قدم، الأستاذ والبروفيسور السبتي سلطاني إصداره الجديد بعنوان “مؤثرات أم مدمرات ومقالات أخرى”، في رحاب المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سليمان بركات بعنابة.
وفي حديث له مع “أخبار الشرق” تحدث البروفيسور عن مضمون مؤلفه الصادر عن دار هيبورجيوس للنشر وللتوزيع من ولاية عنابة، معتبرا أنّه اختيار عنونة الكتاب “مؤثرات أم مدمرات”، يوضح أنه عنوان لمقال ضمن سلسلة المقالات التي جمعها، مشيرا إلى أنه كان يكتب هذه المقالات في عديد الصحف المحلية والوطنية لفترة تجاوزت 10 سنوات، حيث فكر في جمعها في كتاب واحد لتعميم الفائدة.
كما تحدث البروفيسور سلطاني عن سبب رغبته في اختيار عنونة كتابه، مشيرا إلى أن ذلك يعود لاعتبارات إعلامية واشهارية، كذلك يشخص واقع الحال للحديث عن المؤثرات الاجتماعية، حيث بات موضوع الساعة، والكثير من المؤثرات ـ يضيف البروفيسورـ ، تتظاهرن بهذه المهمة التي تتمثل في التأثير الاجتماعي، حيث يراها أنها مجرد عرض للأزياء والمفاتن بالدرجة الأولى بعيدا عن عرض الأفكار، حيث أكد أن ذلك دفعه للجمع بين التأثير والتدمير، كاشفا على أن القارئ سيدرك مباشرة من عنوان كتابه أنه يحيل إلى هذه الفكرة.
كما تحدث البروفيسور عن سياق مضمون كتابه، معتبرا أن المجتمع حاليا في مرحلة هامة ويعرف ظاهرة مؤثرة جد هامة كذلك للتأثير عليه، نظير الانفتاح بشكل واسع جدا على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أنه بالإمكان للكفاءات والنخب التأثير فيهم،
حيث يتم تحويلهم من التأثير المدمر إلى التأثير المعمر. وعن الرسالة التي رغب البروفيسور السبتي سلطاني توجيهها للقارئ بصفة عامة، من خلال اصداره، يكشف أن القارئ الجزائري وعندما يتم عرض عليه مادة معينة فلديه من القدرة على تصنيف الرديء من السيء من الجيّد، وبالتالي فنحن أمام قارئ واعي، بإمكاننا أن نقدم له جرعات فكرية تسهم وتساهم على الأقل في تغيير نحو الأحسن، نظير حاجتنا لجيل جديد مؤثر تأثيرا إيجابيا في المجتمع ولسنا بحاجة تماما إلى هذا النوع من التأثير عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي أخذ حيزا خطيرا في المجتمع.
وعن محاور إصداره، أكد البروفيسور في خضم حديثه مع “أخبار الشرق”، أن كتابه به حوالي ثلاث إلى أربع موضوعات كبرى منها ما هو اجتماعي من خلال العديد من الموضوعات الاجتماعية ذات طابع انساني في بعض الأحيان، كذلك موضوعات ذات طابع ثقافي تحمل رؤية ثقافية في مسائل معينة، وأخرى ذات طابع تاريخي، من خلال اطلاعه على الحاضر والماضي.
كما أكد سلطاني أنّه من خلال اصداره يركز على المؤثرات عبر منصات التواصل الاجتماعي وشبكات السوشيال ميديا، التي تقدمن نموذجا سيئا جدا لفكرة التأثير الاجتماعي، مشيرا إلى أننا حاليا أمام ظاهرة كبيرة في المجتمع تواجه الأبناء والبنات، حيث غالبتيهم يراهم نموذج وقدوة يحتذى بها، معتبرا أن هناك نماذج أخرى ذات تأثير إيجابي جدا لماذا لا تظهر ؟، معتبرا أنّ إنقاذ فرد أو إثنين خير من لا شيء.
ووجه البروفيسور نصيحة للقارئ خاصة للشباب، حيث أكد على حرص على تقديم صورة ايجابية لصورة الأب والأستاذ والمربي، لتوعية الشباب خاصة، داعيا إياهم إلى إعادة النظر في التعرف على مفهوم المؤثر، وعدم ترك الأبناء عرضة لهذا الخطر الداهم، من خلال إعادة توجيههم نحو مواضيع أهم.
أمير قورماط