نظم بمدينة قسنطينة في الفترة الممتدة من 14 إلى 28 جوان 2025 أول طبعة من مهرجان “سيرتا” للفروسية، وذلك بمركز نجم الشرق عين عبيد قسنطينةتحت شعار “الخيل فخرنا وسيرتا منصتنا”، هذا الحدث الرياضي الثقافي الفريد جاء لإعادة إحياء رياضية الفروسية التي عرفت ركودا لسنوات.
وقال رئيس الاتحادية الجزائرية للفروسية، فوزي صحراوي في ندوة صحفية نشاطها بالمركز السياحي نجم الشرق، أن احتضان هذه التظاهرة جاء إيمانا بالقدرات التي تملكها الجزائر في هذه الرياضية التي تستحق النهضة، موضحا بخصوص عدد المنخرطين في هذا المجال أنه ارتفع من 20 ألف في سنة 2014 إلى أكثر من 100 ألف اليوم، بعد سنوات من التراجع والتهميش. وأضاف فوزي صحراوي أن هذه الرياضة العريقة تحتاج إلى دعم كبير وإعادة إنعاش حقيقي من أجل استرجاع مكانتها في الساحة الرياضية الوطنية والدولية، خاصة أن لها جمهورا واسعا وإرثا ثقافيا كبيرا، وأكد أن الهدف هو تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال في أفق سنة 2026، من خلال توفير الإمكانيات الضرورية وتشجيع الشباب على الانخراط فيها. كما أشار إلى أن الجهود الحالية تهدف إلى فتح المجال أمام محبي هذه الرياضة للمشاركة الفعلية والاستمتاع بعروضها المتنوعة، والتي تشمل ست رياضات جديدة أُضيفت ضمن برنامج المهرجان من أصل عشر رياضات معتمدة، ما يعكس حرص القائمين على التنويع والتجديد في العروض لجذب فئات مختلفة من الجمهور. وصرح المهرجان يشهد مشاركة دول مغاربية مثل ليبيا وتونس وموريتانيا، وهو ما يمنحه بعدا إقليميا ويعكس روح التعاون بين شعوب المنطقة، وتعد هذه المشاركة فرصة مهمة لتبادل الخبرات بين الفرسان وتطوير رياضة الفروسية في المنطقة، كما يساهم الحدث في الترويج للثقافة الجزائرية من خلال العروض التراثية واللباس التقليدي والموسيقى الشعبية، مما يعزز من جاذبية السياحة الثقافية في البلاد. بدوره أعرب خميس بلقا، ممثل الهيئة الوطنية للفروسية الشعبية الليبية، عن استحسانه لمستوى التنظيم وتطور الفروسية في الجزائر، مؤكدا استعداد هيئته لدعم المبادرات المغاربية المشتركة وتقديم جوائز للفرسان المشاركين. ويتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات الرياضية والثقافية، من بينها سباقات الخيل، عروض فروسية شعبية، ومسابقات في القفز، إلى جانب أنشطة تراثية تسلط الضوء على الموروث المحلي والمغاربي، ويسعى المنظمون إلى جعل هذا الحدث سنوي يساهم الحفاظ على التراث الشعبي وتنمية الفروسية كرياضة وهوية ثقافية مشتركة بين شعوب المنطقة.
للإشارة، يشكل مهرجان “سيرتا” للفروسية محطة جديدة لإحياء التقاليد الفروسية في الجزائر، ويكرس مكانة قسنطينة كمدينة ذات جذور تاريخية عميقة في هذا المجال، كما يعد فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي، وربط الأجيال الجديدة بتراثهم الثقافي الأصيل.
ق.ث