أجمع، أمس، فنانون ومخرجون ومثقفون، على أن المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، أوجد نفسه في الساحة الفنية الجزائرية، وخلد أسماء قامات فنية راحلة لا ينساها الجزائريون
وقد انطلقت، أول أمس، بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، فعاليات الطبعة 6 للمهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي. وقد أعطيت، إشارة انطلاق المهرجان النسوي في طبعته السادسة المهداة لروح الفقيدتين الفنانة يمينة غسول، والفنانة فريدة صابونجي، باستقبال الضيوف الفنانين ضيوف الشرف، فيما تم تقديم إشارة الافتتاح من طرف والي عنابة عبد القادر جلاوي. كما رافقت إشارة انطلاق الطبعة السادسة للمهرجان النسوي تنظيم معرض للصور للفنانين. وكان اليوم الأول للمهرجان فرصة سانحة على تقديم تمثيلي يبرز المسيرة الفنية للبارزة للفنانتين فريدة صابونجي، ويمينة غسول، اللتين رحلتا خلال سنة 2022، حيث حظين بتكريم شرفي من محافظة المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، قبل أن يتم تقديم عرض مسرحي افتتاحي تكريما للأديبات الجزائريات، تحت عنوان “J’écrie mon nom”. فيما تم تكريم الكاتبة والأديبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي، والفنانة التونسية دليلة مفتاحي، وجميلة زنير، ولوزية لرادي، وزينب الأعوج، تكريما بمسارهن الفني والأدبي المعاصر لأجيال متعاقبة.
الفنانون يجمعون على العودة القوية للمهرجان
وقد تقربت” أخبار الشرق”، من كوكبة النجوم والفنانين والمخرجين المسرحين، ضيوف شرف الطبعة السادسة، حيث رصدت منهم أرائهم ونظرتهم للعروض المسرحية المطروحة للمنافسة دخل المهرجان، وعن عودته خلال السنة الجارية ورمزية تكريم واختيار الراحلتين فريدة صابونجي ويمينة غسول لرمزية هذه الطبعة، في هذا السياق أوضحت الفنانة والمخرجة التونسية دليلة مفتاحي خلال حديثها لـ”أخبار الشرق”: “المهرجان المسرحي النسوي في عنابة يواصل التوسع وأتمنى أن تكون البرمجة المسرحية في مستوى تطلعات هذه الطبعة السادسة، حيث يعد مكسبا حقيقيا، يستدعي إحياؤه كل سنة، يجب المحافظة عليه والاستمرار في تقديم طبعاته ككل سنة”. وتحدثت الفنانة الجزائرية عايدة كشود عن هذه الطبعة المنظمة بعنابة، قائلة:” جمهور عنابة متذوق للفن، كما أن المهرجان النسوي تكون وأوجد نفسه منذ سنوات، متمنية أن يتطور كل سنة بمشاركة واعدة للشباب في فن الكتابة المسرحية خاصة، ولابد من تشجيع محافظة المهرجان النسوي المخرجة ليندا سلام، ومرافقتها رفقة طاقمها من طرف الوزارة الوصية”. وعرجت الفنانة وعضوة لجنة التحكيم فتيحة وارد، خلال حديثها مع “أخبار الشرق”، إلى قيمة عودة هذا المهرجان بجوهرة الشرق الجزائري، قائلة:” عنابة عريقة بثقافتها وتقاليدها، وأبدي سعادتي لاختياري ضمن لجنة التحكيم في المهرجان النسوي، وهو فرصة لإبراز إبداعات المرأة الجزائرية في السيناريو والكتابة والإخراج المسرحي والتمثيل كذلك، وهذا المهرجان قد أبثث نفسه ومكانته العالية من بين المهرجانات الأخرى”. وأبدت الفنانة فتيحة سلطان ابنة مدينة عنابة، سعادتها وإعجابها بتنظيم هذه الطبعة بمدينة عنابة قائلة: “هذا المهرجان النسوي الذي أسسته الفنانة الراحلة صونيا، أتمنى أن يقدم عروضا قوية كعادته كون أن المسرح هو أبو الفنون واحتكاك وامتزاج بين المثقفين والمختصين والمبدعين”، وشاطرتها الرأي الفنانة مفيدة عداس، في هذا الرأي، قائلة:” المهرجان النسوي له قيمته وسنرى فيه إبداعات وعروضا مميزة فوق خشبة المسرح، كما أهنئ جمهور عنابة على استضافة هذا الحدث”.
“الأرشيف” هام لاستذكار مسار الفنانين والتهميش هاجسهم الأكبر
احتضن، أمس، المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بقاعة الندوات، لقاء فكريا حول مسار الفنانتين فريدة صابونجي، ويمينة غسول بحضور زملاء ورفقاء الفنانتين و عائلتيهما من تقديم الأستاذ إبراهيم نوال، حيث أجمع رفقاء درب الفنانتين الراحلتين على قيمتهما الهامة والتي لا يمكن استئصالها أو نسيانها في الساحة الفنية الجزائرية، سواء على خشبة المسرح أو التلفزيون أو السينما، نظير الأعمال والأدوار الفنية الخالدة التي قدمتاها في سبيل رقي الفن الجزائري برسالته النبيلة، معتبرين أن تكريم الراحلتين جاء، في وقته المناسب على اعتبار أن كلاهن قامتين فنيتين في مسار الفن الجزائري. كما عرج نجوم الفن الجزائري، إلى أهمية الحفاظ على الأرشيف الفني لكل فنان سواء مسرحي أو عبر شاشة التلفزة أو السينما، حتى يتسنى للجمهور والمهتمين والباحثين الرجوع إليه والاطلاع عليه، استذكار بمسار كل فنان واستلهاما من النجاحات التي حققها، وتابع المتحدثون إلى أهمية الالتفات لقامات الفن الجزائري في صورة يمينة غسول، وفريدة صابونجي، الراحلتين عن عالمنا خلال سنة 2022، كما أجمع الفنانون على أهمية الاتحاد والتوافق والالتحام من أجل ضمان أحقية تواجد كل فنان بأي مهرجان فني داخل الجزائر، ومشاركته في مختلف المحافل المحلية والوطنية ولما لا الدولية كخير سفير للبلاد، دون نسيان أهمية الرجوع إلى الحفاظ على الأرشيف الفني والاعتناء به كمرجع هام. وعرج المتدخلون إلى أهمية استئصال الفنان باختلاف مجال عمله من دائرة العزلة والتهميش وإيلاد الأهمية القصوى له ومرافقته خاصة بعد سن التقاعد، وهذه مهمة وزارة الثقافة والفنون وكذا المنتجين والمخرجين والكتاب على حد السواء، وفي هذا السياق قالت الفنانة حفيظة بن ضياف: ” متواجدة في عنابة بالمسرح لحضور الطبعة 6 من المهرجان النسوي، وأرى أنه لابد من أن يستمر ويتواصل في السنوات المقبلة، كما أشيد بمحافظة المهرجان على حفل الافتتاح الرائع”، وعرجت المتحدثة إلى واقع معانات الفنان في الوقت الراهن قائلة: “الفنان الجزائري مهمش حاليا، لابد من الالتفاتة له ومرافقته دائما وباستمرار”.
كما امتازت الندوة بالحديث عن مسار الفنان الجزائري والنجاحات المحققة من طرفه عبر الأجيال رغم محدودية الإمكانيات، في هذا السياق قال الممثل والمخرج السينمائي سيد علي بن سالم: “إن هذه الطبعة السادسة من المهرجان النسوي مميزة بطبعها، كونها تستذكر مسار فنانتين رائعتين، كما أشجع مبادرة محافظة المهرجان الذي أسسته الفنانة الراحلة صونيا، وأتمنى من ساكنة عنابة الاطلاع عن قرب على العروض المسرحية، التي ستخضع للتحكيم من اللجنة وهي من لديها الحق في أن تقرر من الأفضل”. كما تحدثت شقيقة الفنانة الراحلة يمينة غسول، عن رمزية هذا التكريم الذي حظيت به الفنانة يمينة، قائلة: “الراحلة شقيقتي تزخر بمسار فني حافل جدا، انطلق من وهران على خشابات المسرح وشاشة السينما والتلفزة الجزائرية، وقدمت أعمالا فنية لا تنساها ذاكرة الجزائريين مطلقا، وأوجه شكري لمحافظة المهرجان على هذه الالتفاتة الرائعة والاستذكار الجميل”.
المهرجان يدشن بعروض مسرحية في إطار المنافسة
وقد عرف أمس، المسرح الجهوي عز الدين مجوبي تقديم عرضين مسرحيين في إطار المنافسة ضمن المهرجان النسوي في طبعته السادسة تحت شعار”المرأة والكتابة المسرحية.. إبداع وتميز”، حيث كانت البداية مع الثالثة زوالا مع العرض المونودرامي “حواء “، من تقديم تعاونية النهضة المنايلية بومرداس، ومن تأليف بوصوار حورية، ومن إخراج: إبراهيم نفناف، تقني الصوت خالد . وفي المساء، كان موعد عشاق أبو الفنون مع العرض المسرحي”صليحة وألف تكليحة”، لأكاديمية” راما كيدز للتدريب” والتطوير لولاية تبسة، تأليف وتمثيل رحمة قالة، ومن إخراج وسينوغرافيا توفيق بخوش، وتأليف موسيقي سليم سوهالي
أمير قورماط