أجمع المشاركون في يوم دراسي احتضنته دار الثقافة والفنون مفدي زكرياء بورقلة أمس الأول حول “آليات حفظ وحماية المخطوط”، على أن المخطوطات تعد كنوزا موروثة يجب المحافظة عليها من الاندثار. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبد القادر بقادر من مخبر التراث اللغوي والأدبي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، في مداخلة بعنوان “كيفية تحقيق المخطوط”، أن ولاية ورقلة تزخر بتراث غني من المخطوطات القديمة التي تعود إلى علماء وشيوخ المنطقة، وهي اليوم بحاجة ماسة إلى التثمين والاهتمام. ودعا الدكتور بقادر حائزي هذه المخطوطات الذين يقومون بتخزينها في منازلهم إلى إخراجها لتمكين الباحثين من الاطلاع عليها، بعد ذلك يتسنى لهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظها وحمايتها من الاندثار. من جهته، أشار الأستاذ بلقاسم مالكية من المدرسة العليا للأساتذة بورقلة، في مداخلته التي حملت عنوان “الوعي بالمخطوط وأثره في حماية التراث المكتوب”، إلى أن جميع الإجراءات المتخذة للمحافظة على المخطوطات تبقى غير فعالة ما لم يغرس وعي حقيقي بأهمية هذا التراث الثمين.أما الدكتور عبد الله بايشي من المركز الوطني للمخطوطات، فقد أشار في مداخلته بعنوان “تجارب المخابر وخزانات الكتب في حفظ وأرشفة المخطوط”، إلى الوضعية المتدهورة التي آلت إليها العديد من المخطوطات التي تعاني التآكل والتلاشي، رغم الجهود المبذولة من أصحابها للمحافظة عليها. وأشاد الدكتور بايشي في هذا الشأن بما قامت به الدولة، ممثلة في وزارة الثقافة والفنون، من خلال إنشاء المركز الوطني للمخطوطات بولاية أدرار، والذي يعنى بجرد وإحصاء المخطوطات عبر كامل التراب الوطني وفهرستها، والتدخل عبر الفرق التقنية للمركز لترميم وحفظ وإنقاذ المخطوطات التي تكون بحاجة إلى ذلك.ويسعى القائمون على هذا اليوم الدراسي، الذي تخللته ورشة عمل إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها حفظ وتخزين ومتابعة المخطوطات، والكشف عن المخطوطات المتوفرة في المنطقة وإحصاؤها، ودمجها ضمن الخريطة الوطنية التي تحدد أماكن تواجدها. ويتعلق الأمر أيضا بنشر ثقافة الحفاظ على المخطوطات، وجردها وفهرستها، وتعميم فوائدها، بالإضافة إلى تدريب المكلفين بالخزائن على كيفية التعامل مع المخطوطات.
ق.ث