الخميس 19 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

تخليد ذكرى استشهاد البطلة مسيكة زيزة

أحيت، نهاية الأسبوع، بلدية خناق مايون أقصى غرب سكيكدة، الذكرى الخامسة والستين لقصف الجيش الاستعماري مستشفى جيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الثانية المتواجد بمنطقة “العارطة” ؛ مّا أدى إلى استشهاد البطلة الشهيدة مسيكة زيزة رفقة شهيدات أخريات، يوم 29 أوت 1959.

أهم ما ميّز هذا النشاط التاريخي تقديم الدكتور والباحث محمد قويسم من جامعة “20 أوت 1955” والمجاهدين السعيد بولكره وعمّار بن يعيش والسفير السابق محمد رايس إلى جانب المجاهدة رمضانة بوعشة، ندوة تاريخية حول الشهيدة البطلة والكفاح الذي خاضه المجاهدون ضدّ الاستعمار الفرنسي.

وحسب روايات متطابقة، فإن  الشهيدة سقطت في ميدان الشرف يوم 29 أوت 1959 وعمرها لم يكن يتعدى 25 سنة، حينما أغارت طائرة الاستعمار الفرنسي على أعالي منطقة القل (الولاية التاريخية الثانية)،

وكانت الشهيدة آنذاك، مسؤولة إدارة شؤون مستشفى جيش التحرير، فأصيبت، مباشرة، في الرأس. وحسب شقيق الشهيدة معمر، أصرّت والدته على التنقل إلى جبال القل للبحث عن جثة ابنتها الشهيدة، وإعادة دفنها في مسقط رأسها بمروانة، بمساعدة من المجاهد مراد بعزيز، الذي كان مسؤولا عن منطقة القل، وذلك بعد عدة سنوات.

وعند العثور على قبرها تفاجؤوا بعدم تأثر ملامح وجهها وبقية أعضاء جسمها؛ وكأنها استشهدت قبل ساعات قليلة، مع وجود آثار الإصابة القاتلة التي تعرضت لها على مستوى الجبهة.

ومسيكة زيزة ـ واسمها الحقيقي “سكينة” ـ تنتسب إلى عائلة مجاهدة، حسب ما جاءت في شهادات المجاهدين ومن عرفها عن قرب، من مواليد 28 جانفي 1934 بمدينة مروانة بولاية باتنة. تابعت دراساتها الابتدائية في بلدتها الأصلية باتنة. ثم تنقلت إلى سطيف لمزاولة التعليم المتوسط، لتعود مرة أخرى إلى باتنة لمواصلة دراستها الثانوية؛

حيث تحصلت على شهادة البكالوريا سنة 1953، لتغادر بعدها أرض الوطن نحو جامعة مونبلييه بفرنسا لمتابعة الدراسات العليا في الطب رفقة أخيها إلى غاية 1955، لتقرر العودة من جديد إلى مدينة باتنة. وقبل وقت قصير من الإضراب الطلابي في عام 1956، غادرت باتنة باتجاه مدينة سطيف مع زميلتيها مريم بوعتورة وليلى بوشاوي، لتنضمّ برفقتهما، إلى صفوف المجاهدين كممرضة برتبة عريف في منطقة أولاد عطية وبالضبط في دوار أولاد جامع بالقل، تحت قيادة المجاهد المرحوم عمار بعزيز في المنطقة الثالثة.

كما عملت بنشاط مع قيادات في جيش التحرير، منهم عزوز حمروش وعبد القادر بوشريط، اللذين كانا مسؤولين على الصحة بالمنطقتين الأولى والثانية، تحت قيادة المجاهد الطبيب المرحوم  لمين خان من 1956 إلى 1958، والدكتور المرحوم محمد تومي بين 1958 و1962 على التوالي.

للإشارة، نُظّم على هامش هذه المناسبة، معرض بالصور يلخص تاريخ المنطقة بشهدائها، والدور الذي لعبته إبّان الثورة المظفرة من تنظيم المتحف الجهوي “المجاهد المتوفى علي كافي”، ليستمتع بعدها الحضور بقصائد وطنية للشاعر محمد قاري.

واختَتم النشاط بتكريم بعض المجاهدين الحاضرين، الذين ساهموا في إحياء التظاهرة، وهم محمد بوحدواش، وعمار بن عيش، وبلقاسم شكيل، وأحسن بولفضافس، والسعيد بولكره، وشلغوم رابح من طرف بلدية خناق مايون، إلى جانب المتحف الجهوي، وجمعية “جسور” لحفظ الذاكرة، وجمعية “التواصل من أجل الأصالة والمعاصرة” بباتنة .

ق.ث

مواضيع ذات صلة

“هذا الشيء شفتو بعيني” آخر إصدارات الكاتب جمال جباري هذا السبت بمكتبة عنابة

akhbarachark

الدكتور محمد بغداد في منتدى الكتاب بالمدية: “الثقافة الجزائرية بحاجة إلى صناعة ذكية للمحتوى”

akhbarachark

اختيار فيلم “196 متر/ الجزائر” لشكيب طالب بن دياب

akhbarachark