحية، تُرجُمان العَرَب 2022 في مِحوَر: التَّرجَمَة إلى الإنكليزية، متحصل على جَائِزَة رَئيس الجمهورية للمبدِعِين الشباب 2023، تُرجُمان العَرَب 2023 في مِحوَر: المَقال البَحثي والمُدِير العَامّ لِمَركَز التَّدريب عَن بُعد في المَدرَسَة العَرَبِيَّة لِلتَّرجَمَة وَمُؤَسَّسَة بَيت الحِكمَة بمصر تحدثنا معه حول العديد من المواضيع وتجاربه الناجحة والمتميزة وكان لنا معه هذا الحوار :
عرفنا أكثر بالمترجم والمؤلف عمار قواسمية؟
في خَير ما قَل وَدَل: أنا طُوَيلِبُ عِلم، أسعَى لتطوير نفسي وتحقيق طموحاتي. وُلِدتُ في مدينة الشريعة ولاية تبسة، بتاريخ 29 فيفري 1992. وهو اليَوم الذي يأتي مَرَّةً كل أربع سنوات. يوافق العام القادم 2024 بحول الله، ووافق آخِر مَرَّة عام 2020. تَكويني وَشَهادَتي الجامعية يَسمحان لي بتدريس اللغة الإنكليزية. وهذا ما أفعله بتقديم دورات تدريبية موجهة للمستويات الدراسية في مختلف الأطوار: المتوسط والثانوي والجامعي، وحديثًا الابتدائي بعد استحداث تدريس اللغة الإنكليزية في هذا الطور. كما أقدم دورات تدريبية خارج المستويات الدراسية للذين يَرغَبون في تحسين مستواهم في اللغة الإنكليزية تَحَدُّثًا وَكتابةً، خاصة للأفراد والمؤسسات الناشطة في القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية. لا تقتصر هذه الدورات التدريبية على تعليم اللغة الإنكليزية، بَل نقَدم أيضا دورات تدريبية في قواعد اللغة العربية والترجمة. لا بُدَّ أن اسمَ “عَمَّار قواسمية” ارتبطَ أكثَر بالترجمة، لذلك فنشاطِي فيها أكبَر وأبرَز، حيث أنني أعملُ بصفة مترجِم حُر: أترجِم الكتب وَالمقالات للأفراد، كما تتواصل معي هيئات ومؤسسات وَدُور نَشر لترجمة أعمال أدبية أو عِلمية ترشحها لجان القراءة لديها. أنشط أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي –خاصة فيسبوك ويوتيوب– حيث أقدم فيها محتوًى تعليميا وتثقيفيا بشأن الترجمة واللغات، في شكل منشورات مكتوبة أو مرئيات (فيديوهات) مُبَسَّطَة. عِلاوَةً عن التدريس والتدريب والترجمة، فأنا أؤلِّفُ كُتُبًا في تَخَصُّصِي سَتَرَى النورَ قريبًا بِحَول اللَّٰه، عَلَى أمَل أن يَكونَ عِلمًا نافعًا يَبَقَى أثَرهُ بَعدَ أن ينقطع عَمَلِي من هذه الدُّنيا.
ماذا تختار أن نلقبك المترجم أو المؤلف؟
تَخَصُّصِي الدقيق هو الترجمة. فأختار طبعًا صفة “المترجِم” أو “الترجمان”، وفي هذا الصَّدَد كَتَبَ صَديقي الشاعر فريد مرازقة الجزائري: قُمْ وَترجمْ يا غارقًا في المَعانِي لكَ فخرٌ سُمِّيتَ بِـ (الـتُّـرجُـمَانِ) أنتَ نُـورٌ! مَـنْ قَـد يُـنِـيـرُ دُرُوبًا غَـيْـر مَنْ يبنِي أَطـرُقًـا بـلِـسَـانِ؟ أما صفة “المؤلف” أو “الكاتب” فأنا أقول بشأنها: أنا أكتُب وأؤلِّف، لكنني لستُ كاتبًا ولا مؤلِّفًا. ومَرَدُّ اختياري هذا أنَّ الجملة الفعلية في اللغة العربية تدلُّ على التغير، أمَّا الاسمية فتَدلُّ على الثبات، وبِحكم أنني لست مواظِبًا على الكتابة والتأليف فأنا أكتب فقط، ولستُ كاتبًا. أما في التَّرجَمَة، فأنا مُتَرجِم؛ لأنني مُداوِمٌ عَلَيها، كما أنها تخصصي.
حدثنا عن مؤلفاتك السابقة ؟
“التَّرجَمَاء”، “نُصوص مُسافِرَة”، “تحت مجهر المترجِم”، “هوامش مترجِم”، «رباعيات المترجِم»، «قَالُوا عَن التَّرجَمَة..»، «سُونِيتَات شكسبير: تَرجَمَة أُحادِيَّة اللُّغَة وَتَرجَمَة ثُنائِيَّة اللُّغَة» وَغَيرُها مَشاريعٌ أعمَلُ على إنهائها تدقيقًا وتحقيقًا لِتَخرجَ في أبهَى حُلَّة. في التَّرجَمَة، تَرجَمتُ كِتاب Dialogue Heroes إلى العَرَبِيَّة بِطَلَب من مَركَز كايسيد العالَمي للحوار بَين الأديان، وَتَرجَمتُ إلى العَرَبِيَّة الديوان الشِّعري Soul’s Ecstasy لِلأستاذة “نجاة بالطيب”، كَمَا تَرجَمتُ كِتاب “وَهران المَقام: دَليلُ ذاكرة الأمجاد” إلى الإنكليزية لِصالِح ألعاب البَحر الأبيض المتوسط السابقة التي استضافتها الجزائر واحتضنتها الباهية وهران. هذا إضافة إلى مئات المقالات وملخصات الأبحاث والقصص القَصيرَة أعملُ الآن علَى تَرجَمَة أعمال أُلِّفَت عن الجزائر باللغة الإنكليزية، ونقلِها إلى العَرَبِيَّة؛ إثراءً لِمَكتَبَتِنا الوطنية وحفاظًا على موروثنا الثقافي والترويج له
هل يوجد إصدار جديد سيصدر مستقبلا ؟
نَعَم، مؤلَّفات كثيرة أعتَزِمُ إصدارها مستقبلًا بِحَولِ اللَّٰه، سواءٌ تأليفًا أو ترجمةً. وكلها تَصُبُّ في مَشروعي الثقافي: خِدمَة لُغَتِنا العتيدة وَإثراء مَكتَبَتنا العَرَبِيَّة عُمومًا والوطنية خصوصًا.
كيف كانت البداية مع صناعة المحتوى التعليمي والثتقيفي؟
وماذا عن تجربتك في كتابة النصوص المسرحية؟ حدثنا عن تتويجك بتُرجُمان العَرَب 2022 في مِحوَر: التَّرجَمَة إلى الإنجليزية و تُرجُمان العَرَب 2023 مِحوَر: المَقال البَحثي؟ ..وجَائِزَة رَئيس الجمهورية للمبدِعِين الشباب 2023؟ وتشغل أيسا المُدِير العَامّ لِمَركَز التَّدريب عَن بُعد في المَدرَسَة العَرَبِيَّة لِلتَّرجَمَة وَمُؤَسَّسَة بَيت الحِكمَة في مِصر ؟ تحصل على تفاعل كبير في الفايسبوك ووسائط التواصل الاجتماعي هل ترغب في استغلال هذا الجانب أكثر لمواصلة نشر المحتوى الإيجابي؟ يقال “كل ترجمة خائنة” إلى أي مدى تحرص على أن لا تكون ترجمتك غير خائنة؟ من هم الأساتذة الذين لن تنسى فضلهم وتستحضر أسمائهم الآن؟
كيف كانت البداية مع صناعة المحتوى التعليمي والتثقيفي؟
البدايات دائما مُحرِجَة وَمُضنِيَة! أذكُر أنني ترددتُ كثيرًا قبل خَوضِ غِمارِ هذا العالَم البديع. فَمِن جِهَة، شُكوكِي بشأن استعدادي للنَّشر وتقديم المعارف والمعلومات، ومن جهة أخرَى تَخَوُّفي من النقد والانتقاد، والهجوم التهجم.ثُمَّ قررتُ أن أجَرِّب. وما إن فعلتُ حتى تَلَقَّيتُ قَبولًا وترحيبا وَتَشجيعا؛ مِمَّا عَزَّزَ ثقتي بنَفسي ودفعني للمواصلة.فانتقلتُ من مجرد منشورات مكتوبة إلى تَصميم مَرئيات (فيديوهات) أشرح فيها معلومات لغوية، وأبسط فيها دروس الترجمة للمنابعين والمهتمين.اليَوم، لديَّ متابعون كُثُر في فيسبوك، ومشتركون يزيد عددهم في قناتي على يوتيوب.وهذا يجعلني أحسن جودة المحتوى الذي أقدمه؛ من أجل صناعة المعرفة ومشاركتها مع المهتمين والمتعلمين.
وماذا عن تجربتك في كتابة النصوص المسرحية؟
المسرح أبو الفنون. وكتابته من أروع التجارب التي قَد يَخوضها كاتب حقيقي. وبالنسبة لي، أذكر أنني كَتَبتُ أوَّلَ نَص –وأتحفظ هنا على مُصطلَح “نَص”– عندما كان سِنِّي 12، أذكر في السنة السادسة من التعليم الأساسي. وقَد كان عُنوان المسرحية “أبي أُمي”، مِن ثلاثة مَشاهد فقط؛ بِحكم ذخيرتي اللغوية المحدودة آنذاك. والعنوان مُكَوَّن من مُبتدَأ “أبـي” وخَبَر “أُمِّـي” من الأميَّة أي الجَهل، وليس كما قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة أن العنوان يجمع الوالِدَين “الأب” و “الأم”، وكان موضوع المسرحية إثبات أن المدرسة الحقيقية هي الحياة؛ فأبي الذي لم تسمح له الظروف بأن يُكمِلَ دراسَته هو ذاتهُ الأب الذي كان يَجد حلولا لمشاكلنا، ويسعى إلى أن نتغلب عليها ونتجاوزها –نحن الذين نزعم أننا تعلمنا ونِلنا كل الشهادات العلمية الممكنة–، وقد نالت المسرحية استحسان المعلِّمين آنذاك، لكنها لم تتجسد؛ بحكم الظروف والوقت المُتاح.مُحاوَلتي الثانية كانت في الطور المتوسط. كان عُنوان المسرحية “إعدامُ صَدام حُسين”، حَيث كتبتُها في مجموعة من المشاهد المتدرجة في الأحداث حسب المعلومات التي كانت تعرضها القنوات الإخبارية آنذاك. قدمت هذه المسرحية لأستاذة مادة اللغة العربية؛ لأنها طلبت منا إنجاز مسرحية لمشروع الفصل الثاني. أعجبتها المسرحية كثيرًا، وطافت بها على المتوسطة جميعا تعرضها على الزملاء من باب تحفيزهم والمفاخرة بتلميذها.ثم فكرت في هذه المسرحية “مَوتُ المُتَرجِم” قبل جائحة كورونا، أذكُر أنني بدأت في تحريرها في 2018. كتبتُ بَعض مشاهِدِها، ثم توقفتُ، فبقيَت حبيسة الحاسوب إلى أن قررت المشاركة في هذه الطبعة من جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب”علي معاشي”. فاستخرجت المخطوط مرة أخرى، وبدأت أولا بتصحيح الجزء الأول وتنقيحه ومراجعته، ثم رتبت أفكاري الجديدة التي أردت إدراجها، وكذا شَرَعتُ في تطوير الشخصيات، وإضافة أخرى، وتغيير أسمائها لتتماشي مع مَضمون المَشاهد، فأعطيتها أبعادًا تلخص مغامراتها خلال كل أطوار الصراع.
حدثنا عن تتويجك بتُرجُمان العَرَب 2022 في مِحوَر “التَّرجَمَة من العَرَبِيَّة إلى الإنكليزية” ؟
مسابقة “تُرجُمان العَرَب” تنظمها المدرسة العربية للترجمة في جمهورية مِصر، كل سنة، منذ سنة 2014. يتسابق المشاركون في ترجمة ستة أنواع من النصوص من اللغة العربية إلى لغات تخصصهم. في 2022 كان عدد المتسابقين 614 من 31 دولة، فاز بينهم 40 متسابقًا، افتككتُ بَينهم المركز الأول بفضل الله ورحمته.
ماذا عن تتويجك بِتُرجُمان العَرَب 2023 مِحوَر “المَقال البَحثي”؟
شاركتُ هذه السنة أيضا في المسابقة، لَكِن في مِحوَر “المَقال”. وكانت نسخة هذه السنة خاصَّةً بِعَميدِ المُتَرجِمِين “الأستاذ الدكتور محمد عناني”، الذي فارَقَنا في جانفي الماضي، عن عُمرٍ يُناهز الـ84. فأرادت المدرسة العربية للترجمة تَكريمَه، أوَّلًا من خلال “مِنحة” مَجانية غَير مَسبُوقة دامت لأربع أشهر قدم فيها دكاترة وأساتذة أجلاء خبراتهم ومعارفهم للمتعلمين والمتدربين في كل أنحاء العالَم العربي. وثانيًا بهذه النسخة من المسابقة التي حَمَلَت اسمَهُ.كان مِحوَر المقال بشأن مناقشة أحد أعمال الأستاذ الدكتور عناني، وعرضه بصورة مفصلة ودقيقة وأكاديمية، لا يَقل عن 1000 كلمة ولا يزيد عن 2000.كان مقالي بِعنوان «تَفَرُّدُ أُسلُوبِ الأُستاذِ عِنانِي في إنتاج المُكافِئات وَنَقلِ المَعانِي: مُناقَشَةُ مُختاراتٍ مِن تَرجَمَتِهِ إلى الإنكليزية لِلكِتاب “القُرآن: مُحاوَلَةٌ لِفَهمٍ عَصرِيّ” لِلمُؤَلِّف مصطفى محمود».
ماذا عَن جَائِزَة رَئيس الجمهورية للمبدِعِين الشباب 2023؟
شاركتُ في هذه الدَّورَة في فئة النَّص المَسرَحِي المَكتوب.عُنوان نَصِّي “مَوتُ المُتَرجِم”، وهو العُنوان المُستَوحَى مِن نظرية “مَوت المؤلِّف” التي تُحرر النص من مؤلِّفِه وتطرحه أمام تأويلات القارئ. فانطَلَقتُ مِن فِكرة فلسفية ثم بَسَّطتها؛ على سبيل تقريبها للقارئ العادي بأسلوب سهل وماتع في آن.هذا النص تعليمي تثقيفي بالدرجة الأولى، مما يجعل الفئة المستهدفة له مُتخصصة لا عامة. وأقصد بالتخصص هنا الحد المعرفي الأدنى بقضايا الأدب العربي وفنونه. وأهدفُ مِن خلال كتابة هذا النص إلى نقل العلوم والمعارف والتعريف بها في قالَب مسرحي مُبَسَّط يُتيحُ المعلومة أمام الجميع دون استثناء. فُزتُ بِالمركز الثالث، والحمد لله كثيرا. وهذا الفَوز دفعَني إلى المُواصلَة في كتابة النَّص المَسرَحِي، ولدَيَّ نَصٌّ جَديد بِعنوان «مَدينَةُ التَّرجَمَة» أنهَيتهُ مُؤَخَّرًا علَى أمَل نَشرِه، ورُبَّمَا تَجسيدِه.
تشغل حاليا منصب المُدِير العَامّ لِمَركَز التَّدريب عَن بُعد في المَدرَسَة العَرَبِيَّة لِلتَّرجَمَة وَمُؤَسَّسَة بَيت الحِكمَة في مِصر. حدثنا أكثر عن مهامك الجديدة؟
نَعَم، تَقَلَّدتُ هذا المنصب الجَديد بَعدَ تواصُل المَدرَسَة العَرَبِيَّة لِلتَّرجَمَة مَعي، وَالاتفاق علَى بنُود العَقد بَينَنا. وَبِمُوجَب هذا العَقد فَأنا المَسؤول عن الدورات التدريبية التي تُبَرمِجُها المَدرَسَة وَمُؤَسَّسَة بَيت الحِكمَة، في كُل مجالات التدريب والتدريس، خاصَّةً التَّرجَمَة وَاللُّغَات. أنا مَسؤولٌ أيضًا عَن الجانب التَّسويقي لكُل نشاطات المَدرَسَة، وإضفاء هوية بَصَرِيَّة تُرَوِّج لِإنتاجنا وَتَجذب المتعاملين وَالمتعلمين والعملاء. نَعتَزِم –بِحَولِ اللَّٰه– إطلاق مُبادَرَات جَديدَة وَغَير مَسبُوقَة، كَمَا نُثَمِّنُ التعاونات والاتفاقيات مع المؤسسات والهيئات ذات الصِّلَة.
تحصل على تفاعل كبير في فيسبوك ووسائط التواصل الاجتماعي. هل ترغب في استغلال هذا الجانب أكثر لمواصلة نشر المحتوى الإيجابي؟
بِالطَّبع؛ فهذا رأس مال فكري يَنبَغي الاستثمار فيه والاستفادة منه. إن زكاة العِلم نَشرهُ، وأنا لا أدخر جُهدًا في نشر معارفي ومشاركة خبراتي؛ لتحقيق منفعة تكون شَفيعًا لي أمام الخالق يَوم لا يَنفَعنس مالٌ ولا بَنون. هذا دأبي وأدبي مُذ خُضتُ غِمارَ هذا العالَم. من هذا المنبر أدعو كل المخلصين وأصحاب المحتوى الهادف إلى مضافرة الجهود من أجل أن نُوجِدَ الجودة وندرَأ الرداءَة. كما أدعو الهيئات والجهات التي بمقدورها الدعم والمساندة إلى تبني مشاريعنا وإمدادنا بالإمكانات التي من شأنها أن تحسن مردودنا وترفع جودته وتحفزنا على المُضِيِّ قُدُمًا نَحوَ أهدافٍ سامية تَخدمُ البِلاد والعباد.
يقال “كل ترجمة خائنة”.. إلى أي مدى تحرص على أن لا تكون ترجمتك خائنة؟
لا أحب هذا الزَّعم ولا أحبذه. والبديل الأدَق له هو ما تفضل به “لورانس فينوتي” في أحد كتبه القيمة قائلا: «مكافئ متغير غير نهائي للنص الأصل»، وهذا توصيف رائع يرفع الخيانة عن الترجمة والمترجمِين، ويؤكد حقيقة ضياع جزء من الأصل أثناء نقله. وأنا أقول: تَكونُ التَّرجَمَةُ مُوَفَّقَةً وَدَقيقَةً وَأَمينَةً إن نَقَلَت الجَوهَر (المَعنَى) وَحَافَظَت عَلَى المَظهَر (الشَّكل). ومن التَزَم بتحقيق هذه المعادلة الصعبة لا بُدَّ واقع في ضياع أحد طرفيها: المعنى أو الشكل، ولَو كان هذا الضياعُ طَفيفًا. وإنِّي أحاولُ جَهدي أثناء التَّرجَمَة أن أكونَ وَفيًّا للشكل وفائي للمضمون. فإن تَعَذَّر هذا رَجَّحتُ كَفَّةَ المَضمون.
من هم الأساتذة الذين لن تنسى فضلهم وتستحضر أسماءَهم الآن؟
كثيرٌ هم الأساتذة الذين كان لهُم عَظيمُ الأثَر على عمَّار المترجِم، ولا بُدَّ أن أساتذتي في جامعة قاصدي مرباح بورڨلة يتصدرون القائمة: الأستاذة مسلوب دليلة، والأستاذ بلعربي نور الدين، والأستاذ كوداد محمد، والأستاذ زغار حمزة. من خارج الجزائر، الأستاذ خالد توفيق، والأستاذ محمد فوزي الغازي، والأستاذ أحمد العدوي، والأستاذ محمد الديداوي، والأستاذ على القاسمي، وغيرها. والقائمة تطول. بارك الله فيهم وفي علمهم وعملهم. ورحم الأمواتَ منهم. والحمد لله حمدًا كثيرًا بَثيرًا.
حاوره س.ر