الثلاثاء 1 يوليو 2025
أخبار الشرق

“شيخ المدينة” إبراهيم باي يرحل في صمت

شيع إلى مثواه الأخير بمقبرة بوحديد وسط جمع غفير  

ووري عصر أمس السبت شيخ المدينة الفنان القدير “إبراهيم باي”، الثرى بمقبرة بوحديد بعنابة، في جنازة حضرها جمع غفير من الوسط الفني وعائلته بالإضافة إلى محبيه وأبناء المدينة.

خيم الحزن على جموع المعزين الذين حضروا من أجل توديع الفنان القدير والمحبوب والذي شاءت الأقدار أن يغادرنا أمس السبت 22 ماي 2021، عن عمر ناهز 72 سنة، بعد صراع مع المرض خلال السنوات الأخيرة ألزمه الفراش.

الفقيد الذي افتك لقب “شيخ المدينة” بجدارة واستحقاق، يعتبر من الرواد الأوائل الذين أدخلوا أغنية الشعبي إلى الشرق الجزائري وبالضبط إلى مدينة عنابة، معروف بتواضعه وحكمته وولعه الشديد بالشيخ قروابي، بدايته كانت بفضل شقيقه المرحوم حسين، أين انطلقت مسيرته الفنية رسميا عام 1960، شبهه محبيه حينها بصوت الفنان الهاشمي قروابي، والذي كان يعشق كل أغانيه بجنون، وأي أغنية كان يصدرها الفنان قروابي يحفظها إبراهيم باي فور سماعها وبعد ربع ساعة على الأكثر يطرب بها جمهوره في الأعراس، أول شريط سجله الفنان كان عام 1988، ويوجد في رصيده الغنائي حوالي 20 شريطا، غنى العديد من القصائد، وأول أغنية قام بإخراجها ووضعها في شريط كانت أغنية “ظلامت عليا البيت” وقد استغرقت منه 10 سنوات كاملة، كما أنه غنى 03 مرات لإتحاد عنابة، الأولى “إياسما عنابة مومو لعيان” ثم “هي هي حمرة الألوان” وآخر أغنية عنوانها “هذا عامك والسعد جاك”، وهذا لأن اتحاد عنابة يعتبر فريقه المفضل بعد المنتخب الوطني.

وفي سياق ذي صلة، أكدت ابنة الفنان الراحل شيخ المدينة إبراهيم باي، بأنه على الرغم من المكانة الكبيرة التي يحظى بها والدها لدى جمهوره بالولاية وخارجها، باعتبار مساره الحافل بالأغاني النظيفة التي أطرب بها جمهوره لعديد السنوات، غير أن هذه المكانة المرموقة لم تشفع له لدى السلطات المركزية والمحلية، متسائلة لماذا المسؤولين لا يتذكرون الفنانين إلا بعد وفاتهم، حيث تأسفت لوضع الفنان في الجزائر بسبب حقوقه المهضومة، مضيفة بأن حالة والدها الصحية تدهورت خلال الأعوام الأخيرة، كما أن حالته النفسية كانت سيئة للغاية، وهذا بسبب قضية منزله الاجتماعي الواقعة بحي بوزعرورة، والتي لا تزال الجهات المعنية لم تجد لها حل، على الرغم من أن المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، جمال الدين بريمي، وعده خلال زيارته له بالمستشفى الجامعى “ابن رشد” خلال إجراء الفنان عملية جراحية على مستوى الكلي، بأنه سوف يتكفل بقضية ترحيله رفقة عائلته إلى سكن في ضواحي بلدية عنابة.

والجدير بالذكر، أن الراحل، مكّن أجيال من الفنانين والشبان من الولوج في هذا النوع الفني المتميز وخلق عادات الإنصات والتذوق من خلال طربياته الغنائية وتركيزه على تهذيب المجتمع وإسداء النصائح في أغلب قصائده الموسومة بالكلمة النقية والموسيقى الممتعة والطربية متحدثا فيها عن خصائل الأنبياء على رأسهم “الطاها” الكريم والمصطفى سيدنا محمد مرورا بأحباب الله من الأنبياء والأولياء الصالحين إلى المريدين من الطرق الصوفية وتلاميذ الإصلاح على غرار الفنانين وذوي الخصائل النبوية الشريفة معتبرا سيرهم الذاتية التي اجتهد في القراءة والاشتغال عليها مراجعا إنسانية وفنية غنية بالمبادئ والقيم الهادفة.

مواضيع ذات صلة

وزير الثقافة زهير بللو يؤكد : “تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية تجسيد حي لعمق الروابط بين الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية”

akhbarachark

كتاب “الكسكسي، جذور وألوان الجزائر” يتوج بجائزة دولية بالبرتغال

akhbarachark

افتتاح فعاليات “لقاء روسيكادا السينمائي” في طبعته الأولى

akhbarachark