القفطان هو سترة أو رداء غالبا ما يرتدى معه معطف وعادة ما يصل إلى الكاحلين، مع إمتيازه بالأكمام الطويلة، القفطان يعود إلى بلاد الفرس، اتخذه العثمانيين كزي تقليدي لهم، انتشر في دول الدولة العثمانية، حتى أصبح لباس سلاطين الجزائر، الدايات، البايات، الباشاوات ومسؤولين الجزائر.
كان يخص الرجال ثم أصبح مع الوقت زي نسائي، تفننت في خياطته وتصميمه المرأة الجزائرية ، دخل المغرب الأقصى بفضل عبد الملك المعتصم، الذي فرض على رعاياه تقاليد و عادات الجزائر، حين استلم السلطة سنة 1576م، ففي فترة إغترابه مع أخوه في الجزائر إنبهر بكل ما هو جزائري.
هذا هو معنى كلمة قفطان حسب المراجع
قاموس Persian Arabالذي صدر سنة 1806م عرف كلمة قفطان في الصفحة 405 بأنه معطف أو فستان، وفي المعجم العربي لأسماء الملابس تم التعريف بكلمة قفطان في الصفحة 399 حيث ذكر في الكتاب أن القفطان كلمة فارسية معربة، تعرف بالفارسية بالخفطان، وفي التركية ب kap tan أو قفطان ، ووصفه الكاتب أنه في الفارسية هو ثوب من القطن يلبس فوق الدرع، وفي التركية جبة بيضاء قصيرة من ثياب القطن،كما وصف القفطان أنه ثوب فضفاض مشقوق المقدم، يضم بحزام،ويتخذ من الحرير أو القطن وتلبس. فوقه جبة.
كما تم الإشارة في الكتاب، أن ممالك مصر كانوا يلبسون القفطان، وبعض الأحيان قفطانين، يصنع من جوف البندقية، ثم تطور ليصل إلى القدمين.
بعض الكتب التي ذكرت القفطان في أزمنة مختلفة
كتاب Economy and material culture of Russia مابين 1600م_1725م في الصفحة (354)، تم التطرق إلى أسعار القفطان في روسيا من 1600م-1694م،كما تم التعريف بالقفطان كثوب من قماش الحرير،وان الكلمة دخلت عن طريق العثمانيين للمجريين ثم اتخذها الروس منهم سنة 1664م، تكلم أيضا عن أنواع القفطان في روسيا، ومنهم القفطان العادي الذي دخل إلى روسيا أواخر القرن 15م من طرف التاتار عن طريق الاتراك، وأوضح أن الاتراك جلبوه من بلاد الفرس أو العرب.
● كتاب ألفاظ الفارسية المعربة سنة 1908م
تم التعريف بكلمة قفطان في الفارسية في الصفحة (56)، ويقول الكاتب أن القفطان هو ثوب فارسي من القطن يلبس فوق الذرع ومنه التركي والكردي خفطان.
● كتاب الحرف و الحرفيين في مدينة الجزائر منذ 1700م_1830م
في صفحة 360 تم التطرق إلى الملابس التي كانت رائجة آنذاك ومنها: الغليلة، البرنوس، البدعية، القفطان ، الفريملة، الحزام…إلخ.
● كتاب Dictionnaire détaillé des noms des vêtements Arabes
تم التطرق للقفطان في عدة دول.
في الصفحة رقم (11) تكلم الكاتب عن لباس الرجال في مصر، حيث قال أنهم يلبسون قفاطين طويلة ذات أكمام طويلة مع حزام عريض، ومن فوفه جبة مفتوحة من الأمام قصيرة الأكمام.
في الصفحة رقم (166) تطرق للقفطان الذي كان يلبسه تجار اريتريا ،كما ذكر القفطان في سوريا.
في الصفحة رقم (167) تطرق إلى قفطان البدو في سوريا و الشمال الشرقي لبغداد.
● كتاب ديغو دي هايدو Topographie d’Algérie
تطرق الكاتب للباس أتراك الجزائر و ذكر أنهم يلبسون القفطان بالعقاد على الصدر، طويل من قماش الحرير أو المخمل.
● كتاب Mémoire
أشار الكاتب إلى لباس أتراك الجزائر، الذين كانوا يرتدون قفطان طويل مفتوح من الأمام
كتاب الكاتب “William Spencer” Algiers in the Age of the corsairs
تطرق الكاتب إلى القفطان الذي كان يلبس من طرف السلاطين.
في الصفحة رقم 25 يقول الكاتب أن، السلطان سليمان الأول، أهدى قفطان للباشا في الجزائر، بمناسبة تنصيبه باشا.
في الصفحة رقم (56)، يقول الكاتب إن الباشا تلقى هدية عبارة عن دهب من السلطان والباي تلقى هدية عبارة عن قفطان مطرز بخيوط الذهب.
في الصفحة رقم (72)، أشار الكاتب، أن القفطان كان لباس المسؤولين في الجزائر.
● كتاب Tableau du royaume de la ville d’Alger 1830
تم الإشارة في الكتاب إلى أن القفطان لباس داي الجزائر، وفي الصفحة 115 وصف قفطان الداي بأنه فضي أو ذهبي.
كيف دخل القفطان الجزائري إلى المغرب الأقصى
في كتاب السلطان الشريف، الجذور الدينية و السياسية لدولة المخزنية في المغرب للكاتب محمد نبيل ملين ،و في كتاب أحمد بن شعيب الجزنائي، تم ذكر لباس ملوك المغرب الأقصى والذي عرف بالبساطة الشديدة و اللباس المتواضع، وذلك قبل ان يصل عبد الملك المعتصم إلى السلطة، ويفرض لباس العثمانيين الجزائريين الفاخرة على رعاياه، ويذكر الكاتب أنه تاثر بعادات وتقاليد الجزائر و اسطنبول خلال فترة إقامته بالجزائر الصفحة رقم 136 من كتاب السلطان الشريف.
وفي الصفحة رقم 7و8 في كتاب الجزئاني، ذكر الكاتب أن الأخوين عبد الملك المعتصم و أحمد المنصور، اغترابا في الجزائر أيام ملك أخيهما عبد الله غالب، وتأثرا بكل ما هو جزائري، كما ذكر أن وصول عبد الملك المعتصم الحكم في المغرب الأقصى سنة 1576م، خلخل كل العادات التي كانت توجد في المغرب الاقصى، وفرض على رعاياه تقاليد الجزائر من أكل و لباس وغيرهم.
كما وصف ليون الافريقي لباس الملك الوطاسي و قال بأنها تشبه رعاياه وتعرف بالبساطة.
اضاف لنا الأسير الاسباني مرمول كربخال عن زي عبد الله غالب منتصف القرن 16 م، ووصفها بالعادية المتواضعة.
✓ فضل العائلات الجزائرية المهاجرة للمغرب الأقصى القرن 19م
في كتاب جزائريون في تطوان القرن 19 م، للمؤلف المغربي إدريس أبوهليلة، ذكر المؤلف كل العادات والتقاليد التي، نقلت من طرف العائلات الجزائرية المهاجرة بسبب بطش الاستعمار الفرنسي، حيث ترك للعالم قائمة مذكور فيها :القفطان، البسطيلة، البقلاوة ،المنصورية التلمسانية التي غير إسمها الجيران إلى تسمية التكشيطة…. إلخ .
✓ من العائلات الجزائرية التي هاجرت المغرب الأقصى:
عائلة العنابي، القسنطيني، التلمساني، التيجاني، المستغانمي
القفطان كان صداق العروس الجزائرية قديما: تبين عقود زواج قديمة للعروس الجزائرية تعود للقرن 16،17،18 و19م.
أن في صداق العروس الجزائرية مثلا العاصمة كل من : الصوف، الجوهر، القفطان، الحايك، الغليلة ،الحزام.. إلخ.
● كتاب الحرف والحرفيين في مدينة الجزائر 1700م_1830م
في الصفحة رقم (454)، ذكر صداق كل من :
زهرة بنت سيدي محمد الشريف، الذي كان عبارة عن قفطان واحد.
صداق راضية بنت محمد لبكر وهو عبارة عن قفطان.
صداق زهرة بنت سيدي المهدي رجال سيدي محمد الشريف الزهار
بحيث كان عبارة عن : جوهر، غليلتان، قفطانان،واحد من الكمخة والثاني مذهب.
حيث ذكر ان صداق العائلات الخاصة كان عبارة عن: صوف، جوهر، قفطانين.
كما ساهمت قسنطينة بأرشيفها في ملف لباس الشرق الجزائري باليونيسكو، بعقود زواج تعود للقرن 17،18 و19 م يتبث أن العروس القسنطينية كان لباسها كان عبارة عن : ملحفة، قفطان، حزام، قمجة.
لازال القفطان يلبس في العديد من الدول التي كانت مع الدولة العثمانية ك: مصر، تونس، روسيا، سوريا، الجزائر…..
وأبدعت فيه الجزائرية بطريقتها الخاصة ويشهد العالم على ذلك.
يتم الترويج لبعض الأكاذيب من طرف الجارة الغربية لنسب القفطان لهم فتارة يقولون أنه من زمن الوطاسيين وتارة الموحدين ويتناسون أن الوطاسيين والموحديين جزائريون حكموا المغرب الأقصى.