الأحد 20 يوليو 2025
أخبار الشرق

“الشاف” شهرزاد تفتح قلبها لـ “أخبار الشرق” وتكشف: “المطبخ الجزائري ثري وحلمي إيصاله إلى العالمية”

“اتصلت “أخبار الشرق” بـ “الشاف” شهر زاد الشخصية البارزة في المطبخ الجزائري حيث نجحت في فرض نفسها في الشاشة الصغيرة من خلال الحصص التي تقدم فيها مختلف وصفات الطبخ بطرق سلسلة ومتميزة وتملك شعبية كبيرة وسط المهتمين بهذا المجال، كما تعمل دائما على الترويج على التراث والثقافة الجزائرية في كل التظاهرات وتعتبر بمثابة سفيرة حقيقية للعادات والتقاليد والمطبخ الجزائري بصفة عامة وكان لنا معها هذا الحوار:

الشاف شهرزاد حديثنا عن بداياتك وكيف اخترت هذه المهنة هل هي هواية ولدت وكبرت معك منذ الطفولة؟

كان عندي حب وشغف كبير مند الصغر للطبخ ثم مع الوقت أصبح مهنة، قبل زواجي كنت أدخل مطبخ الوالدة والجدة، فأنا أعشق رائحة التوابل والأعشاب والمنسمات والأطباق.

جدتي كانت تحضر أطباق بسيطة جدا لكن لذيذة لدرجة لا توصف وبعد الزواج أصبحت مسؤولة عن عائلة وتوقفت عن دراسة الطب وتفرغت لبيتي و أولادي ودخلت المطبخ ومن هنا أدخلني الفضول مطابخ العالم كله بحكم تواجدي بفرنسا وهي بلد متفتح على كل المطابخ.

لما دخلت المطبخ عشقت هذا المجال أكثر بكل تركيباته، فهو لا يتعلق فقط بالطبخ بل بالكيمياء، السحر، الحب..هو فعلا سحر جذبني من الصغر حيث تطور من حب إلى شغف ثم إلى عشق وبعدها إلى هواية فمهنة.

ما هو أول طبق قمت بإعداده وطبخه وكم كان عمرك؟

أول طبق حضرته كان “طاجين المختر” وهو عبارة عن بزلاء دجاج و بيض كنت أعشقه. في صغري كنت صعبة في الأكل ولا أتناول الخضراوات كثيرا رغم معارضة والدتي الدائم لكن والدي كان يسايرني و يشتري لي كل ما اشتهيه رغم ذلك كنت أعشق البزلاء بالدجاج والبيض وهو طبق خاص بالغرب الجزائري وتحديدا مدينة تلمسان، في الحقيقة كان يطهى بالدجاج فقط وكان حين ينتهي الدجاج وتضل البازلاء “الجلبانة” نضيف عليها البيض وهذا هو أول طبق حضرته وكان عمري 6 أو 7 سنوات .

هل سبق لك أن حرقت أكلة أو طبق قمت بتحضيره؟

لم يكن حرق بمعنى الكلمة ..بل استطيع أن أقول عدم توافق في شكل الطبخة، فأنا جد حريصة على الشكل والذوق معا، أحيانا يحدث أن لا أرضى بالشكل الطبق الذي قمت بتحضيره وذلك يعود لأنني صارمة جدا في هذه النقطة إلا وهي يجب أن يتبع الذوق الشكل.

نتطلع بكل الوسائل الحفاظ على موروث أجدادنا منه المطبخ الجزائري برأيك ما هي الحلول التي يجب أن نتخذها جميعا لكي نحافظ على أطباقنا التقليدية وإيصالها للعالمية؟

تطلعنا للتعريف بالطبخ الجزائري وإيصاله للعالمية بدأت أعمل عليه منذ 15 سنة لما كان القليل يتكلم في هذا المجال، مشكلتنا هي نقطة إيجابية وسلبية في نفس الوقت وهذا لأن بلادنا كبيرة جدا فالقاطن في الشرق قد لا يعرف أطباق الغرب والذي يسكن في الغرب لا يعرف أطباق الوسط والوسط لا يعرف أطباق الجنوب وحتى في الشرق مثلا كل مدينة تختلف عن الأخرى في طريقة طبخ طبق معين وكل واحد منهم يعتبر أنه الأصح إلا أنه كل الطرق صحيحة لأن المطابخ تطورت مع الزمن وعبر العصور والحضارات في الجزائر.

يجب علينا أولا أن نعمم المطبخ الجزائري ونوحده يعني أنه أينما كان كل جزائري يجب أن يتعلم طبخ كل منطقة ويفتخر بها، ويفتخر بتنوع واختلاف أطباقنا أينما كانت حتى ولو مع الحدود الجزائرية فهو مطبخنا.

متى سنرى كتب ومؤلفات حول الأطباق التقليدية الجزائرية من مؤلفاتك؟

يجب علينا كتابة مطبخنا وتدوينه لأنه لم يتم كتابته بل كتبنا رؤوس أقلام والاختصاصات الكبيرة فقط ولم نكتب المطبخ الجزائري بتفاصيله ومميزاته ليومنا هذا أي لم يكتب بطريقة أكاديمية.

يجب علينا أن نعمل على فتح مطاعم جزائرية داخل وخارج البلاد ويجب أن يكون الجزائريين أول من يدخلون هذه المطاعم ويأكلون فيها لأننا نصادف مشكلة أن الجزائريين يأكلون كل شيء في المطاعم إلا الأطباق الجزائرية يجب أن تكون بأيادي أمهاتنا ومن بيوتنا لهذا يجب الالتفات لمطاعمنا وتشجيعها كما أدعو لتنظيم تظاهرات داخل وخارج الجزائر للتعريف بالمطبخ الجزائري.

ما هي الصعوبات التي تجدينها فيما يخص الترويج للمطبخ الجزائري، وما هي الحلول برأيك التي يجب علينا اتخاذها؟

الصعوبات التي نواجهها كما ذكرت لكم هناك تعصب كبير للفرد الجزائري لمطبخه وفقط. فقد سبق وأن حضرت طبق شوربة فريك وتلقيت انتقادات كبيرة بمجرد أضفت القرفة فقط فهناك الكثير من الشافات يخافون أن يقدموا طبق لمناطق معينة اجتنابا للانتقادات الشرسة التي يتعرض لها الطباخ مع أن نيته طيبة. فلما حضرت شوربة فريك بالطريقة القسنطينية وأضفت لها القرفة قامت القيامة، وهكذا نجد صعوبات وضغوطات كبيرة لأن مطبخنا لم يدون بعد ولازلنا نقوم ببحوث عميقة. الحلول يجب أن نبدأ بالفرد الجزائري أولا ويجب أن نكون مسؤولين وكل واحد فينا هو سفير للمطبخ الجزائري ويجب الترويج له.

هل سنرى يوما ما في الجزائر مدرسة للطبخ لـ “الشاف” شهرزاد تعلم فيها الأجيال الطبخ الجزائري؟

بالنسبة لمشروع مدرسة يتعلم منها الأجيال أنا أطمح لمدرسة بمقاييس عالمية وشاملة، هذا حلم من أحلامي وأتمنى أن يتحقق، كذلك أطمح أن يصبح الطبخ الجزائري مادة تدرس كأي مادة أخرى.

ما هو طبقك المفضل؟

هناك العديد من الأطباق صعب الاختيار لكن أنا أقول الكسكس لأنه رمز يمثل الهوية الجزائرية.

في الأخير ماذا تقولين للمعجبين بك وقراء جريدة “أخبار الشرق”؟

سعيدة أكثر بتواجدي معكم إن شاء الله ربي يوفقنا لكي نقوم بإيصال المطبخ الجزائري للمقام الذي يستحقه وتحياتي لكل قراء جريدة أخبار الشرق.

حاورتها لمى /ط

مواضيع ذات صلة

وزير الثقافة زهير بللو يؤكد : “تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية تجسيد حي لعمق الروابط بين الجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية”

akhbarachark

كتاب “الكسكسي، جذور وألوان الجزائر” يتوج بجائزة دولية بالبرتغال

akhbarachark

افتتاح فعاليات “لقاء روسيكادا السينمائي” في طبعته الأولى

akhbarachark