تواصلت، أمس الأول، فعاليات الطبعة الثانية عشر للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، بقسنطينة في سهرة مميزة تحمل عنوان “رانا جيناكم”، أين عاش الجمهور لحظات استثنائية مع باقة متنوعة من العروض الفنية التي جسدت حوار الثقافات وتلاحم الشعوب عبر الفن.
حيث استضافت السهرة مجموعة من الفنانين المميزين الذين أبدعوا في تقديم وصلات موسيقية تنوعت بين الأصالة والحداثة. فمن ليبيا، أطل الفنان لطفي العارف، ليقدم مزيجًا فنيًا يحمل نكهة التراث الليبي الأصيل، حيث أبدع في أداء مقاطع أثارت إعجاب الحاضرين وأخذتهم في رحلة عبر أنغام الطرب الشرقي. أما من الجزائر، فقد تزينت السهرة بأداء الفنان شريف سليم رفاس، الذي قدم مجموعة من المقطوعات الأندلسية بصوته العذب وأسلوبه المميز، وأضفى الفنان شريف بن راشي، لمسة خاصة عبر تقديم أعمال استلهمت التراث الجزائري بروح عصرية. هذا وقد كان للبعد العالمي حضوره اللافت، من خلال مشاركة فرقة طرب روسيا، التي أدهشت الجمهور بعروض موسيقية جمعت بين الطابع الروسي الكلاسيكي وروح الطرب الشرقي. أين أكدت هذه الفرقة من خلال أدائها، أن الموسيقى لغة عالمية تجمع بين الثقافات وتخلق جسورًا للتواصل الإنساني. وقد كان اختيار عنوان السهرة “رانا جيناكم” يعكس رسالة المهرجان في التقارب الثقافي وتقديم هذا الفن التراثي العريق للعالم. نجحت السهرة في خلق أجواء احتفالية تعكس الأصالة والتنوع، حيث تفاعل الجمهور مع الفنانين بحرارة وصفق لهم طويلاً. وقد قدم المهرجان العديد من المفاجآت والأصوات التي تروي حكايات الفن والتراث، حاملة معها رسالة أن الموسيقى أداة فعالة للتواصل الإنساني العابر للحدود.
ق.ث