الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
أخبار الشرق

بوفاتح لعموري.. انضم للثورة بمجرد سماعه بها

ولد الشهيد بوفاتح لعموري عام 1919 بصحراء عين عيسى وعاش يتيما وكان أخوه البشير هو ولي أمره بعد أبيه، فكان نموذجا من نماذج الكفاح امتاز بصفات لم تكن في أقرانه كالدهاء وعزة النفس، لا يحب الذل، وكان مثقفا له كل خصال الرجل الشهم الذي لا يعرف الخوف والمحال. أتقن اللغة الفرنسية جيدا ورياضة الملاكمة، كان متعصبا وشديدا لأنه ترعرع في بادية البؤس والشقاء. هاجر الشهيد بوفاتح إلى فرنسا قاصدا العمل وذلك عام 1952 وعمره آنذاك 33 سنة، حيث قضى عدة سنوات هناك مع رفيقه وابن عمه محمد الطاهر. وعند اندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة انتقل إليه خبر اندلاعها، فانضم إلى مجموعة خاصة في جبهة التحرير الوطني بباريس وأصبح من أبرز عناصرها وهاجم العدوان الفرنسي في عقر داره واستعمل عدة أساليب كالترهيب وزرع الرعب في نفوس الفرنسيين من خلال المهاجمة ليلا مع مجموعة من الأعوان منهم النعمي محمد ويحيى خليفي ومحمد الطاهر وذلك إثر نقل الثورة إلى الأراضي الفرنسية، غير أن أخاه الأكبر طلب منه الرجوع وذلك بالاتصال به عن طريق جبهة التحرير لمساندة الثورة في بلده لأنهم بحاجة للكثير من المجاهدين. وعند رجوع سي بوفاتح للجزائر عام 1956 وبعد انعقاد مؤتمر الصومام، ازدادت الثورة تنظيما، فالتحق بصفوف الجيش الجزائري وامتدت مناطق كفاحه من بسكرة نحو جامعة وخاصة منطقة الشحمي ضاحية قرية البعاج بأم الطيور التي اتخذوا منها ثكنة عسكرية نائية عن أعين الاستعمار، وكان رفقاؤه حينها الشهيدين رقيعي أحمد بن لعجال ولعموري محمد وبعض العناصر الأخرى المعروفة في المغير. كانوا ينفذون خططهم ليلا والتعرض للقوات الفرنسية. ونظرا لحدة بصره ومهارة ملاعبته للعملاء في وقت مضى، كلف بمهمة نحو دائرة جامعة بالتحديد منطقة (وغلانة) بقتل أحد كبار عملاء فرنسا الجاسوس الذي يشكل خطرا كبيرا على كل نواحي منطقة وادي ريغ، حيث نفذ العملية بإطلاق عدة رصاصات على صدر العميل الذي كان يرتدي درعا واقيا تحت برنسه، فنجا من الموت بعد دخوله المستشفى العسكري الفرنسي، بعد مرور عدة أيام خرج العميل من المستشفى متوجها مع طائفة من العسكر إلى أم الطيور لإلقاء القبض على سي بوفاتح تحت ظروف سرية كان خلالها بوفاتح يظن أن العميل قد مات. فألقوا عليه القبض مع إخوته ولاقوا العذاب الشديد بكل وسائله في سجن (دار دياب) بالمغير، أما سي بوفاتح فقد تعرض لعذاب أقسى في جامعة بالكماشة والكهرباء بعد ذلك نقل إلى مركز البحث والاستجواب، لكن الشهيد فاجأ مستجوبه بركله حتى أسقطه أرضا ولاذ بالفرار، لكن العسكر كان يحيط بالمقر من كل جهة. فألقي عليه القبض وربط بسلاسل، وثبّتت هذه الأخيرة بسيارة رباعية الدفع وأخذوا يجرونه من جامعة نحو تندلة قرابة 15 كم حتى خضب بالدماء ولم يشفَ غليلهم بعد، فقد رموه بالرصاص معدوما فوافته المنية دفاعا عن الوطن في سبيل الله.

مواضيع ذات صلة

مشاركة 40 دولة في الصالون الدولي للكتاب

akhbarachark

الكاتبة والمخرجة الروائية هاجر حملاوي تفتح قلبها لـ”أخبار الشرق” وتكشف: “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ”.. وثائقي يرسّخ الترابط الثقافي والعادات والتقاليد والآثار الرومانية بين المدينتين

akhbarachark

وزارة الثقافة والفنون تطلق جائزة “كتابي الأول” تشجيعا للشباب على الإبداع الأدبي

akhbarachark