الخميس 19 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

ترامب وهاريس يتبادلان الاتهامات بالكذب والفشل

انتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للانتخابات الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس بتأكيد الطرفين خياراتهما السابقة عن حقوق الإجهاض وسياسات الهجرة والحدود واقتناء السلاح وخيارات الاقتصاد الأمريكي والتضخم، إضافة إلى السياسات الخارجية، وبشكل خاص حرب أوكرانيا والحرب في فلسطين المحتلة والمواجهة الإستراتيجية مع الصين.

وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز عن القيام بالمهام المطلوبة بشكل واسع ومتكرر قبل أقل من شهرين على إدلاء الأمريكيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات. وبدأت المناظرة التي قد لا تكرر مرة ثانية قبل الانتخابات عند الساعة الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش. وبحسب نيويورك تايمز، ترامب تحدث 43 دقيقة استغلّ 13 دقيقة منها لمهاجمة هاريس، فيما استغرقت هاريس 17 دقيقة لمهاجمة ترامب من أصل 37 دقيقة تكلّمت خلالها.  وبشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل الجمهور الأمريكي، أجاب المرشحان عن السؤال الافتتاحي: “هل تعتقد أن الأمريكيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟”، فأكّدت هاريس أنها تخطط لبناء “اقتصاد الفرص”، متعهدةً “بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة”. في المقابل، رد ترامب على هاريس، متعهداً بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا إن الحكومة أخذت “مليارات” من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه. ولكن هاريس ردّت بأنّ ترامب “ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم.. وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب”، محذرة من “المشروع 2025″، وهو “خطة مفصلة وخطيرة” تقول هاريس إنّ ترامب “سينفذها إذا تولى منصبه”. وبشأن قانون الإجهاض، وهو إحدى أبرز القضايا الشائكة لدى الجمهور الأمريكي، بدأ ترامب بالزعم بأن الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في “الشهر التاسع” من الحمل، واصفاً إياهم بأنهم “متطرفون”، وأنّ تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، دعا إلى الإجهاض في الشهر التاسع. وبرّر ترامب موقفه الشخصي بأنه “ليس مؤثراً”، وأنه “ساعد في إعادة القضية إلى الولايات لاتخاذ القرار”، مؤكداً أنه “يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وغيرها”. من جهتها، ردت هاريس على تعليقات ترامب بشأن الإجهاض بقولها: “لا توجد ولاية في هذا البلد تقونن قتل طفل بعد ولادته”، مشيرةً إلى أنّ منافسها الرئيس الأسبق عيّن ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض قبل عامين. وقالت إن العديد من الولايات أقرت “حظر الإجهاض الذي فرضه ترامب، والذي لا يستثني الاغتصاب والزنا”، معبرة عن تضامنها مع النساء وصحتهن الجسمانية. أما قضية الهجرة وأمن الحدود واستقبال المهاجرين غير الشرعيين، فقد ألقت هاريس اللوم فيها على ترامب بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تبناه الحزبان، مروّجة لعملها باعتبارها “الشخص الوحيد في هذا المسرح” لملاحقة المهربين على الحدود. وردّ ترامب على كلامها بالقول إنّ “الديمقراطيين سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد، ما أدّى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة”، زاعماً أنّ المهاجرين “يأكلون الحيوانات الأليفة” في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو، وهو ما نفاه عمدة المدينة. كذلك، تطرق الطرفان إلى مسألة القضاء وانفكاكه عن السياسة الحاكمة في البيت الأبيض، إذ اتهمت هاريس “ترامب بسبب تاريخه الإجرامي”، وردت على مزاعمه بشأن “جرائم المهاجرين”، واصفةً إياه بأنه “شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، والتدخل في الانتخابات، والقيام بجرائم اقتصادية”. أما ترامب، فقد ردّ قائلاً إنها ترقى إلى “تسليح” نظام العدالة، وواصفاً إياها بأنها “قضايا مزيفة”. وتحوّل النقاش إلى أحداث الكابيتول في جانفي عام 2021، إذ سُئل ترامب عن دوره في اقتحام أنصاره للمبنى، ليجيب بأنّ خطابه “لم يتضمن أي دعوات للعنف”.

حرب غزة

وبشأن الحرب المستمرّة على غزة، سأل المحاوران هاريس عن الكيفية التي قد تتعامل بها مع حرب الكيان الصهيوني في غزة، وكيف قد تتمكن من الخروج من حالة الجمود، فكررت بعض تصريحاتها السابقة العامة بشأن هذه القضية، بأنّ الكيان الصهيوني له الحق في الدفاع عن نفسه، ولكن من المهم أن يعرف كيف”. وأضافت: “يجب أن تنتهي هذه الحرب. يجب أن تنتهي على الفور”، مشددةً على “حلّ الدولتين وإعادة إعمار غزة”، ولكنَّ الأوّل رفضه الكنيست الصهيوني منذ نحو شهرين، والآخر يستمرّ بدعم وتسليح أمريكي مستمرّ لقوات الاحتلال الصهيوني. في المقابل، ردّ ترامب باتهام هاريس بأنها “تكره الكيان الصهيوني”، زاعماً أنّه “إذا تم انتخابها فإن الكيان الصهيوني سيتمّ إزالته من الوجود بغضون عامين”، وأكمل: “ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي، وسأحلّ هذا الموضوع، وأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

الحرب في أوكرانيا

وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال ترامب: “أريد أن تتوقف الحرب”، وتحدث عن تكلفة حرب روسيا في أوكرانيا على الولايات المتحدة، قائلاً إن أوروبا “تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة”. من جهتها، ردّت هاريس بالقول: “حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً، وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعيناه على بقية أوروبا”.

“أسوأ نائبة رئيس في التاريخ”

وتعليقاً على كلامها، وصف ترامب هاريس بأنها “أسوأ نائبة رئيس في التاريخ”، زاعماً أنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب.

وعندما سُئلا عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قالت إنها “وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأمريكية من البلاد”، ولكنها أضافت أن “من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب”، معتبرةً أنّ “ترامب تفاوض كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها” مع طالبان. أما ترامب، فقد أجاب: “كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ومن دون ترك المعدات خلفنا، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك”.

كذلك، تحدث ترامب عن تعهده الطويل الأمد بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسّرة المعروف باسم “أوباما كير”، ملقياً باللوم على الديمقراطيين في فشل إلغاء القانون، الذين قال إنهم “متفقون” و”لن يصوتوا لتغييره”. وختمت هاريس كلمتها بالقول إنها وترامب “تملكان رؤيتين مختلفتين للغاية” لأمريكا، مكررة شعار حملتها الانتخابية: “لن نعود إلى الوراء. يمكننا رسم طريق جديد للمضي قدماً”.

من جهته، حذر ترامب من “انحدار الأمة” في بيانه الختامي، وقال إن “سياسات هاريس لا تعني شيئاً، لأنها كانت في السلطة بالفعل لمدة أربع سنوات تقريباً ولم تحقق أياً منها”، محذراً من أنّ “الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس”.

مواضيع ذات صلة

رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يؤكد: ” الجزائر تدعم منظمة الأمم المتحدة وعلى قادة العالم الإنضمام إلى “ميثاق المستقبل” “

akhbarachark

ترامب:  “لا نريد حربا مع روسيا”

akhbarachark

مناقشات “صهيونية – أمريكية” في واشنطن: “الكيان الصهيوني لا يمكنه البقاء في حرب لا نهاية لها”

akhbarachark