السبت 18 يناير 2025
أخبار الشرق

150 مليار دولار خسائر حرائق كاليفورنيا وهوليود.. إنه نفس مبلغ تمويلكم السخي لحرب إبادة غزة.. أيها الأمريكان..

في اللحظة التي كان ينتظر فيها نتنياهو وصول صديقه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الحكم، لينفذ تهديداته المتواصلة تجاه غزة، ووعده بإحراق الشرق الأوسط، تأتي الكارثة الطبيعية لتكون أقوى من كل الحروب، فتحرق أراضي شاسعة في أكبر مدن الولايات المتحدة.خسائر الحرائق وصلت إلى 57 مليار دولار خلال أربع وعشرين ساعة = ضعف الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة أثناء إنفاقها على حرب الإبادة ودعمها لقتل الأطفال في غزة.

حرق الاحتلال جباليا على مدار 662 يومًا متواصلة، محاولا دون جدوى السيطرة عليها.

بينما لم يعد في المدينة شيء إلا وحولته آلة الحرب إلى ركام.

لكن مقاومته لا تزال قائمة على التخوم، ليفقد المحتل السيطرة تدريجيًا.

بينما يتراجع الاحتلال، تأتي الكارثة لتحرق قلب الولايات المتحدة. تؤجل الحرائق مراسيم حفل الأوسكار العالمي.

تأكل النيران مدينة هوليود فتأتي على مسارح ودور السينما ومنازل المشاهير.

مما يجعل ترامب يدور حول نفسه فزعًا.

هناك مقاربات واضحة وانتقام كبير.

إن كانت كلمة “انتقام” لا تعجب البعض، بل تستدعي سخرية آخرين، إلا أنها تطرح سؤالًا مهمًا:

“لمن سينتقم الله تعالى إن لم ينتقم لأجل غزة؟!”

ها هي الصورة ذاتها تفرض نفسها على المشهد:

لا مياه في لوس أنجلوس لإطفاء النيران..

 بعد أن أعلنت الولاية عن نقص حاد في المياه..

ولا الرياح تريد أن تتوقف لتساعد الدفاع المدني في السيطرة على الكارثة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

قد يكون من حق 17 ألف طفل يتمتهم آلة القتل الأمريكية ويدها الصهيونية أن يطمئنوا للعدالة الإلهية، وهم يرون اللهب المتطاير.

لم يعد هناك فرق بين جباليا ولوس أنجلوس..

إنهم يرون كيف حولت السماء حدائق كاليفورنيا إلى رماد، كما حول الاحتلال بساتين بيت لاهيا وبيت حانون.

لعل أجمل ما في انتقام الله أنه لا يوجد وجهة للطاغي مهما تجبر يذهب إليها ليصب عليها غضبه وانتقامه، وهو يرى كيف أن الخسائر الناجمة عن حرائق هذا الأسبوع في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا قد وصلت إلى ما يقرب من 50 مليار دولار، ورجحت تقديرات الخسائر الاقتصادية أن هذه الخسائر ستستمر في الارتفاع وسط استمرار تمدد النيران.

قالت تقديرات إن “الخسائر المؤمن عليها من حرائق هذا الأسبوع قد تتجاوز 20 مليار دولار من الأضرار المؤمن عليها..

مما يجعلها الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. أوضحت أنه من المحتمل أن تتجاوز هذه الخسائر بكثير الرقم القياسي الذي سجلته حرائق “كامب فاير” عام 2018 (بلغت 12.5 مليار دولار).

قال جيمي بولار المحلل في (جي بي مورغان) في مذكرة بحثية أن الخسائر مرشحة للارتفاع: “إذا لم يتم احتواء الحرائق بعد، فهي تستمر في الانتشار، مما يعني أن تقديرات الخسائر الاقتصادية والمؤمنة المحتملة من المرجح أن تزداد”.

في اللحظة التي يرى فيها البعض أن المقارنة ساخرة، يرى الآخرون أنها فعلاً جاءت مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض، لتكسر أنفه وتعيد حساباته في علاقته مع الاحتلال الذي لا يسبب له سوى المزيد من الخسائر.

في كاليفورنيا الآن خمس غابات متفحمة لم تطفأ حتى اللحظة، كما أحرقت حتى الآن 29,000 فدان من الأراضي المزروعة والمشجرة في مقاطعة لوس أنجلوس.

مشاهد النيران ليست بمعزل عن مشاهد النزوح..

فكما نزح مليون ونصف مدني من شمال غزة، نزح 150 ألف شخص في لوس أنجلوس، ولا يزال نحو 180 ألف شخص خاضعين لأوامر الإخلاء.

كما أفادت الأرقام التي لم تنتهِ بتدمير أكثر من 2,000 منزل ومبنى ومؤسسة..

واجهت لوس أنجلوس انقطاعًا في الكهرباء عن نحو مليون منزل وشركة.

تقرر إغلاق المدارس في المدينة.

بينما تم الإعلان عن مقتل خمسة أشخاص في الحرائق، لفتت الشرطة إلى أن “عدد القتلى الفعلي لا يزال غير معروف”.

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ألغى زيارة كانت مقررة إلى إيطاليا، وهي الرحلة الخارجية الأخيرة لرئاسته، للتركيز على جهود الاستجابة الفيدرالية لحرائق لوس أنجلوس.

يبقى المشهد الأكثر غرابة وحكمة والذي يفرض المقارنة من تلقاء نفسه، هو نزوح بضع عشرات من المرضى من أحد أكبر مستشفيات لوس أنجلوس.

نقلتهم سيارات الإسعاف وكدستهم مع ممرضين فوق بعضهم البعض بعدما تم إخلاء المستشفى الأكبر في المدينة قبل أن تأكله الحرائق والأدخنة. مشهد ينطبق تمامًا مع ما فعله الاحتلال في المنظومة الصحية لقطاع غزة، ترى فيه الجرحى وهم يتنقلون من مستشفى إلى آخر، وكيف ينهار النظام الصحي بعنف جبروت يد المحتل، ولكن هناك في أعتى قوة على وجه الأرض، رأينا يد الله حاضرة من أول المشهد حتى نهايته.

أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة..

تسببت الحرائق المدمرة في مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وأحرقت أكثر من 12 ألف هيكل منذ يوم الثلاثاء، وتدمير أحياء كاملة كانت موطنا لعقارات تقدر بملايين الدولارات، وقد تحولت إلى رماد.

وبالرغم من أنه من المبكر جدا تقديم حصيلة دقيقة للخسائر المالية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الخسائر حتى الآن تجعل هذه الحرائق من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

أشار تقدير أولي من شركة “أكيوويذر” إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية حتى الآن تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار. للمقارنة، قدرت “أكيوويذر” الأضرار والخسائر الاقتصادية التي تسبب بها إعصار هيلين (الذي اجتاح ست ولايات جنوبية شرقية في الخريف الماضي) بنحو 225 مليار دولار إلى 250 مليار دولار.

ظلت حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس (التي تأججت برياح سانتا آنا العاتية والجفاف الشديد) بعيدة عن نطاق السيطرة إلى حد كبير.

ستزداد الحصيلة النهائية للخسائر الناجمة عن الحرائق.

أنشأت السلطات مركزا يمكن للناس من خلاله الإبلاغ عن المفقودين.

تقدر فرق الإطفاء أن أكثر من 5300 منزل دمر في حي باليسيدز منذ يوم الثلاثاء.

يخشى المسؤولون أن يكون أكثر من 7 آلاف مبنى قد دمر أو تضرر في حريق إيتون، حسب إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس.

حذر رئيس إدارة الإطفاء، أنتوني ماروني، من أن خطر الحريق لا يزال مرتفعا بسبب الرياح القوية، والهواء الجاف، والنباتات الجافة.

قال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إن رجال إطفاء من المكسيك وصلوا إلى لوس أنجلوس للانضمام إلى أكثر من 14 ألف من العاملين في مكافحة الحرائق.

الاقتصاد الأمريكي ينهزم أمام حرائق لوس أنجلوس.. تسببت في خسائر تاريخية وكشفت هشاشة سوق التأمين

تم تهجير أكثر من 180 ألف شخص..

موت 16شخصا..

تعرضت أكثر من 57 منشأة لدمار كبير..

قالت صحيفة إيكونوميست إن هذه الحرائق ليست مجرد مأساة إنسانية، بل أزمة اقتصادية عميقة تكشف هشاشة سوق التأمين في ولاية كاليفورنيا، وتثير القلق بشأن التكاليف المتصاعدة للكوارث المرتبطة بالمناخ.

الأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا

حتى العاشر من جانفي الجاري، قُدرت الأضرار الاقتصادية الأولية المباشرة الناتجة عن هذه الحرائق بأكثر من 50 مليار دولار..

مع توقع أن يغطي التأمين منها نحو 20 مليار دولار فقط، وفقًا لتقديرات “جي بي مورغان”.

هذه الأرقام تجعل هذه الحرائق واحدة من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة..

تعرض حي “باسيفيك باليسيدز” (الذي يبلغ متوسط أسعار المنازل فيه 4 ملايين دولار) للدمار الأكبر.

أما “حريق إيتون” في الشمال، فلا يزال يهدد المناطق الأقل ثراءً، وهو ما يُبرز الطبيعة المتنوعة والعشوائية لهذه الكارثة.

أشار تقرير صادر عن شركة “أكيو ويذر” الأمريكية لخدمات التنبؤ بالطقس إلى أن إجمالي الخسائر قد يتراوح بين 135 و150 مليار دولار..

مما يعكس التأثير الكبير على منطقة تحتوي على بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.

تعد هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ لوس أنجلوس..

قال عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها “أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميرا في تاريخ كاليفورنيا”، مؤكدا أن “التغير المناخي حقيقة واقعة”.

عقد بايدن -الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا- اجتماعات مع كبار المسؤولين لبحث الاستجابة الفدرالية.

سوق التأمين في عين الجحيم

كشفت الحرائق عن أوجه قصور كبيرة في سوق التأمين في كاليفورنيا، التي تكافح للتكيف مع التزايد المستمر في حدة وتكرار الحرائق بسبب تغير المناخ، حسب إيكونوميست.

شهدت السوق تقليص 7 من أكبر 12 شركة تأمين وجودها في الولاية خلال السنوات الأخيرة.

فعلى سبيل المثال، توقفت شركة أولستيت عن بيع البوليصات التأمينية الجديدة تمامًا عام .

2022.

بينما ألغت شركة ستيت فارم 30 ألف بوليصة عام 2023، بما في ذلك 1600 بوليصة في حي “باسيفيك باليسيدز”.

ارتفع تعرض خطة التأمين الحكومية “فير”، وهي الملاذ الأخير في كاليفورنيا، بنسبة 85% في المناطق عالية الخطورة مثل “باسيفيك باليسيدز”، حيث تجاوزت المطالبات المحتملة الآن 3 مليارات دولار.

مع ذلك، فإن القدرات المالية للخطة لا تزال غير كافية، إذ لا تمتلك سوى 200 مليون دولار احتياطات و2.5 مليار دولار في إعادة التأمين، مما يهدد بفشل النظام بأكمله.

هذا النقص -حسب بلومبيرغ- يترك عديدا من أصحاب المنازل من دون تأمين كاف أو من دون تأمين على الإطلاق، خاصةً أولئك الذين تتجاوز ممتلكاتهم الحد الأقصى لتغطية “فير” البالغ 3 ملايين دولار.

تغيّر المناخ وتحديات السياسات

ذكرت بلومبيرغ أن خبراء في قطاع التأمين حذروا منذ فترة طويلة من أن الإطار التنظيمي القديم في كاليفورنيا أعاق قدرة سوق التأمين على العمل بفعالية.

فقد منعت مبادرة اقتراع عام 1988 شركات التأمين من استخدام نماذج المخاطر المستندة إلى تغير المناخ، مما أجبرهم على الاعتماد على بيانات تاريخية لم تعد تعكس الواقع الحالي.

أدت هذه القيود -حسب بلومبيرغ- إلى تثبيط شركات التأمين الخاصة عن تحمل مخاطر الحرائق.

وعلى الرغم من أن الإصلاحات التي أُقرت في الثاني من يناير تتيح الآن التسعير بناءً على النماذج، فإن هذه التغييرات قد جاءت متأخرة للغاية لمعالجة تداعيات الحرائق الحالية.

عديد من أصحاب المنازل من دون تأمين كافٍ أو من دون تأمين على الإطلاق

تداعيات أوسع

تمثل هذه الحرائق نقطة تحول في العلاقة بين مخاطر المناخ، وقيم الممتلكات، والاستقرار الاقتصادي.

فوفقًا لمايكل وارا، خبير الحرائق في جامعة ستانفورد الذي تحدث لصحيفة إيكونوميست، فإن أحياء مثل “باسيفيك باليسيدز” تجسد التوازن الهش بين قيم الممتلكات المرتفعة والمخاطر الكارثية.

يمكن أن يؤدي الانسحاب الواسع لشركات التأمين الخاصة إلى انهيار سوق الإسكان، حسب ما قاله وارا، حيث تصبح الممتلكات التي لا يمكن تأمينها غير قابلة للرهن العقاري، مما يؤدي إلى انكماش اقتصادي مشابه للأزمة المالية لعام 2008.

علاوة على ذلك، فإن التأثيرات الصحية للحرائق، التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها في التحليلات الاقتصادية، تُعد كبيرة.

 إذ يُقدر أن استنشاق الدخان وتلوث الهواء يكلف مليارات الدولارات سنويًا من النفقات الصحية الخفية، مما يزيد من أعباء السكان وموارد الدولة.

د.جمال سالمي

مواضيع ذات صلة

الصين تشيد بالدور المحوري للجزائر في إفريقيا ومنطقة المتوسط

akhbarachark

مصدر فلسطيني: “موافقة الاحتلال على الاتفاق قائمة ولكن التفاصيل تعطل التوقيع حالياً”

akhbarachark

شهداء وجرحى في غارات متفرقة للاحتلال على قطاع غزة

akhbarachark