تشارك الجزائر بفيلم “نيا” لإيمان عيادي في الدورة الـ11 لمهرجان طرابلس للأفلام (شماليّ لبنان) التي تقام من 19 إلى 25 سبتمبر.
وإلى جانب “نيا” ستكون خمسة أعمال أخرى في المسابقة ويتعلق الأمر بكل من “عذرٌ أجمل من ذنب” (البحرين) لهاشم شرف، و”الأجسام أقرب مما تبدو عليه” (مصر) لأحمد صبحي، و”البنجري” (عُمان) لموسى ناصر الكندي، ومادونا (مصر) لجون فريد، و”سكون” (الأردن) لدينا ناصر. وتستعيد عيادي من خلال “نيا” بدايات العشرية السوداء، في حكاية أم وابنتها، التي تريد أنْ تُصبح إعلامية، وتنتظر عودة والدها من الصحراء حيث يعمل. شبح الموت يُخيف الابنة، والتشدّد الديني فاعلٌ. وتروي دينا ناصر بفيلمها”سكون” بجمالية سينمائية رائعة، حكاية هند (ملك نصار) المراهقة الصمّاء، البارعة في الكاراتيه، لكنّ المدرّب (سعيد الريماوي) يعتدي جنسياً عليها، فتُصاب بصدمةٍ، ربما تتغلّب عليها لاحقاً. وعن قصة حقيقية، يروي شرف (كاتب السيناريو أيضاً) في”عذرٌ أجمل من ذنب” حكاية شابٍ يُريد إصعاد حصان إلى منزله. أحد سكّان المبنى (عجوز) يتصدّى له، فينشب نزاع، ينتشر في المبنى والشارع. لا أحد ينجح في فكّ النزاع، ولا صلاة يُدعى إليها الجميع في الجامع. عندها، يتسلّل الشاب من الجامع، كي يُنفّذ ما يريد، فيلحق به العجوز. فيلمٌ يمزج بين كوميديا ساخرة وواقع قاسٍ. وفي”الأجسام أقرب مما تبدو عليه” يروي صبحي (كاتب السيناريو أيضاً) بدوره، حكاية واقعية: عائلة تعاني انكساراً في علاقة الأب بالأم، وشاب يريد مالاً لتسديد دين، وتفاصيل عادية، لكنّها جزءٌ من خرابٍ تعانيه بيئة، ويعيشه أفرادٌ. هذا غير حاضرٍ في “البنجري”، المائل أكثر إلى خُرافات شعبية، ومجتمع نسائي، وعلاقات متوترة، وماضٍ ضاغط. فحَصِينة (وفاء الراشدية) أرملة عمياء، تحمل تاريخ زوجٍ في بيئته، وتجهد في شفاء نساءٍ وأولادهنّ من أمراضٍ، بممارسة طقوسٍ غير واقعية البتّة. نقيضه ظاهرٌ في حكاية جون فريد: كاهنٌ (عبد العزيز مخيون) يستلم إدارة دير، وخادمةٌ تحتاج إلى مال لإجراء عملية جراحية لابنتها، وكلامٌ عن أفعال بشرية بين خطأ وصحّ، وسرقة أيقونة العذراء تفتح باباً أمام ماضٍ وراهنٍ.
ق.ث