في إطار أسبوع الاحتفال بتصنيف الزي النسوي الإحتفالي للشرق الجزائري ضمن التراث الثقافي اللامادي للبشرية من طرف منظمة اليونيسكو، نظمت مدينة باتنة، أمس الأحد، معرضًا جماعيًا بحضور حرفيين مختصين في الألبسة التقليدية من منطقة الأوراس. المعرض، الذي احتضنته دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، شهد مشاركة واسعة من الجمهور واستعرض تاريخ وعراقة الزي التقليدي “الملحفة” الذي لا يزال يشهد إقبالًا. تمثل الملحفة، التي اعتُبرت جزءًا من التراث الثقافي الغني في منطقة الأوراس، رمزًا للعراقة والتمسك بالتقاليد. وتم تصميمها بلونها الأسود المميز، مزينة بشرائط ملونة على طول أطرافها تعكس الرموز الطبيعية الخاصة بالمنطقة مثل الشمس والأرض، وفقًا لما أوضحته الحرفية مسعودة حياة بوعلي. هذه الشرائط، التي تتراوح بين الأرجواني والأصفر والأخضر، تمثل الحب والخصب والشمس، وهي جزء أساسي من جمال الملحفة الذي تعتز به النساء في الأوراس. ترافق الملحفة تقليديًا قطع أخرى من المنسوجات الصوفية مثل “ثاغناست”، وهو لحاف ثقيل لفصل الشتاء وخفيف لفصل الصيف، إلى جانب الحلي الفضية التي تزين المرأة وتساعد في تثبيت أطراف الملحفة.
وفي تصريحات لرئيس جمعية “أزطا ناللحاف” كمال راجعي، أشار إلى أن الملحفة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمهارة المرأة الشاوية في حياكة الصوف، مما جعلها جزءًا أساسيًا من هوية المنطقة. الجمعية التي تأسست في المنطقة تهدف إلى الحفاظ على هذا التقليد، وقد تم تسليط الضوء على هذه الحرفة العريقة من خلال ورشات تطبيقية تهدف إلى تعليم النساء كيفية نسج الملحفة بالطريقة التقليدية. المعرض لم يقتصر فقط على عرض الملحفة، بل شمل أيضًا مزيجًا من الأواني الطينية والمفروشات التقليدية، إضافة إلى الحلي الفضية التي تتسم بها المنطقة. وقد تم تنظيم مداخلة تاريخية حول الملحفة وأهميتها الثقافية، لتسليط الضوء على تصنيف هذا الزي التقليدي كتراث ثقافي عالمي من قبل منظمة اليونيسكو. و يُعتبر هذا المعرض جزءًا من جهود الجزائر للحفاظ على تراثها الثقافي وتوثيقه في السجل العالمي، وهو يأتي في وقت حساس حيث يسعى الحرفيون والجمعيات الثقافية إلى تعزيز هذه الحرف التقليدية التي تشكل جزءًا من هوية المنطقة.
ر.م