شهدت وزارة الثقافة والفنون خلال الأيام الأخيرة حركية دبلوماسية لافتة، تجسدها استقبال وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، لسفير جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى الجزائر، عماد صعب، ثم لسفير جمهورية التشيك، يان تشيرني، في لقاءين بناءين يعكسان متانة العلاقات التي تربط الجزائر بكل من فنزويلا والتشيك، وحرص الأطراف على تعزيز التعاون الثقافي وتوسيع مسارات الشراكة الثنائية.
فقد خصص اللقاء الأول مع السفير الفنزويلي لمناقشة سبل تطوير التعاون في مجال الموسيقى، ولاسيما الموسيقى السمفونية، حيث أكدت الوزيرة استعداد الجزائر لتعميق الشراكة عبر تبادل الفرق الموسيقية وتنظيم ورشات تكوينية مشتركة وتبادل الخبرات بين الفنانين المحترفين والهواة. كما ثمّن السفير الديناميكية الثقافية التي تعرفها الجزائر، معربًا عن استعداد بلاده للمساهمة بخبراتها الفنية ودعم برامج التعاون المستدام بين البلدين.
أما اللقاء الثاني الذي جمع السيدة الوزيرة بسفير جمهورية التشيك، فقد تطرّق إلى آفاق واسعة للتعاون، أبرزها الترميم والحفاظ على المعالم الأثرية. وناقش الطرفان إمكانية تبادل الخبرات التقنية وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الصون والترميم بما يخدم تثمين التراث الثقافي الوطني. كما تناول اللقاء تعزيز المشاركة المتبادلة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية، بما يعمّق الحوار الثقافي بين الشعبين.
وفي الجانب الأكاديمي، استعرض الطرفان فرص التعاون في التكوين السينمائي، خاصة على مستوى المعهد العالي للسينما بالقليعة، من خلال تطوير برامج تكوين مشتركة واستضافة خبراء تشيكيين وفتح مجالات للتبادل التقني والأكاديمي لفائدة الطلبة. وأشادت الوزيرة بروح التعاون التي تطبع العلاقات بين الجزائر والتشيك، مؤكدة أهمية اختيار جمهورية التشيك ضيف شرف للدورة 2026 من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، لما يمثله ذلك من فرصة للتعرف أكثر على المدرسة الموسيقية التشيكية وتعزيز جسور الشراكة الفنية.
وفي ختام اللقاءين، جدّدت وزارة الثقافة والفنون حرصها على توسيع التعاون الثقافي مع مختلف الشركاء الدوليين، وفتح آفاق جديدة للمبادرات المشتركة بما يعكس مكانة الجزائر الثقافية ويخدم المصالح المتبادلة مع الدول الصديقة.
سلمى حطاب