احتفت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية قسنطينة “مصطفى نطور”، وبالتنسيق مع مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، بالذكرى الحادية والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية عبر تنظيم جلسة ثقافية ثورية معنونة: “ذكريات مجاهد، من مقاعد الدراسة إلى ساحات الجهاد”، قدم فيها المجاهد عبد المالك بوالمرقة شهادة حية من قلب الثورة.
وافتتحت المديرة لوصيف راضية المنتدى بكلمة ترحيبية، فيما تولى الأستاذ المترجم والباحث في التاريخ هارون حماده تنشيط اللقاء. ويعد المجاهد عبد المالك بوالمرقة أحد رموز الثورة التحريرية، وهو الذي أنزل علم الاستعمار يوم 5 جويلية 1962 ورفع الراية الوطنية ببلدية ميلة إيذاناً ببزوغ فجر الاستقلال. وسرد المجاهد خلال الجلسة مسيرة التحاقه بالثورة وكيف أصبح مسؤول الاتصالات والأخبار وعضواً في الناحية الثالثة بالمنطقة الأولى، مستحضراً تفاصيل عملياته العسكرية في ميلة ومعاناة الكفاح المسلح. كما استعاد ذكريات التحاقه بالثورة وهو في العشرين من عمره، ليغدو لاحقاً أول من رفع راية الاستقلال بميلة، مبرزاً دور إتقانه للغة الفرنسية في أداء مهامه داخل صفوف جيش التحرير. وتحدث عن نشأته داخل أسرة ثورية آمنت بالكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية، وكانت السند الأول له لمواصلة الدراسة بقسنطينة قبل الالتحاق بالجبل. كما تطرق إلى الظروف القاسية التي أعقبت إضراب الطلبة في 19 ماي 1956، مؤكداً أن تلك المحطة كانت نقطة تحول أساسية عززت الثورة بإطارات شابة متعلمة. وكشف المجاهد أيضاً تفاصيل مشاركته في تعليم المجاهدين استعمال السلاح وطرق التواصل، ثم رحلته الفاشلة لعبور الحدود نحو تونس رفقة 12 مجاهداً للتكوين العسكري، بعد أن حالت الخطوط المكهربة موريس وشال دون ذلك.
وفي ختام الجلسة، أكد المجاهد أن الاستعمار الفرنسي ترك وصمة عار في جبين الإنسانية بما اقترفه من تعذيب وتجويع وتهجير، مشدداً على أن دماء الشهداء كانت الوقود الذي أنار درب الحرية وواصل مسيرة نوفمبر المجيد.
سلمى حطاب
